ماذا تريد قناة «الجزيرة» القطرية من تونس ؟
شهارة نت – استطلاع :
بين مستنكر ومندّد لشتم الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي للشعب التونسي على قناة الجزيرة يبقى السؤال المطروح ما الغاية من وراء بث كلام يسيء للتونسيين على هذه القناة ؟
اي دور تلعبه الجزيرة ضد تونس ؟ من وراءها؟ ولماذا لا تفوّت هذه القناة وغيرها من الفضائيات الأخرى استغلال مثل هذه التصريحات التي تمس من تونس وشعبها ؟أثارت تصريحات محمد منصف المرزوقي على شاشة قناة الجزيرة الخميس الماضي كل التونسيين اذ تباينت المواقف بين مستنكر ومندد وصلت الى حد المطالبة بطرده من البلاد … ردود الفعل لم تكن ضد المرزوقي فحسب بل ايضا ضد الجزيرة ايضا هذه القناة التي لا تتردد في استغلال مثل شخص المرزوقي اوغيره للتعرض لتونس وشعبها وكان ذلك واضحا وجليا من خلال تركيز الصحفي على اعادة نعوت المرزوقي ضد التونسيين ودفعه من خلال أسئلته الى التأكيد على نفس الكلام وقد جاء ذلك خلال احد البرامج الحوارية على قناة الجزيرة “المقابلة ” صرح فيه المرزوقي وكما جاء على لسانه « لقد اكتشفت في البحث ان القضية ليست متعلقة بجينات التونسي… لاننا عندما كنا في فرنسا انا وعدد من التونسيين الذين كانوا هناك كنا نمارس العمل الطيب وكانت لنا اخلاق وكنا نتصرف كما يتصرف المجتمع الفرنسي…وعند المجيء هنا تجد التونسي يدخل من جديد كل عمليات الخداع والكذب والرياء والسرقات…واكتشف أن هذا غير متعلق بطبيعة التونسي وانما بالنظام السياسي والمجتمعي الموجود هنا …»
هذه التصريحات للمرزوقي التي لا تبدوغريبة عنه فهوقد نعت سابقا الشعب التونسي بكونه يعاني من الإنفصام في الشخصية وذلك في صحيفة لوموند الفرنسيية وهذا التصريح ايضا نقلته قناة الجزيرة وقناة فرنسا 24 التي نقلت كذلك التصريح الأخير للمرزوقي الذي نعت فيه الشعب التونسي بالرياء والكذب والرشوة … وهوما يقودنا للسؤل حول ما تريده قناة الجزيرة من تونس وشعبها لماذا تحاول في كل مرة اثارة النعرات داخل البلاد؟ لصالح من تشتغل؟ ومن وراء تحريكها ضد تونس ؟ واي اجندا هي في خدمتها؟ وهل ان نفس المهمة تقوم بها ايضا قناة فرنسا 24؟
عدد من المختصين في الإعلام والمطلعين على الشأن الوطني تحدثوا لـ«الشروق» بخصوص هذا الموضوع.
المرزوقي شخصية مهووسة… وهناك من يقف وراء الجزيرة لتغيير المنطقة العربية
الدكتور نور الدين الحاج محمود استاذ جامعي وخبير في الاتصال ومتابع للشأن الوطني يقول في هذا الصدد « لابد ان نعرف جيدا كيف تأسست قناة الجزيرة ؟ ولماذا تأسست ؟ وبأي وسيلة ؟ واي دور أوكل لها؟ الجزيرة بعثت في فترة معينة في المنطقة العربية لتغييرها ووراءها اصحاب القرار العالمي الولايات المتحدة الأمريكية الى جانب حضور اسرائيل في هذه المنطقة … « يضيف نور الدين الحاج محمود « والإعلام فيه نقاط ضعف وقوة لكن الجزيرة تشتغل في مسار واحد واتجاه واحد وايديولوجيا معينة وهناك من يغذي هذا التوجه للتأثير على المنطقة العربية ومن ذلك التصريحات الأخيرة للمنصف المرزوقي التي نعت فيها مجتمعا برمته بأبشع النعوت واعتقد ان ما أتاه المرزوقي في حق الشعب التونسي هولعنة من اللعنات التي بقيت تلاحق هذا الرجل …. وهذا لا يليق برئيس دولة سابق وما قام به يتنافى مع كل الضوابط لكن المرزوقي يكتب في المواقع الخاصة بالجزيرة ويقبض من وراءها المال وبالتالي فهودائماً في الخدمة وكان عليه كرجل دولة استغلال الموقف وايجاد نقاط الضعف التي من وراءها غاية الإصلاح لا التهجم على تونس وشعبها واثارة النعرات …. الدكتور بلحاج محمود يقول ايضا « المرزوقي شخصية مهووسة تعيش الإنفصام بين الطبيب ورجل الدولة وتمنيت لوان هذا الكلام لم يصرح به في وسيلة اعلامية اجنبية وحتى لوكان شخصية معارضة كان بإمكانه ان يوظف ذلك في بلده الا انه وللاسف هوفي خدمة اجندا معينة وفي نفس الوقت هوبصدد تهيئة نفسه للانتخابات وتجييش القنوات كالجزيرة وفرانس 24 لكن هذا الرجل وحسب اعتقادي غير جاهز للاشتغال كسياسي واتمنى ان يكتفي باختصاصه كطبيب وما صدر عنه لا يشرف التونسيين…»
