لازلنا مع فلسطين ظالمة ومظلومة
رغم خروج بعض الأصوات الإعلامية المُغرضة والتي تحاول التَّشكيك في مدى حبِ وعشق الشَّعب الجزائري لتراب فلسطين والتي تعتبر من الركائز الأساسية لعقيدة الطِّفل الجزائري إذ يتعلم بعد حبَّ الله عز وجل ووطنه الأم، أنْ يعشق فلسطين ظالمة أو مظلومة
هذه المقولة الشهيرة لزَّعيم الراحل هواري بومدين رحمه الله أصبحت دستوراً لدَّولة والمجتمع الجزائري ككل، وأخر ما خرج به هؤلاء النَاعقين عليناَ هو أن هناك فواكه وخضراً تباع في الأسواق الوطنية مصدرها الكيان الصُّهيوني ومموهة عن طريق علامات تجارية لدول أوروبية أو أمريكية، هذه الشَّائعة التي سرت كالنَّار في الهشيم في العديد من الصفحات والمواقع الالكترونية وجاءت كعناوين بارزة في الصفحات الأولى لجرائد وطنية معارضة،ليس هذا كل شيء بل إنَّ هناك معارضاً جزائرياً معروفاً وكان مرشحاً لخوض غمار الانتخابات الرِّئاسية لسنة 2014.
يوم تمَّت سرقة قسائمهِ الانتخابية التي تُبيِّن بلوغه النصاب القانوني لكي يكون مترشحا حراُ حسب قوانين الدستور الجزائري،اختفت هذه الأوراق في مدخل المَجلس الدُّستوري بطريقة محيرة لتجدها مصالح الأمن بعد يوم واحدٍ مرميةَ قرب أحدِ الأودية القريبة من مدينة البليدة التي لا تبعد عن العاصمة إلا بحوالي 50كلم، المُعارض الجزائري رشيد نكاز الذي يتَّهم السُّلطة السياسية الحالية بطرده من البلاد وتواجهه تهمٌ قضائية تَتعلق بتشويه سمعة شخصيات سياسية بارزة في سدَّة الحكم،اتهم مؤخراً وعبر تسجيل له السيِّد أحمد أويحي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية صراحة بأنه يمتلك قصراً اشتراه بمبلغ 900مليار سنتيم،وهو ألان يستعمل كمقرٍ دائمِ لسَفارة الجزائر بسويسراَ وسجَّله على اسم وزارة الخارجية الجزائرية،والأخطر أَنه اتهمه بأنه يُستعمل لنسج علاقات مع الكيان الصُّهيوني الغاصب، وكالعادة تلقفت أجهزة إعلاميةٌ وصحف معادية لجزائر ولسُّلطة الحاكمة،واستعملتها لتشويه سمعة الشَّعب الجزائري قبل دولته.
لست هنا في معرض الدِّفاع عن السُّلطة الحاكمة في الجزائر لأنَ موقفي منها معروف سلفاً،ولكن من الشَّهامة والرجولة أن تقول كلمة الحق حتى في عدوك، هكذا تعلمت في صغري ومن خلال ما أعلمهُ يقيناً فإنَ هذه الاتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة،فموقف الجزائر الثابت من الكيان الصهيوني ورفضها لأي نوع من التَّطبيع الدبلوماسي والتِّجاري أو الاقتصادي والثقافي ،ووقوف الدبلوماسية الجزائرية إلى جانب الشَّعب الفلسطيني واستقلاله الكامل بمعنى استعادة كل شبر من فَلسطين الحبيبة،ورمي الصهاينة في البحر ورفضهاَ لكل الضُّغوط الغربية وحتى العربية لإقامة أيِّ نوع من العلاقات السرية مع الصهاينة،وإفشال الجزائر لمنتدى البحر الأبيض التوسط لأنَّ دولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة كانت عضواً فيه،والمظاهرات المليونية الحَاشدة التي لم تشهدها البلاد منذ 1989في العاصمة الجزائر إبَّان العدوان الصهيوني الغاصب على أبطال غزة سنة 2014، ومُطالبة الشعب الجزائري حكومته بفتح الحدود وإعلان النَّفير العام لجهاد في فلسطين أكبر شاهدٍ على مدى تعلق الجزائريين بأرض فلسطين،والتي لن تجد جندياً جزائرياً واحداً مستعداً لموت فوق أرضٍ غير تراب الجزائر إلا تراب فلسطين الطَّاهرة التي يحلم كل يوم بتحرير أقصاهاَ ومن دنسِ بني صهيون ومن يشكك في هذا؟ فليسأل عن كلمات النَّشيد الرسمي لعناصر وضباط الوحدات الأمنية الوطنية ومن بينها الجَيش، أقول لكلِّ هذه الأبواق النافخة في كير الفتنة والمؤججة لنيرانها السَّوداء، عربياَ وغربياَ،الشَّعب الذي أحرقَ طلابه وهم لايزالون في المرحلة الابتدائية والإعدادية كتبَ الجغرافيا لأنه ورد فيها خطأً اسم دولة الكيان الغاصب مكان فلسطين وشنُّوا حملة ضدَّها لا زالت تداعياتها تلقي بظلالها وتحرج الوزيرة نورية بن غبريط وزيرة التربية الوطنية إلى اليوم،لن يتردَّد شبابه وكهوله لحظة واحدة في الموت في سبيل تحرير فلسطين التي يعتبرونهاَ جزءاً لم يتحرربعدْ من أرض الجزائر،أقول لهؤلاء جميعا: مُوتوا بغيضكم أنتم وفرحات مهني العميل الصُّهيوني وكل أزلامكم وزبانيتكم،نفتخر بأننا نعشق بلداً اسمه فلسطين ونهيم بها حباً وهي تسكنناَ حتى النُّخاع،وقسماً بربِّ الكعبة لو تخلى كل العرب والعجم وأهل الأرض عنهاَ فلنْ نفعل،وسيأتي يوم سترون فيه جحافل من خيرة رجالناَ تشارك إخوانهم في فلسطين المُحتلة لتحرير الأقصى الأسير المبارك، من رجس الصَّهاينة والصلاة فيه فراداً وجماعات والأيام ستكون الفيصل بينناَ مستقبلاً.