فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم
كان يكفي المرشح الفرنسي الحر، إيمانويل ماكرون، أن يقترب من التاريخ لكي يحشر فيه أنفه، حتى تنتفض فرنسا ضده ويتعرض إلى حملة مكثفة لأنه نطق كفرا حين حاول أن يقول إن الاستعمار فعل بشع
ولأن فرنسا الأمس هي فرنسا اليوم مهما وضعت من مساحيق تجميلية فإن نخبة وساسة ومثقفي باريس لم يفوتوا اقتراب “فتاهم” الغرّ من مغارات تاريخ فرنسا الاستدماري ليعلنوا التعبئة العامة حماية لذاكرة القراصنة والمجرمين.
فرنسا هي فرنسا مهما غيرت من أقنعة وأكبر دليل على أن التاريخ لا يمكنه أبدا أن يجب نفسه، ما تعرض له إيمانويل الفرنسي بمجرد أن فكر في إدانة استعمار أجداده، رغم أن القضية برمتها حملة انتخابية فرنسية يباح فيها المتاجرة بالوهم والخضوع لرغبة الناخبين والمشاهدين. والمهم في ما يعيشه ماكرون الفرنسي من حملة ممنهجة لم تغفر له زلة لسانه الانتخابي، أن الفتى تراجع عما “أخطأ ” فيه والسبب أن التاريخ عند فرنسا الآن هو ذاته تاريخ بيجار تاريخ ديغول ولا شيء تغير سوى أن التركة المسمومة غيرت أقنعتها، لكن في حالة الاقتراب من كهوفها فإن فرنسا كلها ستكون “بيجار” ووجهه الاستدماري القديم.
رسالة باريس ونخبتها وساستها واضحة وشعار فرنسا اليوم هو ذاته منذ قرون، حيث الجزائر مساحة للابتزاز فقط، وعداها فإن الوجه القبيح للتاريخ كل مرة يطفو للسطح لتؤكد العجوز فرنسا أنها لن تعتذر ولنؤكد نحن للأسف،، أننا ننسى ونتناسى وفوق هذا وذاك نتدافع لكي نطلب ود العجوز في كل المحطات،، ألم تفهموا،، المفترض أننا نحن من لن ينسى فإذا هي فرنسا من لا تريد أن.. تنسى!