إزالة الضباب ونزع الحجاب عما أضفي من الشرعية على الإضراب
رجائي للأخوات الفاضلات و للإخوة القراء جميعا. اعلموا أن الشكر مني لكم جميعا موصول ? والدعاء لكم بظهر الغيب مأمول ? وأرجو الله تعالى لي ولكم القبول .
أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله? وأمره سبحانه بتبليغ ما أرسله به ? فبلغ وبين ولم يترك شيئا تعبدنا الله به ? مما يعود علينا بالنفع والخير? ويدفع عنا الضر والشر ? حتى اكتمل الدين وتمت النعمة ? على هذا الأساس ? ومات نبينا وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك? فمن أراد إصلاح الحال في العاجل والمآل فعليه بلزوم هذه المحجة ? والتبكير لها في الد?ْلجة ? والصبر على الطاعة ? ولوزوم الجماعة? لنيل بحبوحة الدنيا والجنة بالانقياد والطاعة ? والرضوان في الجنة المتسعة أغلى بضاعة.
إن الإسلام جاء لتصحيح التوحيد الذي أرسلت به الرسل ? وإرساء قواعد الشريعة التي جاءت من أجل إبطال عقائد الجاهلية ? وعباداتها? وعاداتها التي تضر بالكليات الخمس ?الدين? والنفس ?والعرض ?والمال ? والعقل? ولا تراعي المصالح والمفاسد إلا على حساب طائفة لطائفة من الناس ?إذ الغاية عندهم تبرر الوسيلة ? فجاء الإسلام وحدد المقاصد والغايات ? وبين الوسائل إليها ? وقعد القواعد والأسس التي تنظم الحياة الاجتماعية والفردية ? وبي?ن العلاقات الاجتماعية بين المسلمين فيما بينهم من جهة وبينهم وبين غيرهم من جهة أخرى ? فحدد علاقة الحاكم بالمحكوم ? وبي?نها غاية البيان ? وعلاقة الفرد بربه ومجتمعه ? مراعيا المنافع التي تقوم عليها حياته الدينية والدنيوية على أحسن وجه ? والمضار التي تفسد عليه ذلك إن خرج عن حد المشروع ? وسلك سبيل التشريع الجاهلي الممنوع.
قال تعالى :{ ومن يتقي الله يجعل له من أمره رشدا } وقال عز وجل :{ ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب }وقال جل وعز:{ إن تنصروا الله ينصركم ..} وقال سبحانه :{ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}} وقال جل وعز :{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن?ن? لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ..}وأخبرنا عز وجل عن قوم قالوا لرسلهم :{ قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون }وقال عز وجل :{ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فمن أخذ بآيات التقوى ? وآيات ضمان الرزق وأسبابه ? وأخذ بشروط النصر وضوابطه ? وقبل الشرع وحكمه واحتكم إليه ? فوحد الله توحيدا خالصا بجميع أنواعه?وموجباته ? وأقام الصلاة ? وآتى الزكاة ? وأمر بالمعروف وامتثل في حدود طاقته واستطاعته ?ونهى عن المنكر واجتنبه ? وكدح وثابر وصبر وصابر ? على ذلك بنفس راضية على ق?ِد?ر الله وما قد?ر?وسلك سبيل النجاة بوسائل السعادة ?متعبدا لله في كل أمر بالأثر ? معرضا عن أعمال الجاهلية ? ولأحكام الإسلام منقادا وبها متأثرا ? كيف يلجأ للإضراب ? وأقل ما يقال فيه أنه مكثف بالضباب ? الذي يحجب رؤية الحق ويفتح للشر الأبواب ? ويجلب الضرر ويلحق بالأمة العذاب,وما نراه في ساحاتنا العربية والإسلامية وعلى وجه التحديد ما قد نول بساحتنا نحن أبناء الإيمان والحكمة لهو أكبر منكر علينا وعلى جيراننا ..
إن الإضراب عمل من أعمال الجاهلية ? وجد بسبب سياسة فرعونية ? فأول من قام به جماعة من الأقباط في الأمة المصرية ? يطالبون رمسيس الثالث برواتبهم الشهرية ?ثم أصبح شريعة بقوانين كفرية ? ثم تبناه أهل ملتنا في دساتيرهم التشريعية ? ورجع عليهم ضرره من الطوائف الغثائية بشعارات حزبية…وتحت رايات عمية .. فظنوا أنهم بالإضراب للحاكم أطاحوا ? ولحقوقهم حص?لوا فاستراحوا ?ولكنهم بإضرابهم للدماء استباحوا ? و لأبناء ملتهم قتلوا وجرحوا …ولمن خالفهم كف?روا ونطحوا ..
أما أهل الحق فقد صاحوا ونصحوا وبينوا?هذا الطريق يأمة الحق اعتصموا به ترتاحوا ? ولكنهم عاندوا وكابروا وما قبلوا نصح العلماء وما انتصحوا ..
فالإضراب عمل غير مشروع ? وفي شريعنتا فعله ممنوع ?سدا لأبواب الذرائع ? وحفظا لما جاءت بحفظه جميع الشرائع ?وقد قع?د النبي المختار لهذا قاعدة
فقال: “لا ضرر ولا ضرار “).
فيا قوم كفوا أيديكم ? وأصلحوا أحوالكم ? وتصالحوا مع أوليائكم ? فأعطوهم حقهم بالمعروف واسألوا الله حقكم ?واصبروا على ذلكم تستقم لكم أموركم ?واعلموا أنكم كيفما تكونوا يولى عليكم ,فشرار أئمتكم منكم ? وخيارهم من أبائكم وأبنائكم ..
حكم الإضراب ومعناه:
قبل أن أتكلم عن حكمه أعر?ف معنى الإضراب في اللسان العربي ? والمقصود به في أعراف الناس ?ومصطلحا تهم.
معنى الإضراب:
قال ابن منظور: أ?ِض?ر?ِب?ت?ْ عن الشيء: كف?ِف?ت?ْ وأ?ِع?ر?ِض?ت?ْ. وض?ِر?ِب?ِ عنه الذ??ك?ر?ِ وأ?ِض?ر?ِب?ِ عنه: ص?ِر?ِف?ِه. وأ?ِض?ر?ِب عنه أ?ِي أ?ِع?ر?ِض…. والأ?ِصل فـ