لا يجوز الخروج على الحاكم هذا حكم الله
كثيرا ما تتردد العبارات المنادية بالخروج على كثيرا من حكام المسلمين اليوم من شباب المسلمين مدعين انه شرع الله وحكم الله بل ويسب ويشتم من قال شرع الله عدم الخروج على الحاكم ويتهم بأنه عميل او يدافع عن ظالم او يميل الى اهل الظلم
بل ويكفر الحكام بلا دليل ولا برهان وكل يضع نفسه حكما وقاضيا على عباد الله فهذا بيان بايجاز ان شرع الله انه لا يجوز الخروج على الحاكم أخرج مسلم في ( صحيحه ) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال :
قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ? قال ((نعم ))? قلت : هل وراء ذلك الشر خير ? قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ? قال : (( نعم )) قلت : كيف ? قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي? ولا يستنون بسنتي? وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ?
قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم? ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ))
قيل : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف ? فقال :
( لا? ما أقاموا فيكم الصلاة? وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا?ٍ تكرهونه فاكرهوا عمله? ولا تنزعوا يدا?ٍ من طاعة ) أخرجه مسلم .
وعن عبادة ابن الصامت – رضي الله عنه -? قال :
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فبايعناه? فكان فيما أخد علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا? وعسرنا ويسرنا? وأسره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله? قال 🙁 إلا أن تروا كفرا?ٍ بواحا?ٍ عندكم من الله فيه برهان )هذا لفظ لمسلم.
فأفاد قوله : ” إلا أن تروا ” : أنه لايكفي مجرد الظن والإشاعة .
وأفاد قوله : ” كفرا ” : أن لايكفي الفسوق – ولو كبر – ? كالظلم ? وشرب الخمر ? ولعب القمار ? والاستئثار المحرم .
وأفاد قوله : ” بواحا ” : أنه لايكفي الكفر الذي ليس ببواح ? أي : صريح ظاهر . وأفاد قوله : ” عندكم فيه من الله برهان ” : أنه لابد من دليل صريح ? بحيث يكون صحيح الثبوت ? صريح الدلالة ? فلا يكفي الدليل ضعيف السند ? ولاغامض الدلالة . وأفاد قوله : ” من الله ” : أنه لاعبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة ? إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله ? أو سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – . وهذه القيود تدل على خطورة الأمر.
وقد أخرجه ابن حبان في (( صحيحه )) بلفظ :(( أسمع وأطع في عسرك ويسرك? ومنشطك ومكرهك وأثره عليك?
وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية ))
فهل بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قول ?
وهل بعد حكم الله حكم ?
يقول تعالى : ﴿ و?ِم?ِا ك?ِان?ِ ل?م?ْؤ?م?ن?ُ و?ِلا م?ْؤ?م?ن?ِة?ُ إ?ذ?ِا ق?ِض?ِى الل??ِه?ْ و?ِر?ِس?ْول?ْه?ْ أ?ِم?ر?ٍا أ?ِن ي?ِك?ْون?ِ ل?ِه?ْم?ْ ال?خ?ي?ِر?ِة?ْ م?ن? أ?ِم?ر?ه?م? و?ِم?ِن ي?ِع?ص? الل??ِه?ِ و?ِر?ِس?ْول?ِه?ْ ف?ِق?ِد? ض?ِل??ِ ض?ِلال?ٍا م??ْب?ين?ٍا ﴾ .
قال ابن كثير في تفسيره : هذه الآية عامة في جميع الأمور ? وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد ها هنا ولا رأي ولا قول . ولهذا شدد في خلاف ذلك فقال : ﴿ و?ِم?ِن ي?ِع?ص? الل??ِه?ِ و?ِر?ِس?ْول?ِه?ْ ف?ِق?ِد? ض?ِل??ِ ض?ِلالا?ٍ م??ْب?ينا?ٍ ﴾ .
وقال أيضا : وقوله ﴿ ف?ِل?ي?ِح?ذ?ِر? ال??ِذ?ين?ِ ي?ْخ?ِال?ف?ْون?ِ ع?ِن? أ?ِم?ر?ه? ﴾ ? أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك ق?ْب?ل ? وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائن?ٍا من كان . أي فليحذر وليخش?ِ من خالف شريعة الرسول باطن?ٍا وظاهر?ٍا ﴿ أ?ِن ت?ْص?يب?ِه?ْم? ف?ت?ن?ِة?َ ﴾ ? أي : في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ﴿ أ?ِو? ي?ْص?يب?ِه?ْم? ع?ِذ?ِاب?َ أ?ِل?يم?َ ﴾ ? أي : في الدنيا بقتل أو حد أو حبس .
فهاهو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا بأن نسمع ونطيع لأميرنا وحاكمنا وان ظلمنا وضربنا وأخذ مالنا فهل نقول سمعنا وأطعنا كما قالها أصحابه رضوان الله عليهم أم نقول سمعنا وعصينا !?
أو سمعنا ولكن هذا ظالم فكيف نقبل بحكمه ويذهب كل منا يفسر ويؤول كما يشاء?
اقوال اهل العلم !?
قال أبو جعفر الطحاوي : ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمرنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا?ٍ من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله مالم يأمرونا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والعافية
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه : ( المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ) منهاج السنة النبوية 3/390
قال الإمام الصنعاني : ( من خرج على أمام اجتمعت عليه كلمة المسلمين فإنه قد استحق القت