قطر.. من زمن اللؤلؤ إلى زمن البطيخ
منذ أزمنة بعيدة وحتى ما قبل مجيء زمن البطيخ كانت قطر محارة الخليج المليئة باللؤلؤ الأنقى والأجمل والإغلى وكان القطريون في ثقافات شعوب العالم صائدو كنوز البحر والباحثون عن الجمال في الاعماق التي اكتشفوها قبل مجيء عصر الغواصات وانابيب الاكسجين المضغوط? وكان القطريون يهدون شعوب الارض عقود الجمال ودرر التيجان وقلائد العرائس والبلورات التي تضيء مساءات طقوس الحب والمودة الأزلية.
ربما كان شعب قطر اقل عددا مما هو عليه اليوم لكن شهرته كانت اكبر من أن تحتويها خارطة الخليج بل انها كانت أكثر اتساعا لدرجة بلوغها اقاصي حدود خارطة اللؤلؤ في كل جهات الارض.
… كذلك كانت قطر في زمن الجمال وكذلك كانت هداياها المطرزة بتفاسير الاحلام والسعادة والحياة? لكن قطر اليوم لم تعد كذلك في زمن موزة والبطيخ وهداياها للشعوب اصبحت تحمل الألغام والآلام والدموع والحقد والكثير من مشارع الفوضى والتدمير والصراع والحروب التي لا تعبر عن ابناء قطر الشرفاء ولا تخدم مصالحهم بقدر ما تعبر عن حكام قطر الذين يجتهدون في خدمة اسرائيل وأمريكا وايران والدول الغربية وتنفيذ اجنداتها وسيناريوهاتها التي تستهدف تمزيق وتدمير الأمة العربية والاسلامية من خلال اثارة الفتنة ونشر ثقافة الكراهية والفوضى وافساد العلاقة بين الشعوب والحكومات.
اليوم وفي الوقت الذي تتبنى حكومة قطر أو بالاصح أوكلت اليها مهمة تنفيذ مشاريع الفوضى الخلاقة المغلفة بأوهام الثوار الجدد وتحرص على تصدير ومساندة ودعم الثورة والعنف.
…أليس من المفترض أن تكون قطر محطة الثورة الأولى قبل أن تقوم بتصديرها للآخرين?!.
…أليس من حق الشعب القطري أن يثور ويطالب بإسقاط النظام العميل في قطر ومحاكمته على جرائمه التي تستهدف حاضر ومستقبل الشعب القطري والمتمثلة في تبديد ثرواته وعائداته الهائلة من النفط والغاز واستغلالها لخدمة المصالح والاهداف الأمريكية والاسرائيلية لدرجة تمويل حروب امريكا ومعاركها ضد العرب والمسلمين من خزينة وأموال الشعب القطري ?!.
… أليس من حق الشعب القطري أن يطالب حكامه بإحترام قيم الدين الاسلامي الحنيف والتقاليد العربية الاصيلة المتوارثة جيلا بعد جيل والتي تتعمد تمزيقها سلوكيات الامراء المنفتحين جدا والذين لم يعودوا يستحون من تصوير موزه “الحبوبة” وكأنها سندريلا الخليج وديانا الشرق?!.
…أليس من حق القطريين أن يثوروا ويطالبوا بإغلاق مكتب التمثيل التجاري الاسرائيلي في الدوحة واغلاق مكتب اسرائيل الاعلامي المتمثل في قناة الجزيرة وايقاف زيارات المسئولين الاسرائيليين لدولتهم قطر?!!.
… الا يستحق الشعب القطري من قناة النفاق والنفاق الاخر مناقشة قضاياه والسؤال عن عشرات المليارات التي يتم انفاقها من اجل ارضاء موزه – السيندريلا العجوز- وتحقيق حلم الفتى المراهق في استضافة مونديال كأس العالم لمدة شهر واحد قبل أن تسأل عن أموال الشعب الليبي واتهام معمر القذافي بتبديد ثروات ليبيا في مشروع النهر الصناعي العظيم الذي منح الليبيين حق استضافة الحياة لعشرات السنين ?!.
… الا يستحق الشعب القطري امتلاك ثورة والانتصار لإرادته واخلاقياته وحاضره ومستقبله ? ام انه الشعب الوحيد الذي سيظل بلا صوت وبلا سؤال وبلا ثورة وفرض عليه أن يعيش ويموت في زمن موزه والبطيخ ???!!!!..
……. للتساؤلات بقية…!