بوادر انزلاق الوضع الأمني إلى مواجهات أهلية
قتل مسلحان في اشتباكات مع قوات الحرس الجمهوري في المعسكر الواقع في منطقة العر في يافع الذي يسعى المسلحون إلى إخلائه? في وقت قتل خمسة أشخاص? بينهم أربعة عسكريين? في صدامات بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في محافظة لحج جنوب البلاد.. في حين عاد الوضع السياسي إلى المربع الأول مع تأكيد قادة الحركة الاحتجاجية الشبابية على الرئيس علي عبدالله صالح رفضهم خطة إنهاء الأزمة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي.
وذكرت مصادر صحافية أن الاشتباكات وقعت إثر فشل الوساطة التي قام بها مشايخ ووجهاء من يافع لإنهاء المواجهات المسلحة? فيما دخل مشايخ آل حميقان (محافظة البيضاء) في مسعى يهدف لإيقافها. وكانت اشتباكات وقعت قبل يومين أسفرت عن سقوط ستة من أفراد الحرس الجمهوري ومسلحين اثنين.
على الجبهة السياسية? أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بصنعاء رفضها لأي مبادرة داخلية أو خارجية لا تنص على التنحي الفوري لعلي صالح وأبنائه دون قيد أو شرط.
وكرر قادة في حركة الاحتجاج على الرئيس صالح رفضهم لخطة إنهاء الأزمة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي. وقال احد قادة المتظاهرين في جامعة صنعاء عبدالملك اليوسفي لوكالة «فرانس برس»: «هناك توافق على رفض هذه المبادرة».
وأضاف اليوسفي: إن «مبادرة الخليج تعالج المشكلة كما لو أنها أزمة بين حزبين سياسيين بينما نزلنا إلى الشارع للمطالبة بتغيير شامل».
وبينما قال اليوسفي: إنهم تظاهروا ليلا في جامعة صنعاء للتعبير عن رفضهم خطة مجلس التعاون الخليجي.. أكد احمد الوافي احد قادة الاحتجاج الآخرين في تعز (جنوب غرب) وإحدى أهم بؤر التظاهرات أن «الشبان لن يقبلوا إلا برحيل فوري لصالح وغير معنيين بأي مفاوضات». وأكد أن المعارضة البرلمانية «ستنضم في نهاية المطاف إلى الشارع»? موضحا?ٍ: «سنبقى في أماكن الاحتجاج وننوي إحياء حركة الاحتجاج السلمية».
وقال محمد سلطان وهو محتج في العاصمة صنعاء: «لن نتوقف عن الاحتجاج وسنواصل التصعيد. هذه المبادرة لا علاقة لها بنا… انها تتعلق بأحزاب اللقاء المشترك التي قبلت العرض».
وفي الساحة التي يعتصم فيها المحتجون منذ أسابيع في صنعاء هتف المحتجون قائلين: «لا تفاوض لا حوار.. استقالة أو فرار».
وقال النشط محمد شرفي: «لن نترك الساحة قبل أن يذهب صالح ونحقق أهدافنا بإقامة دولة حديثة اتحادية».
ودعت اللجنة شباب الثورة المعتصمين في جميع الميادين والساحات إلى عدم الالتفات لأي مبادرة أو تسوية سياسية تهدف إلى إطالة عمر النظام? مؤكدة أن ما يدور الآن من حديث عن مبادرات أمر لا يعنيننا على الإطلاق. وقال بيان صادر عن اللجنة التنظيمية للثورة: «إننا لا نعول على أي وساطات أو تدخل خارجي? وإنما نعول على صمود الشباب في الساحات واستمرار المسيرات والاحتجاجات حتى تحقيق هدف الثورة بإسقاط النظام». إلى ذلك? حذرت اللجنة الإشرافية العليا لثورة التغيير? وهي مكون اصغر من اللجنة التنظيمية? باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم استجابة الرئيس صالح لمطالب الشباب بالتنحي الفوري عن السلطة.
وقالت اللجنة في مؤتمر صحافي إنها ستتخذ «خطوات تصعيدية مع الايام المقبلة» ستفاجئ بها النظام.
ودعت اللجنة كل مكونات الثورة من الشباب والأحزاب والمنظمات إلى رفض أي مبادرة أو حوار مع علي صالح ونظامه? وطالبت الجميع بالتصعيد وتحديد ساعة الصفر لإسقاط هذا النظام الذي وصفته بـ«البائد»? مؤكدة على أنه «نظام مراوغ وكذاب ولا يفي بعهوده»? مضيفا?ٍ أن «وجوده أصبح خطرا ليس على الشعب اليمني فحسب بل على المنطقة برمتها… وأن تأخر سقوطه سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء وتهديد السلم الاجتماعي».
ودعت اللجنة تكت?ل اللقاء المشترك إلى الكف عن الدخول في أي مبادرة أو حوارات مع صالح ونظامه? ودعته إلى الالتحام التام والنهائي بالثورة والمطالبة الصريحة على التنحي الفوري لصالح? ومحاكمة رموز نظامه.