ومن?ي أنا.. ومضة تقدير?ُ كبير
تعقيب?ٍا على ما نشره الكاتب والباحث “أحمد القاسم” عن “م?ْذك?رات أديبة فاشلة”
كعادتي أمام بوادر التقدير الأدبي? كانت م?ْفاجأتي م?ْواكبة?ٍ لسروري بما نشره الكاتب والباحث الفلسطيني “أحمد القاسم” عن?ي ككاتبة? إلى جانب تعليقه كقارئ على كتابي “م?ْذك?رات أديبة فاشلة”. والحقيقة أن? م?ْفاجأتي هذه المر?ة كانت م?ْضاعفة لاهتمام أحد الك?ْت?اب بعامل البيئة الج?ْغرافي?ة والاجتماعي?ة التي ترعرعت فيها على الص?عيد الإنساني قبل الأدبي. وأظن? أن? تخصصه البحثي في شأن المرأة السعودي?ة? وتحم?سه للقضايا الخاص?ة بها رغم محفوفي?ة ذلك بمخاطر الهجوم المبالغ فيه? كان له الد?ور الأكبر في اختيار هذا المنحى الم?ْشج?ع لكتاباتها? من و?ْجهة نظر?ُ داعمة ودافعة للمزيد من الإبداع.
من الن?ادر جد?ٍا أن أشير في كتاباتي إلى قضايا المرأة الس?عودي?ة بشكل?ُ م?ْباشر? لأنني? ر?ْغم طبيعتي الم?ْتفائلة? غدوت?ْ يائسة?ٍ تمام?ٍا أمام تلك المسألة التي تستحق وصف “عويصة” عن جدارة?ُ واستحقاق. ومن خلال قراءتي للت?اريخ? والأدب ككاتبة? فإنني لا أبالغ إن توق?عت لشعبنا الس?عودي ركض?ٍا حثيث?ٍا نحو الفناء خلال أقل? من ثلاثين سنة?ُ م?ْقبلة? وأظن? ك?ْل? الظ?ن أن? السعودي?ة بعدها لن تكون مقام?ٍا إلا لأربعة أصناف من البشر: الوافدون لأجل غرف? الخيرات? دون حساب?ُ قبل العودة إلى أوطانهم? والعجائز? والمرضى الن?فسيين? وطبقة الن?خبة الع?ْليا على الص?عيدين الماد?ي والاجتماعي. أم?ا البقي?ة فسيبلعهم طوفان الفناء بطريقة?ُ أو بأخرى? بحيث أن?هم إن ظل?وا على قيد الحياة فستكون حياتهم هامشي?ة? لا تزيد قيمة?ٍ عن حياة القمل والن?مل. ولا أريد الإسهاب في هذا الحديث الذي أعتبره “ليس من شأني” و “خارج حدود صلاحي?اتي” كإنسانة لا ترجو غير الحياة بسلام? وأن تترك وشأنها كي تتفر?غ لح?ْكم كيانها الفردي? الخاص دون أن تتطف?ل على مخلوق? أو يتطف?ل عليها مخلوق. أم?ا البيت فله رب? يحميه? والبلدان لها حكومات تتدب?ر أمورها? دون حاجة?ُ لآراء أمثالي ممن لا يفقهون حرف?ٍا في أبجدي?ات الإدارة والس?ياسة. ومادمت?ْ لم أحقق نجاح?ٍا ي?ْذكر في إدارة كياني الفردي كإنسانة? فذاك يعني أنني غير مؤه?لة لإبداء الرأي في الن?ظ?ْم الإداري?ة لوطن?ُ كبير?ُ بشعبه ومشاكله الد?اخلي?ة وهمومه الخارجي?ة? و “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه” فاحترمها بصمته.
أشك?ْرك أي?ها الكاتب الم?ْجتهد على اهتمامك الكبير بشؤون وشجون المرأة العربي?ة عموم?ٍا? والس?عودي?ة خصوص?ٍا? ولا يسعني غير أن أكون سعيدة لوجود ك?ْت?اب مؤمنين بأهدافهم ووجهات أنظارهم الفكري?ة. وأشكرك جزيلا?ٍ معلى ?ْطالعتك “م?ْذك?رات أديبة فاشلة” وإعلانك عن رأيك الطي?ب بشأنه في فترة?ُ كنت ومازلت أنتظر فيها هجوم الهاجمين? ولعن اللاعنين? وقصف القاصفين? وس?ْخرية الس?اخرين على عادة جميع التافهين? والس?طحيين? والن?مطيين. تقب?ل من?ي تقديري? واحترامي الكبير? وامتناني لمجهودك? راجية?ٍ لك كثير?ٍا من التوفيق? ولمستقبل الكتابة والبحث بين يديك مزيد?ٍا من التفو?ق.