احتفالات النسيان
_عندما كانت أعيادنا لا تتجاوز عيدي الأضحى والفطر أو حتى تلك الدينية لأصحاب الملل الأخرى كنا نختزل أفراح العام بأسره فيهما ?ننتظره نعده ونعد له وعندما كانت احتفالاتنا لا تتعد?ِ احتفال بزفاف أو بنجاح أو بمولود كانت تلك الاحتفالات من الصميم ذات معنى ومغزى وقيمة ولكن وعندما زدنا أعيادنا زادت مأتمنا وفجائعنا وعندما زدنا أيام احتفالاتنا زادت أتراحنا.
_ قلي كم عيد لديك _خلا تلك الدينية_ اقل لك كم نكسه مرت وتمر بك قلي كم يوم ثابت للاحتفال لديك في العام اقل لك كم من عزيز غيبته بالنسيان وكم من هام طويته بالإهمال
_ في ذكرى ضياع الأقصى وانبثاق الانتفاضة نحتفل لنتذكر الحزن ولنحتفل بموت الإحساس بالفقد وأي فقد أولى القبلتين ?نجتر ذكريات القوة لنتمكن من مواصله مطارحة الضعف وننكأ الجراح المكلومة أصلا بمبضع (ليس بالإمكان) بحجة المداوه ونقدم أحيانا بوعي وأحيانا بدونه ثمن رصاصات العدو حتى تحولت القضية الفلسطينية إلى (كوفية أو شال) فلسطيني ملون يناسب خيبتانا المتنوعة
_ نحتفل بيوم المرأة لنعسف أنفسنا على تصديق أن المرأة أضحت فعلا وفعليا نصف المجتمع وأنه عندما ذ?ْكر أنها قد خلقت?َ من ضلع اعوج لم يعن ذلك القصور ولزومية الوصاية عليها حتى في نوعية ما تحتسي وتأكل بقدر ما عنى ذلك مرونتها وقدرتها العجيبة على التأقلم لتستطيع أن تظل هي الزوجة والأم والابنة مهما حل بها من خطوب ?ونحتفل لنحاول أن ننسى أن لها مثل ما عليها ولنتذكر أن عليها وليس لها ? ونسينا أنها خلقت من نور لترى النور ولتبعثه .
_ في عيدها هي 0ست الحبايب)وبين جهنم الخطوب اللامنتهية إلا بانتهائنا نحن نتذكر في ذلك اليوم أن هناك جنة دنيوية كجزء من تلك الأخروية تنساب انهار الرحمة والحب غير المشروطين من تحت قدميها ?نبتنا وترعرعنا في تلك الجنة وأبينا إلا أن نأكل من ثمرة الجحود لنخلد أنفسنا بالإهمال ولنطرد أنفسنا من تلك الجنة الدائمة ولنكتفي بيوم واحد نقطر لجنتنا فيه بقطرة حب مالحة.
(_ في يوم اليتيم في يوم الطفولة) نستجدي من دواخلنا العذوبة ونتلفع يومها بالأبوة والأمومة لنخلع باقي العام على أنفسنا أسمال الرعونة .
_ في يوم الأرض نحاول استيعاب كم هتكنا من عرض..عرض الطبيعة ?كم أخذنا و لم نعط? ?يوم يصفعنا بحقيقة تحولنا من آكلات للخيرات لمنتجات للويلات .
_ لا نتذكرهم إلا في النادر العاطل ليحسدهم ورب العمل ليحلب صحتهم وأعمارهم والأعلى منهم لينظر إليهم بشفقة أو استعلاء ?يحلمون بالأمن الوظيفي ويتمنون الكفاية المادية ويتوقون لترقية عادلة ومجزية في وقتها الصحيح ولساعة تجمعهم بعائلاتهم دون تكدير من الحاضر أو المستقبل إنهم العمال نحتفل بهم لنتذكر أن? بهم وهم منا وان? قد وأدنا أحلامهم وأجهضنا تطلعاتهم وانتهكنا آمنهم.
_ لا اعرف ماذا ارتدي في هذا الاحتفال البائس ولا ماذا اعد له وكيف نتبادل التذكيرات لا التبريكات انه يوم الفقر.
_ كذبه ابريل موسم امتحانات نتجاوزه جميعا دون مبالغة بنجاح باختلاف درجاتنا كنتيجة حتمية للاستظهار والاستذكار والتطبيق دام طوال العام لمناهج الكذب حتى نتمكن من إكمال الحياة .
_ في احتفالاتنا الوطنية _أدامها الله و على شهدائنا جميعهم الرحمة_ هم استشهدوا ليخلدوا وليعشوا ولنعيش نحن وليعيش الوطن ونحن انتحرنا ليعيش التباغض الطائفي ولنغذي العنف ولنبعث الإرهاب ولنتوارث الأمية بمعنى الاستشهاد الذي يفضي للحياة لنتوارث أمية الوطن وكيف نكون به وله ولنتوارث أمية كيفية التعايش مع كل قلب ينبض بالوحدانية ولا يعرف كيف تجرع العنف والتفرقة عنوة ولا زال هذا القلب حتى الآن يسأل مستنكرا كيف استطاع قابيل قتل أخيه هابيل?