ممارسة المشترك وتوزيع الأدوار مع الشباب
احترنا في أمر المشترك واحتار العالم فهذا الكيان الهلامي الذي يعرف حجمه في الشعب يلعب على ألف حبل فقد دخل في مفاوضات مع الحكومة وكلما وافقت الحكومة على مطلب من المطالب التعجيزيه التي يقدمها تجده يتنصل منها بحجج واهية وكلما تقدم الأخ الرئيس بمبادرة تجد المشترك يتهرب منها متذرعا بان الشباب غير موافقين عليها بالرغم من أن الكثير من المبادرات التي تقدم بها الرئيس علي عبد الله صالح كانت عبارة عن مطالب يطالب بها المشترك بل إن بعض هذه المبادرات لم يكن يحلم بها ما يدعى بالمشترك ومع ذلك يرفضها أو يتهرب منها وحتى المبادرة الخليجية أصابها ما أصاب المبادرات المحلية من تهرب بالرغم من أنه تلبي جميع المطالب التي طالب بها المشترك والشباب بل وتتجاوز بعض المطالب .
إن استمرار قبول الرئيس علي عبد الله صالح للمبادرات الواحدة تلو الأخرى ليس ضعفا منه بل هو قوة تحسب له في المحافل المحلية والإقليمية والدولية فهو حريص كل الحرص على حقن الدماء والمحافظة على اليمن ووحدته واستقراره ومع ذلك نجد أن المشترك لا يحرص على اليمن ويدفع بالأمور إلى زاوية تجعل الانفجار محتوم ولا مهرب منه وإلا فما معنى الرفض المبطن للمبادرة الخليجية الأخيرة .
إن التحجج برفض الشباب للمبادرة وتحريكهم في مظاهرات هنا وهناك والظهور في الفضائيات للتدليل على أن الشباب هم من يرفضون المبادرة هذا الأمر لعبة مكشوفة ولا تنطلي على أحد ذلك أن الموجود على الأرض من وقائع يقول أن هذه المظاهرات والإعتصامات صناعة مشتركية بامتياز وأن المشترك قد قفز عليها وطوعها لتحقيق أغراضه وأن ثورة الشباب قد انتهت قبل أن تبدءا وما يحصل على أرض الواقع يثبت ذلك ويثبت أن المشترك يستخدم الساحات كفزراعة لتحقيق أغراضه والتنصل من التزاماته الإقليمية والدولية ولكي يخفي اختلاف الفر قاء الذين لديهم أجندة متصارعة على أرض الواقع والاختلاف بينهم على أشده ومن سمع محاضرة المدعوا حسن زيد في ما يسمى بشباب التغيير في شارع الجامعة لأكبر دليل على أن المشترك لا يبالي بما يسمى الشباب وأنهم مجرد ورقة بيد المشترك فإذا ما حقق أغراضه قطعها ورمى بها والذي يشاهد ما يحصل في شارع الجامعة يعرف أن الإصلاح بالذات هو من يسير الأمور من بدايتها إلى نهايتها وأن بمقدور المشترك أن يرفع هذه الإعتصامات في أي وقت يريده لأنهم تابعين لهم في غالبيتهم العظمى وهذا شيء لا ينكره على من كان بعيدا عن ما يجري على أرض الواقع .
يا هؤلاء اتقوا الله في الوطن ولا تدفعوا به إلى التهلكة وخذوا العبرة مما يجري في الأقطار الأخرى من حروب طاحنة وإراقة للدماء البرية وقفوا بجوار الرئيس في إخراج اليمن من هذه المحنة التي يعيشها الشعب وتكاد تأكل الأخضر واليابس واعلموا أن التاريخ لن يرحمكم لو استمر يتم في مناوراتكم التي أصبحت مكشوفة لكل ذي بصيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.