ما هي وجهة داعش المقبلة ؟
شهارة نت – العراق :
عندما وضع داعش اللبنة الأولى لمشروعه في العراق، بعد إتحاد بين العديد من الجماعات المسلحة هناك، تحت قيادة الإرهابي الاردني أبو مصعب الزرقاوي وبمباركة من زعيم تنظيم القاعدة في حينها اسامة بن لادن
أثيرت العديد من النقاط حول نية هذه الجماعة الوليدة التوسع إلى سوريا، انطلاقاً من مبادئها الداعية إلى “كسر الحدود” بين هاتين الدولتين.
باكرا دخل تنظيم داعش في سوريا، تحت مسى جبهة النصرة، وأحدث إجراماً استمده من نصوص كتبت من قبل قيادات هذه الجماعة، ليعلن بعدها عن دولة في العراق والشام، طبل لها الإعلام الغربي، ودعمتها دول الإقليم بالمال والسلاح والمقاتلين، واشترت منها النفط المسروق من آبار #العراق و #سوريا، لتنفيذ الهدف الأساسي بإضغاف الدولتين إقتصادياً وسياسياً، وإشغال جيشهما، في معارك داخلية.
وكان إبراز وحشية هذا التنظيم في مراحله الأولى مدروساً، لتبرير التدخل الدولي المباشر من خلال تحالف قادته الولايات المتحدة. وليكتمل المشهد، كان لا بد من إعدام رهائن غربيين وعمليات داخل أوروبا و #أميركا.
وفي المقلب الآخر، كانت التقارير تتوالى عن تنسيق عملاني بين دول الحالف وداعش، أدى إلى انسحاب التنظيم من مناطق لصالح الجماعات المدعومة من تركيا في مدينة #الباب، وتقدم لداعش في مدينة تدمر، بتسهيل من الولايات المتحدة، بحسب ما أكدت العديد من التقارير الإستخباراتية، وأعلن المسؤولون الروس هذا الأمر في وسائل الإعلام.
ويبنغي الإشارة هذا إلى أن قوافل النفط التي استهدفتها روسيا كانت تسير من سوريا إلى #تركيا برعاية غربية وإقليمية.
كل هذا كان لا بد منه للإجابة عن التساؤل الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة. إلى أين يسير داعش، وما هي خطته المقبلة ؟
وما بعد معركة الموصل، ليس كما قبلها، فهذا التنظيم سيفقد مبدأ “التمكين” بخسارته المدينة، وهذا المبدأ الأساس هو الذي ارتكز عليه في إعلان “الخلافة”، والثابت في ظل هذه المتغيرات، أن #داعش لن يلقي السلاح بسهولة، بل سيقاتل ولكن بطرق واستراتيجيات أخرى، تحدث عنها منظرو هذا التنظيم والخبراء الأمنيون.
خسر داعش عمقه الإستراتيجي داخل العراق، وبات لا يملك ما يسمى “ارض تمكين” بعيدة عن استهداف القوات العراقية، وهذا ما سيؤدي حتماً إلى إنهيار المبدأ الفكري الذي قام عليه هذا التنظيم، وبالتالي فإن هذا التنظيم يبدو أنه مقبل على حالات فرار وانشقاقات عديدة، إذا ما أضفنا إليه التركيبة الداخلية، المشكلة من مقاتلين من عشرات الدول، يتنازعون فيما بينهم على القيادة والسيطرة على الموارد المالية، وهذا ما يفسر دعوة أبو بكر #البغدادي في تسجيله الصوتي الأخير مسلحيه إلى عدم الانسحاب من معركة الموصل، وتوعد الفارين بالحساب.
ويفقد مسلحو داعش الثقة بقيادتهم تدريجياً، فالنصر الذي وعد البغدادي به أنصاره، يبدو أنه لن يتحقق بحسب حسابات الميدان.
تحرك القوات العراقية نحو مكافحة خلايا #داعش النائمة في المناطق المحررة، ينم عن تصور دقيق، بأن هذا التنظيم سيعمد إلى الإختلاط بالمدنيين، وسيستخدم خلاياه النائمة والقناصة والسيارات المفخخة والاغتيالات، وأنه سيتجه إلى استراتيجية الحرب غير المنتظمة وحرب العصابات.
ويقول الخبير في مكافحة الارهاب ريتشارد باريت إن تنظيم داعش “بعد تطوره من حركة ارهابية سرية إلى دولة، سيضطر الى العودة إلى ما كان عليه”.
إعلامياً، عمل #داعش خلال الأشهر الماضية على تركيز فكرة أن مقاتليه هم حماة “الخلافة” المزعومة، وعمل على رفع معنويات مقاتليه عبر إصدارات تحريضية، تحكي بعضها قصصاً عن حياة انتحاريين، يتم توظيفها لدفع المسلحين الآخرين على تنفيذ مثل تلك عمليات.
ويرى خبراء أن هذه الدعاية فشلت في تحقيق الغايات المرجوة منها، خصوصاً مع توالي الهزائم التي يتعرض لها، خصوصاً في #العراق، معقله الأساس ومنه بدأ التمدد، وبات يدافع الآن عن وجوده.