بلاغ للنائب العام …!!
للوهلة الأولى يظن السامع أو القارىء أن هذا بلاغ للنائب العام .. ومع تقديري للنائب العام فإن الأمر قد خرج من بين يديه .. بل لقد تعداه إلى فوضى عارمه تكاد تعصف به شخصيا .. ويقف النائب العام منتظرا دون أن يحرك ساكنا إزاء مايحدث .. وبنفس السرعة التي كان يوقع فيها على قرارات ضبط الصحفيين الذين يطالون النظام بسوء .. لمجرد النقد .. دونما إثارة للشارع .. كما يحدث الآن من بعض تلك الوسائل وأولئك الإعلاميين …
إن مايجري الآن يكاد يذهب بالعقول .. فلم يعد التمييز ممكنا .. في ظل تلاعب وسائل الإعلام بعقل المشاهد والقارئ .. الحقيقة صارت مغيبة .. ومن كان بعيدا عن ساحات الإعتصام والتغيير .. لن يعلم بمايدور فعلا .. لأن جل إعتماده فقط على مايشاهد ويقرأ عبر وسائل الإعلام .. التي تناست المهنية .. وصارت الوسيلة بالنسبة لها غاية تبررها .. سواء من المعارضة أو السلطة .. والخلل واضح مع ظهور تلك الثلة من الإعلاميين الذين يلحقون بإسمهم صفة ” الإعلامي ” .. وصار كل همهم تصيد الأخطاء وإظهار الآخر بمظهر الدموية أو إفتعال الأزمات من كلا الجانبين .. وغضت وسائل إعلام عربية الطرف عن مبادئها في الإلتزام بالموضوعيه والرأي والرأي الآخر …
وأنت تشاهد الاحداث عن بعد بضغطة زر .. تعتقد اليمن قد إنهارت وصارت كل شوارعها ساحة للحرب .. ولو نزلت للشارع ستجد الحياة طبيعية .. ولايوجد كل ماتهول له تلك الوسائل السلطوية أو الإسلامولية .. ولو إتصل بك أحد اقاربك أو معارفك من الخارج أو الداخل لأحسست بنبرة القلق والرعب وهو يسأل عن حال البلد .. وكيف هي الأوضاع ويكاد يموت من الرعب وهو يخبرك أن وسائل الإعلام تصور الوضع على أنه معركة دامية .. في كل شوارع العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى .. في حين أن الحياة اليومية طبيعية وتسير بوتيرة هادئة بعيدا عن ساحات الإعتصام او الثكنات العسكرية فيما عدا أزمات معيشية تكاد تقصم ظهر المواطن العادي .. كأزمة الغاز أو إرتفاع اسعار بعض السلع الغذائية دون وجود رقيب او حسيب .. وكذا عودة ظاهرة إنتشار السلاح وبقوة في الشوارع والحارات وبشكل إستفزازي قد ينذر بنزع فتيل قنبلة موقوتة .. سوف تخلف وراءها الكثير من الأشلاء والمستقبل الدامي .. والمصير المجهول .. بحجة مناصرة النظام او المعارضة .. وأشدد على كلمة المعارضة بعيدا عن ثورة الشباب …
ومما يلفت الإنتباه في الخطاب المعارض عبر وسائل الإعلام .. وليس خطاب الثورة تكرار مصطلح الرئيس صالح .. مع أنهم يشككون في شرعيته .. وأنه قد فقدها بعد خروج الشارع مطالبا بسقوط النظام ورحيله .. وتستغرب هذا الخطاب .. فمن اين يكون رئيس وأنت تشكك في شرعيته .. وعملا بمبدئها ” ياابيض .. يااسود ” فيجب على خطاب المعارضه أن يحدد هل هو الرئيس صالح .. أم صالح بدون رئيس .. فإن كان الرئيس صالح فهذا يعني إعترافا ضمنيا بشرعيته .. وإن كان صالح بدون رئيس فيجب أن تنطق صراحة مع إضافة بعض التوابل الإعلامية .. كالسفاح والجزار والمخلوع .. حتى تتضح الصورة للمواطن العادي ويكون العداء علنيا .. بعيدا عن اللعب من تحت طاولة ثورة الشباب ..!!
ولله ثم للتاريخ فقد سقطت الكثير من الأرواح بسبب الخطاب الإستفزازي من الطرفين وشربت الأرض من دمائهم الطاهرة التي خرجت للشارع تغلي بسبب الجور الذي تتعرض له يوميا من خلال حرب البطالة أوحرب الخطابات السياسية أو الحرب في معايشهم .. ومايزال ذلك المسلسل مستمرا فيما يقف سياسيوا المشترك والنظام على ضفاف تلك المشاهد الدامية حول ساحات التغيير..وكل يوم يزداد الخطاب الإستفزازي في محاولة لإحراق المشهد وإشعال المحرقة .. مع أن الثورة سلمية سلمية سلمية .. حسب قيادة الثورة ..!!
وتكاد لاتعرف حقا إلى ماسيؤول إليه مصير الثورة وهل فعلا سيخلع الرئيس .. أو يتنحى .. أو تنفجر الحرب .. أو تكون المفاجأة وتحل المسألة وديا بين المشترك والسلطة على حساب الدماء النازفة والأوضاع المتردية في البلاد والتي أوصلنا إليها السياسات المتضاربة والمتلاعبه بمصائر الشعوب .. !!
· أريد قلب النظام
أتمنى لو أتى التغيير فعلا .. وعشنا تلك الفرحة التي يعيشها الآخرون .. وقبلها لا بد من طرح ذلك السؤال الأزلي ” هل سنتغير فعلا ?!” .. الرشوة تسري في دماء غالبية الشعب .. والإبتزاز صار يأكل معنا ويشرب .. والفساد صار وصمة عار لا يمكن إزالتها إلا بإجتثاثها من جذورها .. ولا نعلم اين جذورها حقا .. هل سنغير بعد الثورة مايجري في المكاتب الحكومية من إبتزاز .. هل سيتغير الجندي في قسم الشرطة ويترك حق إبن هادي وهو لا يستطيع العيش بدونها .. هل سنترك التعامل بالوساطات وهي قد صارت كل شيء حتى في المعاملات اليومية .. هل سنستطيع فعلا قلب النظام بعد إسقاطه .. وكم راقتني كلمة الصديق العزيز ” كمال شرف حين قال معبرا عن رفضه لمصطلح ” جمعة الزحف ” يومها (( نحن في الألفية الثالثة .. لنجدد مفرداتنا .. ثورة الشباب .. ثورة أتت لتجديد المفاهيم وآليات التفكير