جلسة خاصة للصحفيين حول المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة
شهارة نت – غزة :
عقد الصحفيون في مدينة غزة جلسة خاصة بالتزامن مع المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران، بسبب عدم قدرتهم على المشاركة في فعاليات المؤتمر بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر
حضرها حشد كبير من الصحفيين والكتاب والمثقفين والسياسيين.
وأكد الصحفي عماد الافرنجي في كلمة له نيابة عن الصحفيين للمؤتمر عبر الفيديو كنفرنس، ” إن هذا المؤتمر في هذا التوقيت وهذا المكان بالذات، يحمل رسالة واضحة للمحتلين ومن سار على دربهم أن فلسطين هي عنوان الصراع في المنطقة، والقدس تشكل بوصلة كل الأحرار، والانشغال الذي ظهر خلال الأعوام الماضية عن فلسطين والقدس ليس تحولاً جديداً، لكنها حالة طارئة سرعان ما تنتهي وتختفي، وتبقى الأصالة ماثلة في كل الجهود المبذولة لإسناد ودعم انتفاضة ومقاومة شعبنا الفلسطيني.
كما أكد على أن المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، لأن فلسطين تبقى الجامعة والموحدة للأمة وعنوانها الوحدة والمقاومة، ولابد من التركيز على الانتفاضة باعتبارها خيار الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة بأشكالها المختلفة، والقادرة على لجم غول الاستيطان وابتلاع الأرض وتهويد المقدسات في ظل انهيار الخيارات الأخرى وسقوط حل الدولتين وأوهام التسوية.
وأوضح، أن من أهم الرسائل التي يحملها هذا المؤتمر هو تزامنه مع الإعلان غير الرسمي عن فشل مشروع التسوية السياسية، وحديث العديد من الأطراف ذات الصلة عن مشاريع تصفوية بديلة للقضية الفلسطينية، لن يكتب لها النجاح لأن طريقاً واحداً آمن به شعبنا هو الانتفاضة والمقاومة.
وأشار إلى أن الانتفاضة والمقاومة شكلت خيارا استراتيجيا لشعبنا الفلسطيني، وتمسك به طويلا، وعض عليه بالنواجذ، ودفع في سبيله أثمانا باهظة، ولا زال يحمل أبناؤنا البندقية التي تحولت في غزة إلى راجمة وصاروخ وقذيفة ومدفع وطائرة، كما يقارع أهلنا في القدس والضفة الغربية المحتلتين، بكل ما يملكون من أسلحة نارية، وبيضاء، وزجاجات فارغة، وحجارة، وحتى بأصواتهم، لكن العهد هو العهد بالمضي قدما حتى التحرير، والعمل حتى يدفع الاحتلال ثمن جرائمه وعدوانه واحتلاله لأرضنا.
وأكد الافرنجي على أن الاحتلال الاسرائيلي ليس عدوا لشعبنا فقط، لكنه عدو للأمة الإسلامية جمعاء، وحاول عبر سنين التسوية الطويلة أن ينفذ من خلالها إلى أقطار المنطقة تحت مسميات عدة، لكنها تحمل مضمونا واحدا هو قتل إرادة المقاومة لدى الشعوب، وجعلها استهلاكية غير ثورية، مما يتطلب الكثير من الجهد والعمل لإعادة صياغة المشهد على واقعه وحقيقته.
وقال” إننا كصحفيين نخوض حربا من نوع آخر مع الكيان الاسرائيلي، هي معركة الكلمة والصورة والصراع على الذاكرة والأجيال مع هذا الاحتلال الغاصب لأرضنا ومقدساتنا وهو ما يتطلب تضافر كل الجهود واصطفاف كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر في هذا العالم للوقوف إلى جانب شعبنا ودعمه بكل وسائل الصمود والنصر.
وأضاف، ونحن في غمرة الصراع المرير مع أدوات المحتل الاسرائيلي ووسائله، نذكركم وانتم تعلمون دورنا الرائد كإعلاميين كانوا الرصاص في بندقية شعبهم، كنا ولا زلنا وقود الصبر والثورة، كنا ولا زلنا ذخرا وذخيرة في مسيرة التحرر، نخوض غمرات المخاطر فلا ردة ولا نكصان ولا رهينة ولا إرتهان، وقدمنا الصحفيين الشهداء قناديل ليلنا، والاسرى مصابيح آمالنا، والجرحى الذين استعلت أطرافهم المبتورة على جبروت صواريخ العدوان وقذائف موته الأسود.
ودعا الافرنجي باسم الصحفيين الفلسطينيين، إلى ضرورة العودة بالمشهد الإعلامي إلى حقيقة الصراع في المنطقة، وان الاحتلال أساس المشاكل التي تمر بها اليوم، وحالة العداء معه مستمرة ومتواصلة فلا مكان له تحت سماء فلسطين، وتعزيز سبل الدعم والاسناد لأهلنا في القدس المحتلة وذوي أسرى وجرحى وشهداء الانتفاضة ومساندة أصحاب البيوت المدمرة في الضفة والقدس وغزة وفلسطين عام 48. والتركيز على معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة جراء الحصار الظالم وواقع الطلاب والمرضى وحال آلاف الاسر المهدمة منازلها وأصحاب المصانع المدمرة والطلاب الذين فقدوا مدارسهم تحت القصف الاسرائيلي، وبذل كل جهد ممكن لإنهاء هذا الحصار سياسيا واقتصاديا واعلاميا.
كما دعا إلى العمل على إبقاء جذوة الانتفاضة والمقاومة مشتعلة في فلسطين ودعم ثقافة المقاومة بكل السبل عملا وقولا وممارسة. وضرورة إعادة البوصلة في الامة تجاه العدو الحقيقي لها والعمل على تحقيق وحدة الموقف وضرورة انهاء كافة أشكال الصراع التي تؤدي الى تشتيت وإضعاف مواقف الامة، إضافة إلى مواجهة الدعاية الاسرائيلية بكل السبل، وضرورة التفريق بين المقاومة المشروعة التي كفلتها كل الشرائع الدينية والمواثيق والقوانين الدولية وبين الإرهاب المدان والمرفوض.
كما دعا المؤتمر لاعتماد توصية بإنشاء معهد للتدريب والتطوير الاعلامي في الأرض الفلسطينية المحتلة بهدف تأهيل وتدريب الكوادر الاعلامية الفلسطينية، ورفده بكل أسباب الديمومة والابداع، وتعزيز ودعم عمل وتواجد المؤسسات الاعلامية الاسلامية الدولية في فلسطين لمساندة الاعلام الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والدمار الاسرائيلية ورفدها بالإمكانيات.