الجزيرة لديها اجندا لكنها لم تمل على المرزوقي ما صدر عنه
وللأستاذ محمد فهري شلبي وجهة نظر مختلفة ويقول في هذا الشأن ” لا اعتقد ان الجزيرة أملت على المرزوقي ما قاله في حق الشعب التونسي واطرح السؤال هل «لوموند» أملت ايضا على المرزوقي ما قاله عن الشعب التونسي من كلام لا معنى له . صحيح ان بعض المؤسسات الإعلامية لديها اجندات معينة وأكيد ان الجزيرة ايضا لها اجندا لا اعلم تفاصيلها ولا اريد الدخول في حكم النوايا … ” يضيف محمد فهري شلبي « اقول هذا ليس دفاعا عن الجزيرة لكن ما يجب التركيز عليه هواننا دخلنا في مرحلة ما بعد الحقيقة وهومايجب الانتباه اليه … والأهم من ذلك اين واجب التحفظ لدى هذا الشخص الذي كان رئيس دولة ؟! اذ يمكن ان يفهم من كلامه الكثير … اما عن الجزيرة فهي في فترة ما قدمت مضامين اعلامية استحسنها البعض واثارت مواضيع كانت من المسكوت عنها وشدت الجمهور …لكن لا ادري من يحركها و تبقى الإستفهامات قائمة حول مضامينها واستراتيجياتهاالى ان نتأكد من الحقائق والوقائع … يؤكد شلبي « المرزوقي وحده من يتحمل مسؤولية تصريحاته من منطلق انه كان رئيسا وضرب عرض الحائط بواجب التحفظ واي وسيلة اعلامية تسعى وراء مثل هذه التصريحات … وربما وجب البحث في مرامي ما صدر عنه لعله يريد ان يجلب الإنتباه اليه بعد النكسة السياسية التي عاشها .. والا كيف نفسر رئيس سابق يشتم شعبه وكيف لرئيس دولة سابق مواصلة التعامل مع الإعلام …؟! لم اسمع اي رئيس انتهت مدة حكمه تحدث بسوء اوبخير عن بلده في وسائل الإعلام الا هذا الشخص ..
الشعب التونسي لن تنطلي عليه لعبة تحريك الدمى
من جهته يقول الدكتور ناجح الميساوي « استغرب من هذه التصريحات التي تضع الشعب التونسي في خانة الشعوب الفاسدة و المنحلة اخلاقيا والمرتشية والمنقولة على قناة اجنبية في حين ان الرئيس المؤقت السابق له امكانية الحديث لقنوات تلفزية تونسية في إطار ما يكفله له الدستور من حق في التعبير وحرية إبداء الرأي وفي كنف احترام كرامة المواطنين ولبلد حائز على جائزة نوبل للسلام والملفت أيضا ان هذا الشخص لم يحترم قاعدة واجب التحفظ باعتباره كان موظفا عموميا ساميا. وان كان الشعب التونسي فاسدا كما يدعي لماذا لم يحاول اجتثاث الفساد والرشوة خلال فترة حكمه عوض الانشغال باصدار كتاب أسود ساهم في تعميق الفرقة بين التونسيين» . يضيف ناجح الميساوي « ان المساعي الفاشلة لتقويض السلم الاجتماعية التي بدأت تعيشها تونس اليوم واضحة وجلية ومن حسن الحظ أن الشعب التونسي على وعي وإدراك بهذه المساعي التدميرية. كان حريا بهذا الرئيس المؤقت السابق ان ينسحب من الساحة السياسية ولومؤقتا بعد الفشل في إدارة الحكم . وعن موقف الجزيرة من تونس وسعيها الى تسريب مثل هذه التصريحات ضد تونس وشعبها يقول « ان كانت قناة الجزيرة التي اجرت اللقاء مع الرئيس السابق المرزوقي تحاول استعادة بريقها على حساب هيبة الدولة التونسية وكرامة شعبها وتاريخه من خلال مثل هذه الحوارات فلن تبلغ هذه الغاية لان التونسيين فهموا توجهاتها ولن تنطلي عليهم لعبة تحريك الدمى كما ان تونس لها رجال ونساء يحمونها من كل محاولات التشويه والاساءة. لكن من وجهة النظر الأخرى لابد من الإشارة إلى أن لهذه القناة الحق في البحث عن السبق الصحفي من خلال الحوارات المثيرة وذلك يدخل في نطاق عملها فالمشكلة بالأساس ليست في من بث الحوار لكن في مضامين التصريحات الصادرة عن ضيف هذا الحوار…