كذبه أسمها ثورة
– إن المتتبع للشأن العربي منذ سقوط آخر دوله كبرى لهم (الدوله العثمانية ) وتمزقها إلى دويلات كما هو حالها الآن وحتى يومنا هذا وما بعد يومنا هذا يجد العجب العجاب يحير ذوي العقول والألباب,فبعد أن ضعفت الدوله العثمانية ودخلت الدول الأوروبية في خط الإستعمار للدول العربية وتجزأتها إلى دويلات وحتى يومنا هذا ونحن نعيش في ثورة تتبعها ثورة وفي إنتفاضه يعقبها إنتفاضة وفي تغيير يغير تغيير وهكذا , فالدول العربية وبعد أن تقلص نفوذ الدوله العثمانية إلى دوله تحت مسمى تركيا وتسلط الدول الأوروبية على الدول العربية وخلال زمن الأستعمار الأوروبي عاش المواطن العربي في محاوله للبحث عن حريته وإستقلاله من وتحت وطأت الحكم الغربي على وطنة وثرواتة وهويتة وثقافتة وبعد مقاومة أستمرت لعقود من السنين وبعد أن ثآر في وجه الحاكم الغربي نال ما يتمناه العربي من حرية وإستقلال ولو تحت مسمى دويلات مجزأة لكن الأهم أنه أصبح مستقل بذاته ويحلم أن يعيش آمنا مطمئنا تحت حكم أبن وطنة وسيادته وقانونة وأصبح هناك شخصيات تاريخية يمكن أن نطلق عليهم (محررون الأوطان) وبالفعل فقد ترآئى للجميع من أول وهله أن هذا هو الذي سيكون فنحن أبناء وطن واحد وفكر وثقافة وعادات واحدة فلن يصعب علينا أن نعيش في أمن وسلام واحد ولكن ما أن مضى وقت من الزمن حتى ظهرت بوادر إنتكاسة جديدة في هذا الأمر خاصة وأن هناك جماعات قبليه أو أسرية أو فكرية تسلطت على الحكم في هذا الوطن أو ذاك تحت مسمى مملكة أو سلطنة أو إماراه مدعية بأحقيتها في ذلك سواء في الحق الالهي أو الحق التاريخي او الحق النضالي فلم يجد الشعوب بدا أو بأسا من التسليم بهذا الأمر مادام سيكون هناك عيش رغيد ووفير وأمن وتعليم وصحة وغير ذلك غير أن جزء كبير من هذا الأمر لم يجد له محلا في الواقع رغم مرور عشرات السنين من الأستقلال من الأستعمار الغربي فبدأت الشعوب تفكر في كيفية التغيير فلم تجد بدا?ِ من الأنتفاضات والثورات والإنقلابات (كتكرير لسيناريوهات التخلص من الإستعمار الأوروبي ) ولكن هذه المرة التخلص من الأستعمار المحلي الأسري الظالم وبالفعل نجحت معظم هذه الثورات والأنتفاضات والإنقلابات في جل أقطار الوطن العربي وتخلصوا من حكامهم الظالمين ولكن هذه المرة حكام من أبناء جلدتهم ووطنهم وليسوا كسابقيهم ممن يختلفون معهم في الجنسية واللغة والثقافة (وأصبح هذه المرة هناك شخصيات وطنية تاريخية تحت مسمى ثوار ) ثم تحولت معظمها إلى جمهوريات حرة كمحاوله لوجود نظام جديد يتخلص من سلبيات الحكم السابق والذي جعل الشعب في حاله فقر وجوع ومرض وتشتت وغيرها فمصر وتونس واليمن والعراق وليبيا وغيرها من دول عربيه ولدت من جديد وتغيرت قياداتهم خاصة في منتصف القرن الماضي وبدأ الكل يعد العدة للبناء والتطور والازدهار والنمو والتنمية والعمل على المساواة بين الأفراد والجماعات والتداول السلمي للسلطة وغير ذلك وبالفعل بدأت ملامح هذه الأشياء تتراءى للجميع في الأفق كما تراءت لآبائهم الأولين بعد التخلص من الاستعمار الأوروبي وبدأ الجميع في العمل والبناء والتنمية كما بدأ الأولون في هذا الأمر وبدءوا يخضعون لحكام ورؤساء جدد كما خضع أبائهم وأجدادهم ولكن ما إن مضى عقد من الزمن حتى بدأ الحكام لهذه الدول في التسمر على الحكم والكرسي كما تسمر الحكام الأولون ولكن هذه المرة تحت مسمى جمهوريات وليست ملكيات او سلطنة أو إمارة بل إن الأمر زاد سوءا عما كان فيه سابقا فالاقتصاد تدهور أكثر والدول لم تستطع مواكبه التطورات العالمية والزراعة أنخفض مستواها وأرتفع مستوى الهجرات الخارجية والداخلية وغير ذلك من مآسي حتى أن الشعوب لم تفكر في القيام بانتفاضات أو ثورات جديدة لأنها تتعلم من بعض الدروس دون أخرى فاكتفت بعض الدول بانقلابات وبعضها باغتيالات لتغيير واجهة الحكم وليس النظام كامل فضاعت كل أمنيات الثوار والشعوب كما ضاعت أمنيات وأحلام من سبقوهم في الثورات السابقة فسلموا أمرهم لله وحدة ورضوا بالحياة العادية حتى أشتد عود الحكام وقويت شوكتهم وظنوا أنهم معجزون في الأرض ونسوا من سبقوهم وتضحياتهم لكي يؤسسوا أوطانا لأبنائهم والأجيال اللاحقة فأعدوا العدة لأبنائهم هم للاستمرار في مسلسل حكم الأسرة الواحدة تحت غطاء الجمهوريات وبلفظة (ديمقراطية ) والشعوب لا حوله ولا قوه لها على الإطلاق حتى أن بعضهم تمنى أن يعود الماضي القريب أو البعيد ليعيش تحت وطأة الحكم الملكي السابق وبعضهم زاد من الحلم ليالي وتمنى رجوع الحكم الغربي لأرضه ولكل سببه في هذا الأمر والآن وبعد انتهاء العشرية الأولى للألفية الثالثة وبعد أن ظن الكل أنه لن تقام هناك ثورات جديدة فقد بدأت هذه الثورات تجتاح الوطن العربي فثارت تونس ونجحت ثم ثارت مصر ونجحت واليمن وليبيا والبحرين وسوريا وعدد من الدول العربية في تكرار سيناريو قديم هو الثالث حيث يسعى الجميع من خلال هذه الثورات إلى الوصول والحصول على حياة كريمة وآمنة ومطمئنة (كشعار يقوم به الثورا هنا وهناك ليجيشوا الناس لم