أولاد الشيخ و( المعسكرات المنزلية) ..?!!
مثيرة هي ( المتاريس) التي حولت حي (الحصبة) وخاصة الشارع الممتد من أمام (اللجنة الدائمة) وحتى وزارة الداخلية , حيث تتكدس ( المتاريس) بطريقة مريبة ومرعبة وبصورة يبدوا فيها (الخوف) المفترض _مجازي_ يفصح عن نفسه في هذه (المتاريس) وحجمها مع أن هذه (المتاريس ) لم نشاهدها في أيا من المباني السيادية بما في ذلك (القصر الجمهوري) ووزارة الداخلية وهي كذلك لا أثر لهاء في أي مبنى سيادي بما في ذلك المقر المركزي (للحزب الحاكم) بل ليس هناك مثيل لتلك (المتاريس) ولم أشاهد أو أرى مثيلا لهاء إلا في منطقة (نهر الكلب ) في العاصمة اللبنانية (بيروت) والتي كانت تفصل بين منطقة (بيروت الشرقية وبيروت الغربية ) وكانت تشكل بينهما خط تماس , وفعلا حين مررت من امام تلك المنطقة التي يقع فيها منزل الشيخ الراحل / عبد الله بن حسين الأحمر , تذكرت هذا العملاق والهامة الوطنية وأنا كنت شاهد حال خلال أزمة العام 1994م ومن ثم الحرب وكان الشيخ / عبد الله _رحمه الله_ يسكن في ذلك المنزل وفيه وإليه يؤم كل أبناء الوطن ذلك المكان ومن مختلف التيارات السياسية والمشارب العقائدية والايدلوجية , ولم يكون الشيخ / عبد الله _ رحمه الله _رغم مكانته وأهميته وأهمية الدور الذي كان يلعبه علي الخارطة الوطنية وفي تداعيات أحداثها , أقول لم يكون الشيخ برغم المكانة والأهمية التي يحتلها علي خارطة الفعل الوطني ,لم يكون لهذه الدرجة من المغالة في نصب (المتاريس) وحشد الفرق العسكرية المدججة المرتدية الزي العسكري والمدني والشعبي ومن أمام المنزل وخلف المنزل والطرق والدروب والشوارع الفرعية كل هذه النطاقات مدججة بالمظاهر المسلحة وبالمتاريس وأكياس الرمل لدرجة أن المار من أمام منزل الشيخ ينتابه الرعب ويتوهم للوهلة الأولى أننا في حالة (حرب) وأن دليل هذه الحرب هي عدد (المتاريس) التي تمتد من أمام بوابة الغرفة التجارية حتى بوابة وزارة الداخلية وفي نطاقات متعددة الاتجاهات راسيا وافقيا شرقا وغربا شمالا وجنوبا , ولا يمكن مشاهدة مثلا لهاء في أي ساحة حرب أو منطقة قتال ناهيكم عن متاريس تتربع علي اسطح المنازل والبلكونات والنوافذ والأبراج ..? طيب لماذا كل هذا الهلع ..? وما هو مبرر كل هذا الخوف لدى أنجال الشيخ / عبد الله رحمه الله ..? هل لأنهم يدركون أنهم خرجوا عن مسار والدهم الراحل ودوره ومكانته ورسالته ..? أم أن عقدة الشعور بالنقص والدور والمكانة دفعتهم لتعويض كل هذا من خلال استحداث كل هذه المتاريس والدشم والأبراج والحراسات التي تتجاوز مكانة أنجال الشيخ ودورهم ورسالتهم ..!!
يؤسفني أن أقول مثل هذا القول لكن ما شاهدت ورأيت أذهلني ووضعي أمامي ألف سؤال وسؤال حول دعوات وأحاديث أولاد الشيخ عن الدولة المدنية الحديثة ودولة النظام والقانون والمؤسسات الدستورية والمجتمع المدني الديمقراطي , وباي منطق أو فكر أو وعي وطني وفكر حضاري يمكنا أن نصدق مزاعم وطروحات الشيخ / حميد واخوانه عن الدولة التي يسعوا لتحقيقها أو ( تأسيسها) كما يزعمون وبين ما نشاهده علي الواقع وبكثير من الوضوح من السلوكيات والمواقف والتصرفات .. لا أصدق أن ( حوش المشايخ) في الحصبة يحتاج لكل هذه الترسانة من الحراسات , أو يحتاج لحمايته لكل هذه (الدشم والمتاريس والأبراج ) ولأكثر من (كتيبة مشاة) متعددي (التسليح) والأدوار والمهام لدرجة أنني ذهلت وأنا أقارن بين حراسة (حوش المشايخ) وبين حراسة ( دار الرئاسة ووزارة الداخلية ومقر الحزب الحاكم ) بل لم أرى أو أشاهد أي مرفق سيادي بدءا من (دار الرئاسة ورئاسة الوزراء وكل المرافق السيادية والاستراتيجية ) أقول لم ارى أو أشاهد أي من هذه المرافق السيادية والاستراتيجية عليها حراسة بهذه الكثافة والشدة والحضور كما هو الحال مع (حوش المشايخ) الذي تكشف كثافة حراسته ومتاريسه عن حالة من (الذعر) المعبر عن كثير من الاحباط وغياب الثقة بالنفس والعلاقة مع المحيط الاجتماعي والوطني , هذا من ناحية ومن الأخرى فأن هذه الصور والمشاهد تجسد حقيقة الرغبة الكامنة في وجدان أنجال الشيخ في الظهور بمظهر يفوق بكثير كل الأدوار والمواقف التي يقوموا بهاء علي الخارطة , ثم أن هذا السلوك المثير والملفت يعبر عن نزوع متغطرس وعن قيم (طفيلية) يحاول أصحابها أن يعطوا من خلال الإيهام والإيحاءات ما لم يتمكنوا من الوصول إليه أو تحقيقه فعليا وواقعيا بغض النظر عن المبررات التي قد يطرحها أصحاب الشأن أو اي طرف في سياق التعليق علي هذه التناولة التي ليس لها دافع غير التمني علي أولاد الشيخ / أن يتذكروا أن الحماية الحقيقة والأمن الحقيقي يتمثل في علاقتهم مع محيطهم المجتمعي ومع أبناء شعبهم , وأن علاقتهم وقربهم مع محيطهم ومع أبناء وطنهم هو الفعل الحقيقي والمصدر الرئيسي للحماية والأمن والسكينة , فهذه المظاهر مهما تعاظمت ومهما تنوعت طرق إخراجها ومشاهد الصدمة والرعب التي قد توقعها في ذاكرة ووجدان المشاهد لأول مرة كما الحال معي إلا أن هذا أيضا ليس هو الوسيلة المثلى للحماية والتحصن فحب