الرئيس الصماد يوجه رسالة لأمين عام الأمم المتحدة – نصها
شهارة نت – صنعاء :
بعث الأخ صالح علي الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس .
تضمنت الرسالة مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة القيام بدور فاعل في إيقاف العدوان على اليمن والتزام دول التحالف بقيادة السعودية بإعادة الإعمار وتعويض الخسائر البشرية والأضرار المادية والنفسية والصحية وإنهاء الحصار الشامل على اليمن وفتح الموانئ والمطارات للحركة التجارية وحرية تنقل المواطنين ، وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي ، ومطار تعز ، ومطار الحديدة.
ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى في رسالته أمين عام الأمم المتحدة إلى الوقوف بجدية أمام الوضع الإنساني الكارثي الذي تسبب به العدوان والحصار وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في جريمة العدوان على المدنيين في صالة العزاء الكبرى بالعاصمة ، وجميع جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبها العدوان بقيادة السعودية ، واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين وقصف المستشفيات والمراكز الصحية ومنها مستشفيات أطباء بلا حدود .
كما طالب الرئيس الصماد في رسالته بعدم التمديد للمبعوث الحالي إسماعيل ولد الشيخ لفشله في مهمته وعدم حياديته.
وفيما يلي نص الرسالة :
سعادة السيد / أنطونيو غوتيريس الامين العام للأمم المتحدة الموقر
تحية طيبة وبعد:
يسرني باسم المجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية أن أعبر لكم عن أحر التهاني والتبريكات للثقة التي منحكم إياها المجتمع الدولي بانتخابكم أميناً عاماً للأمم المتحدة والذي استبشرنا به خيراً ونتطلع والشعب اليمني لأن تكون قيادتكم للأمم المتحدة عاملاً فاعلاً في إيقاف نزيف الدم اليمني ووقف العدوان ودعم أمن واستقرار اليمن ووحدته .
ونجدها مناسبة لنشكركم على مساعيكم النبيلة لإحلال السلام في اليمن ونؤكد موقفنا الثابت القائم على الترحيب بأي جهد أممي لإحلال السلام وإنهاء الحرب والحصار المتواصل على بلادنا على مدى ما يقارب العامين.
سعادة الأمين العام
مع تقديرنا للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد ومن المؤسف أن إدارته للمفاوضات اتسمت بميله وتعاطفه مع العدوان على اليمن بقيادة السعودية ، والرضوخ المستمر للضغوط السعودية ما أخل بمهمته وطبيعتها وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد لكم عدداً من المآخذ الموضوعية والفنية والمهنية كما يلي :
1 ـ ضعف خبرته وتجربته السياسية ، ربما لكون أعماله السابقة كانت مختصة في الجوانب الإنسانية فقط.
2 ـ ضعف قدرته الذاتية ، وكفاءته المهنية ، وفشله في إدارة النقاشات والمفاوضات وعدم الاستفادة من الفرص وإرباك العملية التفاوضية على مدى عامين متتاليين.
3 ـ قيامه فور مجيئه بالعمل على تغيير معادلة طاولة المفاوضات المؤكد عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وتحويل أطرافها من مكونات سياسية إلى طرفين وعدم البناء على ما كان قد توصلت اليه المباحثات بقيادة المبعوث الذي سبقه إلى اليمن.
4 ـ حصر أجندات العمل في مشاروات جنيف1 وسويسرا في قضايا أمنية بحتة وعلى طرف واحد ، ورفض الدخول في أي جوانب سياسية.
5 ـ في نهاية مشاورات الكويت وبعد مائة يوم من المشاورات عمل على تقديم مشروع للحل جزئي ويستجيب لمطالب العدوان ، ولا يعكس نقاش المائة يوم والحل الشامل المفترض.
6 ـ عدم التعاطي بمهنية وجدية وحزم مع خارطة الطريق التي تقدمت بها مؤسستكم الموقرة ووافقنا عليها كأرضية قابلة للنقاش في حين ان الطرف الآخر واجه تلك الجهود بالتعاطي السلبي والرفض والتمنع واستصدار المواقف والتصريحات المتطرفة والمستفزة بغية عرقلة مسار المفاوضات والحل السلمي واستمرار الحرب والحصار على اليمن.
