كيف ردت طهران على تهديداته .. ترامب بين التهور والتهويل
شهارة نت – متابعات :
أطل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعنجهيته قائلاً إن إيران تلعب بالنار وانه لن يكون طيباً مع الإيرانيين كما كان الرئيس السابق باراك أوباما بحسب تعبيره، مؤكداً أن کل الخيارات مطروحة في التعامل مع طهران.
كلام ترامب سبقه قرار حظر جديد على الجمهورية الإسلامية شمل 25 كياناً وشخصاً، بعضها في الإمارات ولبنان والصين، ولفت مسؤولون في إدارة ترامب أن الحظر الجديد ضد طهران هو مجرد خطوات أولية رداً على سلوك إيران الاستفزازي، بحسب زعمهم. التهويل الترامبي على الجمهورية الإسلامية يدل على أن الرجل المتغطرس وصل إلى البيت الابيض بتسهيل وتزكية من اللوبي الصهيوني مقابل شروط وتعهدات على الرجل تنفيذها.
وهذا التهويل يعد أول الغيث لهذه التعهدات، لكن ترامب خانته الذكراة بأن الكيان الإسرائيلي لطالما سعى إلى زج الولايات المتحدة في جحيم المواجهة المباشرة مع إيران، ما من شأنه وضع المنطقة على فوهة بركان، وأول المتضررين من هذا التهور ادوات أميركا في المنطقة.
وإذا كان الرئيس ترامب لا يفقه الساسة في إيران، فليسأل أسلافه عنهم، علهم أخبر منه بهم.. فربما يعد للمئة قبل إطلاق أي موقف أو يتدبر في أمره. وأيضاً فليسأل صاحب البيت الأبيض الجديد الاحتلال الإسرائيلي عن الهزيمة المدوية التي مني بها هذا الكيان في لبنان أمام ثلة قليلة من المقاومين لدى حزب الله، وكيف خلقت هذه المقاومة هواجس مرعبة ترافق هذه الكيان قبل إقدامه على أي حماقة.. أو فليسأل ويتذكر الرئيس الأميركي الجديد كيف خرجت قوات المارينز الأميركية من بيروت عام 1983. أو حتى يسأل عن حال أدوات بلاده الذين يغرقون في الوحل اليمني ويتوسلون من يغطي هزائمهم في الحروب على سوريا والعراق.
الرد الإيراني على تهديدات ترامب جاء دبلوماسياً عبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي أكد أن بلاده لا تعير هذه التهديدات أي اهتمام، لأنها تعتمد على شعبها في إرساء أمنها.. لافتاً إلى أن طهران لن تكون البادئة في أي حرب، فيما أعلنت الخارجية الإيرانية عن اتخاذ إجراءات للرد بالمثل على الحظر الأميركي الجديد. وترافق الرد الدبلوماسي الإيراني مع انطلاق مناورات جديدة لقوات الجوفضاء التابع للحرس الثوري في محافظة سمنان شمالي إيران.
مناورات الدفاع الجوي الإيرانية تجري على مساحة 35 ألف كيلومتر مربع تحت عنوان” المدافعون عن سماء الولاية” وسيتم خلالها اختبار منظومة رادارية ومنظومات صواريخ دفاع جوي محلية الصنع ومراكز قيادة وسيطرة وحرب إلكترونية استعراضاً للجهوزية الدفاعية الشاملة لمواجهة أي تهديد.
فالرد الإيراني كان واضحاً على التهديدات الأميركية ورسائله ترجمت على الفور بالأفعال وليس بمجرد الأقوال، أما التحذير القديم الجديد فهو أنه يلعب بالنار كل من يحاول المساس بالجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي الذي أثبتت الوقائع والتجارب حكمته وعلمه في إدارة كافة الملفات الداخلية والخارجية وعلى كافة الصعد خاصة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، ما جعل إيران تلعب دوراً محورياً مهماً في كافة القضايا ولا يمكن لأي أزمة أن تحل إلا بمشاركتها.
الدور الإيراني المحوري أكدت عليه روسيا لمئات المرات حيث اعتبرت الأخيرة أن التجارب الصاروخية في إيران لا تبرر فرض حظر جديد عليها. ورأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تجارب إيران الصاروخية لاتمثل انتهاكاً للاتفاق النووي مع الدول الست، مضيفاً أن قرار مجلس الأمن 2231 لا يتضمن أي بند يمنع طهران من القيام بمثل هذه الأنشطة، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن الذي يتبى الاتفاق النووي بين إيران والدول الست يتضمن فقط مجرد دعوة لطهران للامتناع عن إطلاق صورايخ باستخدام تكنولوجيا معينة تسمح بتزويد الصاروخ برأس نووي.
وهذا التصريح الروسي جاء ليذكر الإدارة الأميركية الجديدة بأن الجمهورية الإسلامية لم ولن تنكس أي اتفاق لا نووي ولا غيره من الاتفاقات، وأنها تعمل ضمن ووفق خياراتها وحقها في الدفاع عن سيادتها.. والمنظمومة الصاروخية هي حق من حقوق شعبها، وباعتراف دولي وأممي.. وهذا ما يؤكد أن التهويل الترامبي والحظر الأميركي لن يسمن ولن يغنى من جوع، لأن إيران و بحكمة قيادتها وإرادة شعبها، ومنذ الحرب العراقية التي دامت لثماني سنوات بتآمر معظم الدول العربية والغربية، أفشلت كل المؤامرات والمخططات التي تستهدفها رغم كل الحظر الغربي الذي فرض عليها لسنوات طوال واستطاعت أن تحول ذلك كله إلى انتصارات وإنجازات على مختلف الصعد والميادين.