لو كان مُحارباً شُجاعاً لأوقف الحرب (بإتصال) !
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
أحياناً أتسآئل ماذا لو إتصل الرجل بصاحبيه وأتفقوا جميعاً على وقف القتال بين الأخوة الأعداء بغض النظر عن مصير مستقبله السياسي، وهل يمتلك هو من الشجاعة ما يكفي للقيام بذلك ؟!
بالنسبة لصاحبية، فأعتقد ان لديهما من الجرأة والشجاعة ما يجعلهما قادرين على إتخاذ مثل هكذا قرار ولنا معهما تجربةٌ سابقة حين أوقفا الحرب السادسة عقب إتصالٍ تم بينهما، وبالتالي فإن (هادي) هو المطالب اليوم بأن يكون هو المبادر أولاً .
نعم السعودية قد لا تريد إيقاف عدوانها عند هذه النقطة التي وصل إليها على الاقل في الوقت الحالي والتي تبدو فيها من الناحية الإستراتيجية في موقع الخاسر المهزوم، إلا أنها لن تستطيع الإستمرار فيه في حالة لو تجرأ هادي وأتصل بصاحبيه بمعزلٍ عنها وأتخذ معهما القرار وذلك لزوال مبرر عدوانها وتدخلها في اليمن والمتمثل في ذريعة (إعادة الشرعية) والذي تلوح به دائماً في وجه المجتمع الدولي لإثبات مشروعية عدوانها !
سيجعله ذلك – نعم – في مواجهة مباشرة مع السعودية لكنه لن يكون هذه المرة وحيداً، ولن تستطيع هي حينها ان تفعل معه شيئا إلا أن تتقبل الأمر على مضضٍ وحسرة في الوقت الذي ستسعى فيه يائسةً لإعادة خلط الأوراق من جديد!
أنا بصراحة لو كنت مكانه لما ترددت أن أتصل بصاحبيي قائلاً : رفقاً بالشعب وحناناً بالوطن كفى، آن الأوان للحرب ان تضع أوزارها . وأنا على ثقةٍ ان صاحبيي لن يترددا او يتلكئا في قبول دعوتي هذه وسيكونان أكثر مرونةً وإستعداداً لإحلال السلام !
عموماً كنت ولازلت أعتقد أن مشكلة هادي الأساسية تكمن في إحاطة نفسه بجماعةٍ من المستشارين الإنتهازين والذين يوجهون إستشاراتهم دائماً له بما يخدم مصلحة توجهاتهم وأحزابهم السياسية أكثر مما يخدمه نفسه وموقعه كرئيس دولة بالإضافة إلى إصراره العجيب منذ البداية على وضع رهانات بقاءه كلها على عنصر الدعم الخارجي متجاهلاً بذلك عملية الإلتفات لإيجاد قاعدة سياسية وجماهيرية عريضة تُؤّيده في الداخل وبالتالي أخذت الفجوة بينه وبين الشعب شيئاً فشيئاً في الإتساع حتى وصلت إلى النقطة التي تجعل من سابع المستحيلات ردمها إلا بمعجزة ! وهاتان المعضلتان في واقع الامر ربما تَحوُلان دون إقدام الرجل على أن يبادر في التخاطب مباشرةً مع صاحبيه حول إيجاد مخرجٍ للبلاد مالم يكن ممتلكاً الشجاعة الكافية واللازمة لتحقيق ذلك .
كن شجاعاً مرةً واحدةً يا (عبدربه) وإفعلها . إفعلها حتى وإن إعتقدت الآن أنك لن تكسب شيئاً إلا أنك لن تخسر شيئاً أيضاً، فلم يعد لديك اليوم أصلاً ما تخاف أن تخسره بعد أن خسرت الشعب والوطن !
لديك الآن فرصةٌ ثمينةٌ (من ذهب) للتكفير عن جرمك، فلماذا لا تقتنصها وتكون سبباً في صناعة السلام كما كنت سبباً مباشراً في صناعة الحرب ؟!
قد لا تعود رئيساً، ولكنك ستخرج منها بطلاً بأثرٍ رجعي، وإنها لمعجزة المعجزات أن تخرج منها بعد كل ما إقترفته بحق الشعب والوطن بطلاً !