نجاح دول جوار ليبيا يتطلب منها التوقف عن النظر لليبيا على انها غنيمة
لانجاح لاي حل في ليبيا ما لم يعترف بالواقع وهذا الواقع يقول ان هناك عدة دويلات تم انشاؤها بعد 2011 داخل الدولة الليبية ولهذا يجب فكها وتفكيكها لصالح الدولة الليبية ولن يكون هناك صالح لهذه الدولة الليبية ما لم يتم ارجاع الامور الى نصابها
وهذا النصاب لايكتمل الا بإعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 2011 وهذا لايكون الا بأنصاف الوطن والمواطنين من اولئك الذين قفزوا على الدولة ونهبوها واهانوا مواطنيها وشكلوا في غفلة من الزمن كيانات وهمية استطاعوا من خلال الشحن الاعلامي ايجادها فأخدوا ما ليس لهم وامتلكوا ما لاحق لهم فيه .+
دول الجوار متحدين على حصول الوفاق في ليبيا انما مختلفين في اولوية المنطلقات ..منطلق تونس اقتصادي صرف ويهمها الاستقرار لينسحب ذلك على وضعها الداخلي وهذا حقها اما الجزائر فيهمها الاستقرار من منطلق سياسي امني وهذا ايضا حقها اما مصر فيهمها الامر من ناحية امنية اولا ومن ثم اقتصادية .
القاسم المشترك بين هذه الدول والذي يدفعهم نحو الانسجام داخل بوتقة سياسية واحدة هو محاربة الارهاب ولكن مصر تنفرذ عنهم بعدم قدرتها على التكيف مع اخراج للمؤائمة بين الاسلاميين والعلمانيين كونها حديثة العهد بصدام دموي مع الاسلاميين عكس الجزائر التي اندمل جرحها واستطاعت الانسجام مع شقها الاسلامي …مصر تعمل على تنظيف الشرق الليبي المتاخم لها من أي تهديد يطال الدولة المصرية من قبل الاسلاميين وبالتالي خطواتها ستكون متأخرة كثيرا عن تلك الخطوات التي بامكان الجزائر وتونس مشيها في هذا الشأن …لهذا من المستبعد ان تقوم بأي ضغط على المحسوبين عليها واعني فريق الكرامة او فبراير2.
دول الجوار المتدخلة في الشأن الليبي يجب ان تستوعب ان ليبيا تتقاذفها طموحات وصراعات هدفها الاستيلاء على السلطة وان هذا الصراع يدور داخل تيار واحد هو تيار فبراير 1و2 .. يشمل اسلاميين وعلمانيين من مدنيين وعسكريين الا ان هناك تيارات اخرى يجب الالتفات اليها والاستماع لوجهة نظرها واشراكها في أي تصورات فهي الاغلبية الصامتة او المبعدة ولكنها الاغلبية المؤثرة والفاعلة والتي بامكانها تحديد مصير ليبيا .
دول الجوار اذا ارادت النجاح فيجب ان تتصرف بطرق غير اعتيادية بحيث تكون الضامن لاي اتفاق وهذه الضمانة تكون على الارض وليس على الورق ولن تكون لاي ضمانة معنى اذا لم تتطرق الى كارثة السلاح الذي بأيدي الاطراف المتصارعة وبالتالي الهدف الاول الذي يجب ان تتجه اليه هذه الدول.. كيفية جمع السلاح وتخزينه تحت حراستها وبضمانتها على ان يتم تسليمه الى المؤسسة العسكرية الموحدة بعد قيامها على نسق وطني بدون خضوع لاي تجاذبات او ايديولجيات .
الهدف الثاني ان تتولى هذه الدول اعادة كافة المنهوبات والمسروقات التي طالت الوطن والمواطن منذ 2011 خاصة ان تلك المسروقات هي التي بواسطتها يتم تكوين المليشيات وبناء الدويلات داخل الدولة..فالسرقات هائلة وفظيعة طالت كل شي في ليبيا من الابرة حتى الصاروخ مرورا بالاموال السائلة وسبائك الذهب سواء تلك التي كانت بحوزة المصارف او اخفاه المواطن خوفا من السطو والمداهمة واستطاعت المليشيات استخراجها او اجبار المواطنين التنازل عنها .
ان البدء بهذين الامرين سيوضحان مدى جدية الاطراف ونجاعة المحادتاث التي تستضيفها دول الجوار ..لابد من التطرق مع هذه الاطراف الى حجم التنازلات المطلوبة منها لاعادة الدولة والقضاء على ماسواها وليس على كيفية تقسيم الدولة بينهم ..وكم تكون حصة هذا الفريق او تلك الجهة …
هذه الاطراف هاجسها الاوحد هو امنها وتخشى من الملاحقة والمتابعة فان هذه الدول يجب ان تكون الضامن الفعلي والمطمئن لها حتى تنجح المصالحة ويحدث التوافق…بعد نزع السلاح واعادة المنهوب يعود الصراع ليكون سلميا سياسيا وعندها نشرع في اداد الدستور والانتخابات وفق قانون انتخابي لايستبعد احد ولايمكن احد من غلبة احد بالتواطؤ والتزوير كما حدث في انتخابات البرلمان.
نجاح دول جوار ليبيا يتطلب منها التوقف عن النظر لليبيا على انها غنيمة وان هذه الاطراف المتصارعة يجب ان تتقاسمها بينها فهذه الاطراف في الحقيقة هم اطراف وهميون لاوجود حضاري او قيمي لهم ولو اننا عرضنا هذه الاطراف بافرادها وقدراتها وانتاجها على عقل الكتروني ليعطينا مدى ملائمتها لحكم ليبيا وتسيير شئونها لكانت النتيجة صفرا كبيرا .