الصادق المهدي يسخر من منتقدي فترة رئاسته للحزب
شهارة نت – السودان :
عاد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، الى السودان، وسط اجراءات أمنية مشددة منع بسببها الصحفيون وأجهزة الاعلام من استقبال المهدي بالصالة الرئاسية الغربية لمطار الخرطوم، واعتقلت السلطات صحفياً واطلقت سراحه لاحقاً، في وقت كشف المهدي عن اتفاق قوى (نداء السودان) على العودة للبلاد عقب اكتمال اجراءات بناء الثقة، وأعلن عزمه التخلي عن رئاسة الحزب بعد قيام المؤتمر العام الثامن للحزب.
وأربكت سلطات المطار الصحفيين الذين مكثوا زهاء الساعة بحثاً عن صالة وصول المهدي، مما اضطرهم في نهاية الأمر لانتظاره خارج الصالة ولم يتم اعلامهم بالبوابة التي سيسلكها المهدي للخروج من المطار، وأبلغت سلطات المطار الصحفيين والاعلاميين بأن حزب الأمة لم يخطرهم بقائمة الوفد الاعلامي الذي سيستقبل رئيس حزب الأمة القومي.
مريم الصادق تنفي وجود صفقة وتنتقد السلطات
وأعربت نائبة رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي في تصريحات صحفية عن أسفها للطريقة التي تم بها التعامل مع استقبال رئيس الحزب، ونوهت الى ان السلطات اشترطت أن يكون الاستقبال رمزياً، واختيار ما لا يزيد عن 25 شخصاً بينهم شخصيات قومية ورسمية للدخول لصالة الاستقبال، واعتبرت تلك الخطوة تعنتاً من السلطات التي سعت لتحجيم الاستقبال، وقالت (ذكروا ان المهدي ذهب وعاد بمحض ارادته).
ونفت نائبة رئيس الحزب وجود اية صفقة مع المؤتمر الوطني فيما يتعلق بعودة المهدي للبلاد، ونوهت الى ان طريقة استقباله تؤكد عدم وجود اي اتفاق مع الحكومة، وشددت على ان عودته من اجل التعبئة والتغيير وتحقيق السلام والتراضي على الحكم، وأضافت (والانتفاضة والامل القريب).
عودة قوى (نداء السودان) للداخل
وكشف المهدي عن اتفاق قوى (نداء السودان) على العودة للبلاد عقب اكتمال اجراءات بناء الثقة، وقال المهدي في حفل استقباله بميدان الهجرة بودنابوي ، (كل قوى تحالف نداء السودان باركت عودتي للبلاد واكدت التزامها بخارطة الطريق والالتزام بالتعبئة لتحقيق اهداف التحالف بالوسائل السياسية)، ووصف موافقة قوى نداء السودان على العودة للداخل لإجراء حوار يحقق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي، بالخطوة الكبيرة جداً.
وأضاف انه بناء على ذلك بعث بخطاب يطالب فيه بلقاء رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي، وتابع (في لقاءنا معهم في باريس الاسبوع الماضي اكد المبعوثون الدوليون للسودان تأييدهم لخارطة الطريق كوسيلة للحوار الوطني السوداني)، وزاد (كنت حريصاً على أن يصحبني في عودتي ممثلون لكافة عناصر نداء السودان، ولكن لا يمكن ذلك قبل تهيئة المناخ المناسب).
ونبه المهدي الى ان فترة وجوده بالخارج ادت الى انجازات، ووصفه غيابه بالمثمر باعتبار انه جمع قوى سياسية سودانية تمثل اصطفافاً جديداً بين المركز والهامش يستهدف المصلحة الوطنية بوسائل خالية من العنف نحو هدف يقدس وحدة التراب الوطني في ظل وطن تضل اهدافه.
ترحيب بتمديد وقف اطلاق النار
وأعلن المهدي ترحيبه بقرار الحكومة الخاص بتمديد وقف اطلاق النار لمدة (6) اشهر، وطالب بوضع آلية مراقبة لإلزام الحكومة والحركة الشعبية، ووصف المقترح الأمريكي الخاص بتوصيل المساعدات الانسانية بالمعقول، واقترح رئيس حزب الامة أن يتم اخلاء الجرحى والموتى وتبادل الاسرى بإشراف الصليب الاحمر عبر اثيوبيا، وفيما يختص بإغاثة المتضررين في دارفور اقترح أن تتم عبر آليات الحكومة ووممثلي مستحقي الاغاثة.
