الشيخ رائد صلاح: الأقصى للمسلمين ولا يخضع للمفاوضات
شهارة نت – حوار :
وصف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، ما تعرض له من اعتقال وتضييق من قوات الاحتلال، بأنه مطاردة دينية وسياسية عنصرية، مشددًا على أن المسجد الأقصى للمسلمين وأنه لا يمكن أن يخضع للمفاوضات.
واستعرض الشيخ صلاح في مقابلة، اليوم السبت، مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أجواء الاعتقال التي عاشها في سجون الاحتلال، قائلاً: “أدخلت لسجن رامون وطوال الوقت فرض علي أن أعيش بسجن العزل”، الذي أوضح أنه “سجن داخل سجن”.
المعاناة في العزل
وأضاف الشيخ صلاح “الأسير يشعر أنه في سجن مضاعف؛ لأن الحياة في العزل تعني العيش مقطوعا عن العالم، حتى لا يجوز التواصل مع عالم الأسرى إلاّ عبر الحوار وفي الليل عبر النوافذ”.
وبيّن أنه: “فوق ذلك يشدد على الأسير بشكل خاص من خلال التفتيش”، مشيرا إلى تعرض الأسير للمضايقات والتقييد لدى الخروج من الغرفة إلى الساحة أو إلى زيارة الأهل.
استثمار الوقت
وأضاف؛ “بالمجمل الأسير يعيش في حصار طوال 24 ساعة لذا يعيش في تحدٍّ، متسائلا هل ينجح في برمجة وقته وصناعة الحياة التي تبعده عن الشعور بالوحدة المطلقة القاتلة أم لا؟”.
وقال شيخ الأقصى: “أنا بفضل الله رب العالمين برمجت وقتي ما بين العبادة والصلاة والصيام وقراءة القرآن والأذكار، والقراءة والكتابة ونظم الشعر، لذلك كنت أشعر أن وقتي قصير جدا بالنسبة لبرامج حياتي”.
وتابع: “كنت أشعر بضيق الوقت، وهذا أمر مهم جدا في حياة الأسير أن ينجح في صناعة هذا الشعور في حياته”.
وأضاف؛ “أكرمني الله داخل الأسر في التعرف عن قرب على عالم الأسرى السياسيين، بالذات الذين يعيشون في العزل، وعن معاناتهم فردا فردا، وعن صبرهم وعن السنوات الطويلة التي عاشوها بما فيها من الآلام”.
التحقيق واتهامات بالجملة
وحول طبيعة التحقيقات التي خضع لها خلال التحقيق، أوضح أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى التي قضاها في السجن سارت الأمور بشكل هادئ، وعندما اقترب موعد الإفراج بدأت سلسلة التحقيقات أولها من قسم الشرطة المعروف باسم “لاهف 433” حيث وجهت لي تهمتين: الأولى الانتماء لمنظمة محظورة، والثانية التحريض، وعرض علي مئات المقالات والأشرطة المسجلة في جميع النشاطات.
وقال: “هم يدعون أنها تحريض، وكان ردّي على كل ذلك للمحققين أن كل هذه التحقيقات باطلة وهي مطاردة دينية سياسية عنصرية لأنني أشعر أنكم لا تحاكمون شخصيتي بل تحاكمون القرآن والسنة وثوابتنا الإسلامية والعربية والفلسطينية، وهذه هي حقيقة المحاكمات التي تجرونها لي”.
وأضاف؛ “في البداية اعتقدت أن حدود مجريات التحقيق ستبقى مع مؤسسة “لاهف 433″ الشرطية، لكنني تفاجأت قبل الخروج بخمسة أيام من السجن بتحقيق مطول من المخابرات الصهيونية”.
وحول تفاصيل ذلك، أوضح أنه جرى نقله فجرا من سجن “رامون” إلى ما يسمى بـ”مركز سالم العسكري” القريب من مدينة جنين (شمال الضفة المحتلة)، وهناك خضع لتحقيق مخابرات الاحتلال.
وقال: “سألوني عن قضايا كثيرة؛ منها عن القدس والمسجد الأقصى، وحاولوا أن يدخلوا معي ما ظنوه هم أنه مفاوضات، فقلت لهم بالحرف الواحد: إن المسجد الأقصى فوق المفاوضات، وأنا لست على استعداد للتفاوض على أي جانب منه، وأؤكد لكم أنه حق خالص للمسلمين حتى قيام الساعة”.
تهديدات ورفض المساومات
وحول تهديد قوات الاحتلال لشيخ الأقصى بعد خروجه من السجن، قال الشيخ صلاح: “صحيح وهو واقع مر لا نخاف منه”،
وأشار إلى أن المحققين حذروه من ممارسة أي نشاط بعد التحرر من السجن؛ إذ قال أحدهم: “عندما تخرج من السجن اعلم أن أي نشاط تقيمه أو جمعية أو مؤسسة بغض النظر عن الاسم ممنوع وغير قانوني، وسنجري الإجراءات القانونية المطلوبة”.
وأكد أنه رد عليهم بقوله: “أنا انسان أريد الخروج من السجن لخدمة مجتمعي”؛ فرد عليه المحقق “أمامك طريق واحدة فقط أن تدخل الكنيست ومن هناك التغيير”، إلا أنه أجابه “لن أدخل الكنيست ما دمت حيا وهذه قناعتي”.
وأشار شيخ الأقصى إلى أنه بعد تحرره بدأت تصله رسائل تهديد من بعض “الأطراف الأمنية” (الصهيونية) أنه وآخرين تحت الرقابة والمطاردة.
وقال: “مع ذلك نقول نحن متوكلون على الله سبحانه وتعالى”.