المشترك يقبل المبادرة ويحرض انصاره لرفضها
احزاب اللقاء المشترك قررت اخيرا القبول بالمبادرة الخليجية بكامل بنودها بعد ان تخلت عن الشروط التي كانت وضعتها للانفلات منها. وهذه الموافقة جاءت بعد ضغوط مورست عليها من قبل دبلوماسيين غربيين في صنعاء ومن قبل اصحاب المبادرة نفسها الذين اكدوا للمشترك ان المبادرة نهائية تقبل كلها او ترفض كلها.
وفي الوقت الذي اعلنت فيه اخزاب المشترك قبول المبادرة اوعزت الى انصارها في ساحات الاعتصام ان يعلنوا رفضهم المبادرة. وهذا تكتيك مفضوح كالتكتيك السابق الذي ادعت فيه انها انظمت للشباب والشارع وصارت مجرد مناصر وتابع بينما هي التي تقود هذه الاعتصامات اليوم.. وها هو الناطق الرسمي للمشترك يصرح لوسائل الاعلام ان المشترك سوف يقنع الشباب في النهاية بترك الساحات.
لكن متى? ليس الان ولا بعد التوقيع على المبادرة في الرياض بل بعد ان يتم تحقيق غرض اخير من هذه الاعتصامات وهو ممارسة مزيد من الضغط على الوسطاء والسلطة لانتزاع اكبر قدر من المطالب.
محمد قحطان قال ان الشباب يرفضون المبادرة ولكن سنقنعهم في الاخير وذلك بعد شهر من تطبيق المبادرة حيث سيكون الرئيس قد استقال وبالتالي لا معنى لوجود الشباب في الشارع هذا يعني انهم انزلوهم الى الشارع لهذا الغرض فقط. لكن لماذا سيبقى المعتصمون الى ذلك الحين وما الدور الذي يجب على الشباب المعتصمين القيام به تحت غطاء رفض المبادرة?
احزاب اللقاء المشترك اصدرت للشباب تعليمات برفض المبادرة والى جانبها توجيهات اخرى للتصعيد في الايام القادمة حسب ما جاء في منشور تم توزيعه على القيادات الشبابية.
وتضمن ذلك المنشور خطة عمل للمعتصمين تتمثل في القيام بمسيرات يتم فيها الهجوم على المنشئات العامة واكراه العاملين في القطاعين العام والمختلط على ترك اعمالهم بدعوى العصيان المدني بعد ان مارسوا هذا الاكراه على القطاع الخاص في بعض الاماكن والخروج لمهاجمة مراكز تجمع انصار النظام والاشتباك مع الشرطة والسعي لاحراق سياراتها والزحف على التلفزيون والاذاعة والقصور الرئاسية ومقرات السلطة المحلية كما تتضمن الخطة زيادة الحشد وجذب المواطنين نحو الاعتصامات من خلال الايعاز الى العلماء الموالين للاصلاح باصدار فتاوي جديدة يقولون فيها للمواطنين ان الوقوف مع النظام محرم شرعا..
هذا الى جانب القيام اثناء المسيرات بتحطيم وشطب كل ما يشير الى الرئيس علي عبد الله صالح لاستفزاز الطرف الاخر والدخول معه في مواجهات ترفع درجة التوتر. ويهدف المشترك من خلال هذا التصعيد الى تقوية موقفه التفاوضي وانتزاع اكبر قدر من المكاسب السياسية حتى يدخل الحكومة قويا. هذا هو المشترك وهذه هي خلاصة ما يسمى الثورة الشبابية التي كانت منذ البداية اداة بيد المشترك لتحقيق طموحاته ويواصل استخدام نفس الاداة حتى بعد موافقته على المبادرة التي سبقه النظام في القبول