منظمة عالمية تطالب اليمن بالكشف عن مكان الصحفي علي صلاح وتنتقدقمع الصحفيين في الثورات
دعت لجنة حماية الصحفيين التابعة لإحدى المنظمات المعنية بمراقبة حرية الاعلام السلطات اليمنية الى الكشف عن مكان تواجد الصحفي والإعلامي اليمني المعروف علي صلاح احمد الذي جرى إعتقاله في مطار صنعاء الدولي يوم الثلاثاء الماضي دون اتهامه بجريمة.
وكان مئات الآلاف من اليمنيين قد تظاهروا عصر امس في العاصمة صنعاء للمطالبة بالافراج عن علي صلاح الى جانب الصحافي محمد المحمدي الذي تم إعتقاله في وقت سابق.
ورفع المتظاهرون صورا للصحافيين المعتقلين منددين بالأعمال التعسفية التي تطال الاعلاميين والصحافيين.
المنظمة الدولية وفي تقرير لها أشارت الى ما يتعرض له الصحفيين من قمع في الانتفاضات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في أكثر من 500 هجوم بعضها كان مميتا.
وقال محمد عبد الدايم منسق البرنامج بلجنة حماية الصحفيين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان عدد الهجمات على رجال الاعلام في المنطقة منذ بداية العام “لم يسبق له مثيل”.
واضاف مشيرا الى الهجمات “هذا لم يحدث من قبل لا بهذه الكثافة ولا بهذه الوتيرة.”
وقال أطباء ان مصورين صحفيين -هما تيم هيذرينجتون الذي شارك في اخراج الفيلم الوثائقي “ريستريبو” Restrepo الذي رشح لجائزة أوسكار وكريس هوندروز مصور وكالة جيتي للصور- قتلا بعد ان تعرضا للنيران في مدينة مصراتة الليبية المحاصرة.
وقال عبد الدايم ان 14 صحفيا قتلوا في انحاء العالم هذا العام بينهم عشر وفيات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وشملت مئات الهجمات على الاعلام في المنطقة اعتقال افراد وتدمير معدات وتهديدات بالقتل.
وقالت اللجنة ان حرية الصحافة تحسنت في مصر وتونس منذ الاحتجاجات التي أطاحت برئيسي البلدين هذا العام لكنها وصفت الوضع بأنه تطور فقط من “مروع الى سيء”.
ويقول خبراء ان الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك سيساعد في تقويض الرقابة الصارمة بشكل تقليدي في المنطقة لكن من غير المؤكد ما اذا كانت الاضطرابات في البحرين وسوريا واليمن وليبيا والسعودية ستؤدي الى مزيد من الديمقراطية.
وقال عبد الدايم “ليس من الممكن تكميم كل هذه الافواه .. كان من المعتاد وجود عدد محدود من الافواه (الناقدة) ومن ثم تستطيع (الحكومة) تكميمها كلها طوال الوقت. هذا النموذج لم يعد موجودا.”
وقال جو ستورك نائب مدير قسم شمال افريقيا بمنظمة هيومان رايتس ووتش ان الانتفاضات التي اندلعت في الاونة الاخيرة أدت الى تحقيق “مكاسب صافية” لحرية الاعلام في المنطقة.
وقال ستورك “من الممكن نشر معلومات من اماكن مثل البحرين أو سوريا بطريقة لم تكن ممكنة قبل عشر سنوات. انها مقارنة بين الليل والنهار.”
وقال “في المحصلة النهائية يوجد بالتأكيد تبادل أكثر حرية للمعلومات لكن ليس لان الحكومات تسمح بذلك.. بل لانها لا تعرف كيف تسيطر عليها.”
وقال اليوت ابرامز زميل قسم دراسات الشرق الاوسط بمجلس العلاقات الخارجية انه سيكون من الصعب استمرار القيود على وسائل الاعلام في المستقبل لاسباب منها امكانية استخدام الهواتف المحمولة وشبكة الانترنت بدرجة اكبر.
وقال ابرامز “وأيضا لان (الثورات العربية) نزعت الشرعية عن الرقابة مثلما نزعت الشرعية عن سرقة الانتخابات وسرقة الاموال العامة.”
وقال “العديد من الحكومات ستستمر في محاولاتها لتخويف الصحفيين جسديا أو من خلال محاكمات زائفة… لكنها ستصبح تدريجيا أقل تأثيرا.”
غير ان مالكولم سمارت مسؤول منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قال انه بينما يطالب بعض المحتجين بمزيد من الحرية للصحفيين فانه من السابق لاوانه قول ما هو نوع التقدم الذي تحقق.
وقال ستورك انه بينما تتحرك مصر فيما يبدو في اتجاه ايجابي فان حرية الاعلام تلقت ضربة عندما طالب المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد الشهر الماضي بأن تحصل الصحف المصرية على موافقة ادارة الشؤون المعنوية بالجيش والمخابرات قبل نشر كل ما يتعلق بالجيش.
وقال ستورك “الجيش بالطبع لا يحب النقد أو المناقشات النقدية وأرسل تعليمات للاعلام بعدم الخوض في هذا الامر وبالتأكيد التزمت وسائل الاعلام الرئيسية بذلك.”
وحذر عبد الدايم من انه اذا لم يحدث تغير في الحكم في بعض الدول فان هذا قد يؤدي الى معاملة أكثر شدة مع وسائل الاعلام مشيرا الى الانتفاضة الشعبية غير الناجحة في ايران عام 2009 .
وقال “هذا بالتأكيد لم يثمر عن وجود اعلام أكثر تحررا بل أثمر عن مناخ أكثر قسوة للاعلام في ايران ونتج عنه وبطريق غير مباشر تقريبا في ان أصبحت ايران صاحب أسوأ سجل في سجن الصحفيين في عام 2010.”