اعلان التنحي عن رئاسة الحزب
وسخر المهدي من منتقدي استمراره كرئيس للحزب منذ تأسيسه، وقال (بعض الناس يعيبون على فترة رئاستي لحزب الامة منذ 1964م، وهذه السنوات لم تكن عسلاً بل كانت بصلاً بسبب تعرضه للاعتقالات واحكام الاعدام، وتعرض الحزب للمصادرات)، وتابع (اغلب سنواتها كان حزب الامة محلولاً)، وتسأءل (يرأس شنو؟)، وفند منتقديه على استمراره كرئيس للحزب على الرغم من تقدمه في العمر، وذكر (يعيبون علىّ التقدم في السن، والسودان منذ الاستقلال على مدى تجربتين قدّم شباباً وضعوه في الدرك الاسفل)، ولفت الى أنه على مستوى الوطن العربي والعالم هناك شباب عطاؤهم قليل ومسنون عطاؤهم كبير، وأردف (ليس السر في السنين لكن في كيف تقضي العمر)، واعلن عزمه التنحي عن رئاسة الحزب عقب المؤتمر العام القادم، فيما ردت الجماهير على حديثه ذلك بهتافات (لن نصادق غير الصادق).
توصيات الحوار
وذكر رئيس حزب الأمة القومي والقيادي بتحالف قوى (نداء السودان) أن بعض توصيات الحوار مقبولة، وأخرى مرفوضة، وجدد تمسك التحالف باللقاء التمهيدي مع الحكومة، وشدد على أن توصيات الحوار ستتم مناقشتها في اللقاء التمهيدي، وقال ان خارطة الطريق تتطلب لقاءً تمهيدياً باعتبارها أجندة وليس اتفاقاً، بالاضافة الى اتخاذ اجراءات تهيئة المناخ التي تشمل وقف العدائيات وانسياب الإغاثة وبسط الحريات، ونوه الى وجود (3) مواقف في الساحة السياسية تشمل المشاركين في الحوار والرافضين للحوار من حيث المبدأ، والمطالبين بالحوار العادل الشامل.
التوافق على المهدية
وتمسك رئيس حزب الامة القومي وإمام الانصار بضرورة التوافق اسلامياً حول المهدية، وقال (لا نريد ان تكون فكرة انقسامية، بل نريدها ان تكون مقبولة عالمياً)، وأوضح أن المهدية معنى وظيفي لإحياء الدين باعتبار أن الفتوى تتغير بتغير المكان والزمان، وزاد (احياء يرفع القدسية عن اجتهادات الاقدمين)، وأكد تبنيه عملاً مناهضاً للتكفير، وأشار الى ان رفع الشعر الاسلامي بصورة غير منهجية ادى لاختطاف الجماعات التكفيرية للدعوة الاسلامية، ونوه الى ان الطرح الذي وصفه بالمنكفئ لتلك الجماعات ادى لحدوث رده عن الاسلام، واعتبر ذلك أمراً خطيراً، ولفت الى وجود الالحاد في أوساط المثقفين، عزاه للطرح غير العقلاني للاسلام، وزاد (يجب ان نتصدى منهجياً لذلك العمل).
وحذر المهدي من نتائج الاستقطاب القبلي والاثني الحاد الذي يعمل على تدمير النسيج الاجتماعي، وأعلن عزمه اجراء طواف بولايات البلاد المختلفة بهدف اجراء المصالحات القبلية والاثنية ومحو آثار الاستقطاب الجهوي والقبلي.
رفع العقوبات الأمريكية وتحقيق الانفراج في الحقوق
واعتبر المهدي أن رفع العقوبات الأمريكية ورفع الحظر عن التعامل بالدولار والسماح للتجارة والاستيراد والتصدير سيستفيد منه كثير من المواطنين السودانيين، ورأى أن تنفيذ الاشتراطات السياسية سيحقق انفراجاً في الحريات وأوضاع حقوق الإنسان الى حين اعلان الادارة الامريكية الجديدة موقفها، وقال (ترامب لا يُعرف هل سيؤسس على ما فعله اوباما ام سيتخذ منهجاً آخر).
اللجنة القومية تلفت لرمزية توقيت العودة
وفي السياق أشار ممثل اللجنة القومية لاستقبال الصادق المهدي، ابراهيم الشيخ الى أهمية توقيت العودة ورمزيته التاريخية المتمثلة في تحرير الخرطوم (26 يناير1885م)، وأبان ان الصادق عائد من اجل السلام ووقف اطلاق النار، وما يحقق للشعب كرامته والاستقرار، ووطن يسع الجميع.
المشهد بميدان الهجرة
وشهد ميدان الهجرة بأمدرمان المجاور لمسجد السيد عبد الرحمن المهدي، حشوداً جماهيرية تقدر بالآلاف لاستقبال رئيس حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي، وتزين الميدان بأعلام الحزب ورفعت الجماهير المتوافدة من مختلف ولايات السودان شعارات ترحب بعودة المهدي (مرحباً بأمل الأمة)، (لن نصادق غير الصادق)، ورفعوا صور المهدي، ولصقت أعداد منهم صوره على (جلاليبهم)، ورددوا هتافات (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب).