مصر و حماس .. علاقة تفشل المؤامرات و المكائد الصهيونية
شهارة نت – القاهرة :
ما زالت الأيادي الصهيونية تعبث بأمن و استقرار الوطن العربي و خصوصاً الدول المرتبطة سياسياً بحركات المقاومة و الرافضة لمشاريعها الاستيطانية في الأراضي المحتلة
و ليست هي المرة الأولى التي تقوم بها إسرائيل بزرع الفتن بين الدول و السياسيين و ذلك خوفاً من تطور أية علاقة سياسية تضر بمصالحها في المنطقة ، فكيف إذا كانت هذه العلاقة بين مصر و حركة حماس الجهادية .
قالت صحيفة “هآرتس” إن إسرائيل حرصت منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم على إزكاء نار الفتنة بين القاهرة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال تقديم معلومات إستخبارية للنظام المصري حول التعاون السري بين حماس وداعش بسيناء ، طبعاً هذا الإدعاء و تلك المعلومات هي واضحة الهدف و الصحة ، فالحكومة المصرية هيي تعي جيداً بأن تنظيم داعش الإرهابي يخدم المصالح الصهيونية في المنطقة و لا يمكن لحركة حماس الجهادية المقاومة للكيان الصهيوني أن تتمثل بسياسة داعش الإرهابية ، لأنها حركة سياسية لها سيادتها المستقلة في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية و مواجهة الإعتداءات الصهيونية .
كما ربط مركز القدس للشؤون العامة والسياسة الإسرائيلي، بين تحسن العلاقة بين القاهرة وحركة “حماس”، وبين إعفاء اللواء وائل الصفتي، مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات من منصبه.
وأوضح المركز في تقرير له، أن الخطوة تكشف أن الصفقة الأمنية الجديدة بين مصر وحماس في الحرب على تنظيم داعش بشمال سيناء مرتبطة بشكل مباشر بالتغيرات الكبيرة التي شهدتها المخابرات المصرية ، وأشار المركز إلى أن اللواء الصفتي، تسبب في الكثير من المتاعب لحركة حماس، وبحسب مصادر في الحركة، فدائمًا ما حرص على خلق بؤر توتر جديدة بين القيادة المصرية وحماس.
كما أشار صبحي عسيلة رئيس تحرير مجلة “مختارات إسرائيلية” بمركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن “التقارب المصري الحمساوي سيقوي شرعية حركة “حماس” في قطاع غزة، وسيمكن مصر من ضبط الحدود عبر تنفيذ “حماس” مهمات لمتابعة الإرهابيين المطلوبين في غزة لمصلحة القاهرة ، التقارب كان متوقعاً والعلاقات مع “حماس” مهمة ومطلوبة لاعتبارات الأمن القومي المصري، كما أن القضية الفلسطينية لا يمكن لمصر أن تتعامل معها بمنطق “راعي الأفراح”، والهدف الرئيس من هذا التقارب هو القضية الفلسطينية، لذلك فإن مصر حريصة على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع 13 فصيلاً فلسطينياً في مقدمتها حركتا “حماس” و”فتح”، وهناك رغبة في إعادة العلاقات لما كانت عليه قبيل 2013 وعزل جماعة “الإخوان” من السلطة، حيث تريد “حماس” تدعيم شرعيتها في غزة لاستغلال ذلك في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، حيث تطمح لتكرار ما حدث عام 2006، ومصر لديها شواغل أمنية في سيناء يمكن أن تساعد فيها الحركة المسيطرة على القطاع المتاخم لسيناء بتقديم معلومات أمنية واستخبارية وتوقيف مطلوبين تعتقد القاهرة وجودهم في غزة .
و قالت مصادر بحركة حماس الفلسطينية إن وفد الحركة الأمني الذى يزور القاهرة حاليا، يضم كلا من القائد الميداني مروان عيسى عضو المكتب السياسي للحركة والمعروف بأنه رئيس أركان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، وتوفيق أبونعيم وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة، وصلاح أبوشرخ أحد القيادات الأمنية في القطاع.
ولفتت المصادر إلى أن الشخصيات التي يضمها الوفد تعبر عن طبيعة الملفات التي سيتم مناقشتها مع المسؤولين المصريين، مشيرة إلى أن وجود رئيس أركان كتائب القسام مروان عيسى قد يعني التطرق إلى مناقشة ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس منذ عدوان إسرائيل على القطاع في شتاء عام 2012.
وكانت مصادر حمساوية قد كشفت في وقت سابق أن حكومة رئيس الوزراء الإسرئيلي وسطت تركيا عقب تحسن العلاقات بينهما للتدخل في ملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة وإقناع حماس بتسليمهم، إلا أن الحركة ترفض البدء فى أي مفاوضات بشأنهم قبل إطلاق إسرائيل لسراح الأسرى الفلسطينيين الذين أعادت اعتقالهم مرى أخرى بعد الإفراج عنهم عقب صفقة «وفاء الأحرار» التي تم بموجبها إطلاق سراح جلعاد شاليط .
كل هذه التطورات بين حركة حماس الفلسطينية و الحكومة المصرية تصب في مصلحة سياسية مهمة و هي مكافحة الإرهاب الداعشي و مواجهة المخطط الصهيوني ، و لكن هذه التطورات تحتاج إلى جهود عربية لنبذ كل الخلافات و عدم السماح للكيان الصهيوني بزرع أية فتنة بين الدول العربية ، و أن يكون الهدف الرئيسي هو دعم القضية الفلسطينية و تحرير بيت المقدس من الإحتلال الغاشم ،