صحيفة امريكية تفضح مستشار ترامب وتكشف أسباب كراهيته لايران
شهارة نت – متابعات :
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية النقاب عن الاسباب الحقيقية وراء كل الحقد والكراهية التي يحملها “استيفان بانون” مستشار الرئيس الأميركي الجديد “دونالد ترامب” تجاه ايران.
حيث كتبت تقول: في منتصف ليلة 21 مارس 1980، كان ضابط البحرية الاميركي “استيفان بانون”، يقود سفينة حربية في بحر عمان حيث اقتربت من حاملة الطائرات الاميركية “نيميتز” وتوجهتا بهدوء صوب السواحل الايرانية للبدء بعمليات الافراج عن الرهائن الاميركيين المحتجزين في طهران.
وكانت سفينة USS Paul F. Foster التي يقودها “بانون” ترافق حاملة الطائرات “نيميتز” وتحمل مروحيات اعدت للمشاركة في عملية اطلق عليها مخالب النسر بهدف اطلاق سراح الرهائن الاميركيين.
غير ان بانون أبلغ بالعودة الى ميناء “برل هاربور” قبل البدء بتنفيذ العمليات، حيث ادرك ان عمليات بلاده في ايران قد اصابها الفشل الذريع جراء اصطدام المروحيات والطائرات المشاركة في صحراء طبس، ما أسفر عن مقتل 8 عسكريين اميركيين.
وفي هذا السياق، قال “آندرو غرين” احد زملاء بانون في السفينة المذكورة ان افضل كلمة للتعبير عن مشاعر العاملين في السفينة عقب اطلاعهم على فشل العملية الاميركية هي “الخاسر”، حيث شعرنا بمرارة الهزيمة والخسران.
وعبّر “بانون” ايضا عن هذه العملية الفاشلة في الافراج عن الرهائن الاميركيين في ايران بانها شكلت منعطفا في حياته، حيث كانت مصيرية في الكثير من اوضاعه وشكلت نموذجا بارزا للشعور بالمذلة ازاء القيادة الضعيفة للرئيس الاميركي والهزيمة العسكرية والتي حملها بانون معه الى البيت الابيض.
وقال “بانون” بوضوح انه قبل ان يصدر الرئيس الاميركي الاسبق “جيمي كارتر”، أمرا لقواته البحرية بالانسحاب والغاء العمليات الفاشلة فانه لم تكن تحدوه اية رغبة في ممارسة السياسة.
ويعد بانون احد المستثمرين السابقين في مؤسسة “غولدمن ساكس” وقبل ان يعرف من خلال رئاسته لهيئة الادارة على موقع “بريت بارت” الاميركي المثير للجدل تحول الآن الى مستشار استراتيجي لترامب في البيت الابيض حيث بات احد اكثر الشخصيات قوة في بلاده.
واختار بانون لنفسه مقعدا في مجلس الامن القومي خلافا للتقاليد المتبعة في الولايات المتحدة والذي منحه نفوذا كبيرا في عملية صنع القرار على الصعيدين الدفاعي والسياسة الخارجية الاميركية.
وكان “استيفان بانون” قد خدم 7 اعوام في سلاح البحرية الاميركي، حيث قضى منها عامين على متن السفن ثم 3 اعوام في البنتاغون للعمل في شؤون الموازنات العسكرية والمشاريع المرتبطة.
وعدّ المتحدث باسم البيت الابيض “شان اسبايسر” خدماته في سلاح البحرية بمثابة السبب الرئيس لموقعه في مجلس الامن القومي الاميركي، موضحا ان خدماته منحته تصورا وفهما عن العالم والمجال الجيوسياسي.
ورغم الفترة التي قضاها بانون في البحرية، الا ان تلك المرحلة تعد الاكثر غموضا في حياته المهنية، حيث لا تتوفر تفاصيل كثيرة عنها، لكن ما يعرف من تفاصيل انه لم يشارك في اية عمليات قتالية والوحيدة التي اقترب من تنفيذها هي التي آلت الى الفشل في صحراء طبس شرق ايران.
ورغم ذلك، فان ما اكتسبه من تجارب قد بلور تصوراته، حيث شهد اعادة بناء القوات العسكرية لبلاده في عهد الرئيس الاسبق “رونالد ريغان”، وكذلك فان ازمة الرهائن في طهران منحته معلومات حيال المنطقة والعالم وكذلك دور القوة العسكرية الاميركية حيال الشؤون العالمية ودور القائد العام لقوات بلاده (الرئيس الاميركي).
وخلال الاعوام الاخيرة، ادلى بانون بتصريحات متطرفة حيال الاسلام واطلق وجهات نظره في هذا المضمار.
وكتب في عام 2007 سيناريو يحكي فيلما وثائقيا يصور الاسلام الراديكالي أنه قد امسك بزمام الامور في الولايات المتحدة وحولها الى “الدولة الاسلامية في اميركا”.
وفي عام 2014 القى كلمة قال فيها: اتصور اننا في بداية مرحلة نشوب حرب عالمية مع “الاسلام الفاشي”.
ويعد بانون حاليا مسؤولا كبيرا في البيت الابيض ويضطلع بدور اساسي في تنفيذ قرارات الرئيس الاميركي، حيث يشكل قرار حظر دخول المسلمين ومن بينهم الايرانيين الى اميركا نموذجا له.
وكان بانون يؤكد باستمرار ضرورة الابتعاد عن تنفيذ الاتفاق النووي المبرم بين واشنطن وطهران والغائه، وبات بانون بفضل ثقة “ترامب” به يحظى بقوة متزايدة تدفعه للهيمنة المباشرة على الحكومة والبيت الابيض.