مأساة اللجوء السوري كمدخل للتطبيع الفلسطيني
شهارة نت – متابعات :
المأساة الانسانية التي يعانيها اللاجئ السوري، لا يغيب استخدامها عن دعاية أي طرف سياسي فاعل أو غير فاعل في هذه المنطقة من العالم، ناهيك عن استخدامهم كورقة للشحن الطائفي، أو الابتزاز المتبادل بين العديد من دول المنطقة ودول المركز العالمي
(عملياً تحصل تركيا على مليارات من الاتحاد الأوروبي مقابل لجوء هؤلاء على أراضيها).
وفي مقابل عمليات التسوُّل باسم هذه المأساة، التي تديرها عشرات المنظمات والجمعيات والهيئات، فإن ما يرشح لهؤلاء المعذبين المهجرين من الموارد الهائلة التي يجري تسوُّلها باسمهم، هو النذر اليسير، وإذا كان النهب والسرقة والابتزاز، والتحشيد الطائفي، هو سمة تعامل هذه المؤسسات مع اللاجئ السوري طيلة الفترة الماضية، فإن السلوك الاستخدامي لهذه المأساة قد تجاوز ذلك بكثير.
منذ أسابيع تتحضر جمعيات في الكيان الصهيوني، لإرسال وفد تعليمي لجزيرة ليسوس اليونانية، ليعمل على برنامج تطوعي لتعليم اللاجئين السوريين في تلك الجزيرة التي يقبع فيها 7 آلاف لاجئ سوري، واللافت هذه المرة ليس دخول الكيان الصهيوني على خط محاولة الاستفادة من الأزمة السورية واختراق بيئة اللجوء السوري، ولكن في الجهد الكبير الذي تقوم به مؤسسات عربية لجعل المأساة السورية مدخل لـ”أسرلة” الشباب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948.
أي أن مؤسسة “أجيال” الشريكة في هذا المشروع، لم تختار مساعدة الصهاينة في اختراق بيئة اللجوء السوري، ولكن أيضاً أضافت لذلك مساعي جديَّة لاستغلال رغبة الشباب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، بمساعدة اللاجئين السوريين، لإدخالهم في برنامج للتطبيع مع نشطاء المجموعة الصهيونية “هشومير هتسعير”، ولمن لا يعرف إرث المجموعة المذكورة، فهي تشكيل عسكري سياسي كان من أوائل العصابات الصهيونية الناشطة على أرض فلسطين، وساهم في إنشاء وحراسة أكثر من 100 كيبوتس، وتخرّج من أحد معسكراته “مناحيم بيغن” رئيس الوزراء الصهيوني وأحد أبرز مجرمي الحرب الصهاينة وأكثرهم تطرفاً.
ما تقوم به المؤسسة المذكورة “حركة أجيال”، تصرّح حوله رنين كحيل منسقة المشروع المشترك مع “هشومير هتسعير”، بأنه ضروري “لإيصال رسالة العمل المشترك اليهودي العربي والتضامن بين الشعبين”، والمقصود بهذا التضامن هنا هو جلب الشاب الفلسطيني ليعمل في خدمة مشاريع مجرمي “هشومير هتسعير” الذين ارتكبوا المجازر بحق أهله وذويه ورحلوهم من مدنهم وقراهم، وبالطبع كل ذلك يتم لرعاية الانسان السوري الذي تقصفه وقصفته طائرات الكيان الصهيوني منذ نشأة هذا الكيان في العام 1948.