قصف غزة.. هل يسعى الاحتلال لترسيخ “معادلة الردع”؟
شهارة نت – غزة :
حالة الهدوء على جبهة قطاع غزة والمتواصلة منذ انتهاء العدوان الصهيوني عام 2014م، يشوبها توتر وتصعيد
أحيانا سرعان ما يخمد، وهذا التصعيد يجد طريقه من خلال صاروخ يسقط في مستوطنات صهيونية، لتبدأ بعده قوات الاحتلال باستخدام “قوة نارية مكثفة” من خلال قصف عنيف لأهداف نوعية واستراتيجية للمقاومة.
إلا أن محللًا عسكريًّا صهيونيًّا وجّه رسالة مبطنة لقيادة الجيش الصهيوني مفادها بألا يضغط على حركة حماس كثيرا؛ كي لا تضطر الأخيرة لكسر معادلة الهدوء القائمة.
حماس و”إسرائيل” كلتاهما -وفق مراقبين- غير معنيتين بالحرب على الأقل في الفترة الراهنة، إلا أن “إسرائيل” صبّت النار على غزة، يوم الاثنين، وقصفت غزة بقوة نارية مكثفة وصفت بالأعنف منذ انتهاء العدوان بذريعة الرد على صاروخ سقط في عسقلان، في محاولة من وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان لترسيخ معادلة (قذيفة من غزة يقابلها 50 صاروخًا).
حركة “حماس” في بيان لها قالت إنها لن تسمح باستمرار العدوان على قطاع غزة، ما يشير إلى أن الحركة قد تجد نفسها مضطرة لرد العدوان، وعدم السماح للاحتلال بالتغوّل في إجرامه.
الباحث في الشؤون الصهيوني محمد مصلح، يؤكد أن تصعيد الاحتلال، رغم القوة النارية الكثيفة المستخدمة، إلا أنه لا يريد الوصول لدرجة الحرب، وهو مهتم فقط بإرسالة رسالة للرأي العام الصهيوني مفادها بأنه لن يسكت عن أي صاروخ من قطاع غزة، مهما كان حجمه وتأثيره، والجهة التي تقف خلفه، وفق قوله.
واضاف أن ليبرمان وعد شعبه بأن كل قذيفة تصل من غزة، ستقابلها 50 قذيفة، لذا يريد حفظ ماء وجهه والوفاء بوعده.
وأشار الباحث إلى أن أزمة نتنياهو الداخلية المتصاعدة، قد تجد مخرجا عبر التصعيد في غزة.
أما المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، يرى أن “إسرائيل” تحاول ممارسة الغطرسة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتسعى جاهدة لكسر معنويات الشعب الفلسطيني.
الكثير من العدوان الصهيوني الممارَس، يحتاج لجزء من الرد المقاوم على الأقل؛ لتفتيت معادلة الردع التي يحاول الاحتلال فرضها، وربما كان على المقاومة في غزة -كما يرى الشرقاوي- الرد بصاروخ واحد ونوعيّ.
الخبير العسكري يقول: “الاحتلال يحاول جعل المقاومة في غزة وجنوب لبنان في حالة ردع، وفي وعي جبهتها الداخلية أنها لا ترد على العدوان، وهكذا يبدأ رصيد المقاومة الشعبي بالتآكل”.
وبعيداً عن التشابكات السياسية المحلية والدولية التي تتعلق بتصعيد الاحتلال نحو غزة، بقيت الأنفاق ومواقع المقاومة هي الأهداف الحتمية لكل تصعيد معادلته تبدأ بإطلاق قذيفة نحو الاحتلال.
ويؤكد المحلل شرقاوي أن استهداف مواقع رصد ومراقبة المقاومة القريبة من الحدود، يأتي لتعطيل مهمة رؤية ومتابعة الاحتلال، وتجميد مهمات الأسلحة المضادة للدروع كافة.
الخاصرة الطرية التي من الممكن أن تستفيد منها المقاومة في حال أي تصعيد هي توتير الجبهة الداخلية للاحتلال بإسقاط نظرية “إسرائيل” الأمنية القديمة في نقل المعركة لأرض الخصم، وفق الشرقاوي.
أما المحلل مصلح فيقول إن مرحلة ما بعد حرب غزة 2014 امتازت بتركيز الاحتلال في أي جولة على تكبيد المقاومة وليس المواطن خسائر إستراتيجية مثل الأنفاق وتجهيزات مثل الثكنات على الحدود.
ويقول مصلح: “الاحتلال الذي كشف عن انزعاجه من تجهيزات وثكنات المراقبة المحاذية للسلك الفاصل يستغل الفرصة بعد إطلاق أي قذيفة لقصف تلك المواقع، والنيل من الأنفاق التي كلفت المقاومة المال والجهد الكبيرين”.