التكاتف العربي في حل الأزمة الليبية و مواجهة الإرهاب
شهارة نت – متابعات :
لقد جمعت المبادرة التونسية لحل الصراع السياسي و العسكري في ليبيا ، ثلاث دول عربية مصر و الجزائر و تونس على طاولة حوار واحدة مع الأطراف الليبية ،و قد كانت الجهود المكثفة من قبل دول الجوار بناءة في حل هذه الخلافات
التي أخذت ليبيا إلى الفوضى و العنف ، حيث أدركت هذه الدول بأن الحل العسكري لن يجدي نفعاً كما هو الوضع في سوريا ، فإن اجتماع الأطراف المتخاصمة على طاولة الحوار ، هو حل يرضي جميع الأطراف و هذا ما جعل عجلة الحل السياسي الليبي تنطلق نحو الأمام في إنهاء هذه الأزمة التي باتت تهدد مستقبل ليبيا ، و التي جعلت التنظيمات الإرهابية تنتشر بشكل أسرع و استغلال الفوضى لبسط نفوذها بالسلاح و بإرهاب الناس الأبرياء و سفك الدماء .
لقد جاء في بيان مشترك في ختام اجتماعات دول الجوار الليبي بالعاصمة تونس، تأكيد الحل السياسي الشامل في ليبيا ، اعتبارا للدور المحوري لآلية دول الجوار الليبية والأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية، وأخذا في الاعتبار المبادئ الرئيسية التي تم التوافق عليها في الاجتماعات الوزارية العشر لدول الجوار المنعقدة بالقاهرة مؤخرا والخرطوم والجزائر وتونس ونيامي ، كما حث البيان على مواصلة السعي الحثيث إلى تحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا دون إقصاء في إطار الحوار الليبي- الليبي بمساعدة من الدول الثلاث وبرعاية من الأمم المتحدة، والتمسك بسيادة الدولة الليبية ووحدة ترابها وبالحل السياسي كحل وحيد للأزمة الليبية على قاعدة الاتفاق السياسي الموقع في 17 ديسمبر 2015، وباعتباره إطارا مرجعيا والاتفاق على مساندة المقترحات التوافقية للأطراف الليبية قصد التوصل إلى صياغة تكميلية وتعديلات مكن من تطبيقه .
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إن إعلان تونس ينص على دعم جيران ليبيا لحوار يضم كل الفرقاء السياسيين ولا يستثني أحدا، على أن تعقد قمة بين رؤساء مصر وتونس والجزائر في العاصمة الجزائرية في وقت لاحق.
وأضاف الجهيناوي أن “حالة الترقب والجمود في ليبيا لا يمكن أن تستمر ودول الجوار تلعب دورها في مرافقة الليبيين إلى حوار ليبي-ليبي”.
واغتنم المناسبة الوزير مساهل لتجديد موقف الجزائر القاضي بالإسراع في حل الأزمة الليبية بتكثيف بلادنا جهودها لدفع مسار السلام والمصالحة الوطنية، مضيفا أن بلادنا تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف وتشجيعهم على نهج الحوار الشامل والمصالحة الوطنية الهادفين إلى التوافق حول أسس الانتقال السياسي في إطار اتفاق يرضي الجميع.
كما جددّ الوزير التأكيد على أن حل الأزمة الليبية بأيدي الليبيين وحدهم دون تدخل خارجي، مضيفا أنه «على الجميع تشجيعهم (الليبيين) على إيجاد نقاط توافق تمكّنهم من الوصول إلى حل الأزمة في إطار الحوار والمصالحة الوطنية عبر توافقات في إطار المسار الأممي لتسوية هذه الأزمة».
وتقوم الدول الثلاث بشكل مشترك ورسمي بإحاطة الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجماعة الدول العربية ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي باعتبارها وثيقة رسمية لدى المنظمات الثلاث، ببنود الاتفاق ويأتي ذلك تجسيدا للمبادرة السامية التي أعلن عنها رئيس تونس للحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية في ليبيا .
و ينتظر أن تحتضن الجزائر الاجتماع القادم لآلية دول جوار ليبيا، مثلما اتفق على ذلك، وزراء خارجية دول جوار ليبيا المجتمعون بالقاهرة، بمشاركة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، في حين أشاد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، خلال الاجتماع بالجهود التي يبذلها الرئيس بوتفليقة، للمساهمة في تسوية الأزمة الليبية.
لقد أدركت هذه الدول بأن الصراع في ليبيا و إراقة الدماء ستدفع ليبيا إلى المزيد من الفوضى و العنف و التفتت ، و هذا ما يجعل الأعداء المتربصين للخوض في هذه الفوضى و نهب الخيرات الليبية ، فالمجتمع الليبي منذ قيام ثورته أي ما يقارب الست سنوات و هو يعاني من داء الفوضى الذي انتشر في المناطق الغنية بالنفط و ذات الأهمية الاستراتيجية ، و من الواضح أن الحل السياسي هو الأنسب لحل هذا الصراع و إفشال كل المخططات الصهيونية التي تستهدف ليبيا و كل المنطقة .