7 ـ الاستعاضة عن وقف العدوان ووقف إطلاق النار الشامل والكامل والدائم برعايته لهدنات هشة فاشلة.
8 ـ أغفلت الإحاطة تنامي الإرهاب والجماعات الإرهابية القاعدة وداعش التي تمددت في معظم المحافظات اليمنية وتقاتل إلى جانب العدوان ضد اليمن.
9 ـ عدم التعامل مع الوضع الاقتصادي والإنساني الكارثي في البلد الناتج عن العدوان والحصار بما يقتضيه ذلك الواقع ، وعدم الوقوف بمهنية تجاه ممارسات وقرارات العدوان وحلفائه المتكررة بهذا الخصوص وفيما يلي نسرد بعض الأمثلة :
1 ـ تجاهل المبعوث استخدام العدوان بقيادة السعودية الأسلحة المحرمة دولياً ولم يعرها اهتماماً في إحاطاته.
2 ـ لم يعمل كمبعوث أممي بمسئولية على فتح مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى ومن يتطلب علاجهم خارج اليمن أو أمام عشرات الالاف من المواطنين العالقين خارج الوطن.
3 ـ لم يعمل على الرفع الكامل للحصار عن ميناء الحديدة رغم أنها المنفذ الوحيد للشعب اليمني حيث يتحكم العدوان في بقية المنافذ.
4 ـ تجاهل المبعوث الأممي عدم مشروعية قرار هادي المنتهية ولايته لنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتغيير مجلس الإدارة ما سبب انقطاع المرتبات عن حوالي مليون و 300 ألف موظف لأكثر من ستة أشهر ولا زال انقطاع المرتبات مستمر حتى الآن.
5 ـ وصف جريمة العدوان على المدنيين التي أقدمت عليها قوات التحالف بقيادة السعودية في قصف صالة العزاء الكبرى بالعاصمة صنعاء الذي راح ضحيتها أكثر من سبعمائة مواطن بين قتيل وجريح بأنها مجرد حادث أمني.
6 ـ تجاهل المبعوث الأممي استهداف طيران تحالف العدوان بالقصف للجان التهدئة في الجوف الذي أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى ، واستهداف أعضاء لجنة التهدئة المركزية بالقصف في صعدة وصنعاء متسبباً في استشهاد ثلاثة أعضاء منهم وجرح واحد.
7 ـ في إحاطته الأخيرة تجاهل المبعوث الأممي تقارير المنظمات الدولية والإنسانية بما في ذلك في إحاطة السيد ستيفن أوبراين وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وبناءً على كل ما سبق نطالب بالآتي :
1 ـ عدم التمديد للمبعوث الحالي إسماعيل ولد الشيخ لفشله في مهمته وعدم حياديته.
2 ـ إيقاف العدوان على اليمن والتزام دول التحالف بقيادة السعودية بإعادة الإعمار وتعويض الخسائر البشرية والأضرار المادية والنفسية والصحية.
3 ـ إنهاء الحصار الشامل على اليمن وفتح الموانئ والمطارات للحركة التجارية وحرية تنقل المواطنين ، وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي ، ومطار تعز ، ومطار الحديدة.
4 ـ الوقوف بجدية أمام الوضع الإنساني الكارثي الذي تسبب به العدوان والحصار.
5 ـ تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في جريمة العدوان على المدنيين في صالة العزاء الكبرى بالعاصمة ، وجميع جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبها العدوان بقيادة السعودية ، واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين وقصف المستشفيات والمراكز الصحية ومنها مستشفيات أطباء بلا حدود .
6 ـ مواصلة حوار القوى السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
سعادة الأمين العام :
نؤكد على تطلعنا لدوركم الإيجابي والفعال الذي نتمنى أن يكون له بالغ الأثر لدى شعبنا اليمني الكريم.
وتقبلوا أسمى اعتباري
صالح علي الصماد
رئيس المجلس السياسي الأعلى
للجمهورية اليمنية