ملامح جديدة لتعاطي السياسة الدولية مع العدوان على اليمن
بقلم/ وليد الحسام
ثمة مؤشرات عدة تنذر بملامح جديدة لمجتمع دولي وسياسة دولية تختلف فيها التوجهات عن المرحلة السابقة وكذلك تعاطيها في الحيثيات من حيث التعامل مع الملفات الدولية والقضايا الإقليمية خاصة مع ظهور شخصيات جديدة في أعلى قمم مراكز القوى العالمية وسلطة القوانين الدولية وما لها من تأثيرات كبيرة على الواقع الذي وصل إليه مسار المرحلة السياسية الفائتة ، وأهم تلك الشخصيات الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب) الذي يترقب العالم تسلّمه للحكم خلال الأيام القريبة جدا، وكذلك فيما يخص الأمين العام الجديد للأمم المتحدة التي تمتلك هذه المنظمة جزءاً كبيراً من سلطة إصدار القرارات الدولية وتفعيل القوانين والالتزام بالمواثيق .
اعتمد النظام السعودي كثيراً على أمريكا في جوانب الحماية والأمن وشراء الأسلحة والضغوطات السياسية على المستوى الإقليمي خلال الفترات السابقة حيث ظل أوباما يحتضن السعودية ويدعمها لوجستياً بطريقة مباشرة ومعلنة وعسكرياً بطريقة مشوبة بالتمويهات كما هو الحال في العدوان على اليمن ، وظلت الأمم المتحدة في فترة (بان كيمون) تتعمد التهاون والصمت لمنح النظام السعودي المزيد من الفرصة لارتكاب الجرائم والمجازر في اليمن ، وطال أمد العدوان واتسعت جرائم تحالفات السعودية في صورة حقيقة تؤكد وجود الإرهاب العالمي .
لقد ركز ترامب في خطاباته خلال فترة انتخابه على التوجهات المستقبلية لأمريكا نحو مواجهة داعش والقاعدة ، وصرح كثيراً بضرورة إيقاف السعودية عند حدها مشيراً إلى تبنيها ودعمها للإرهاب وقد لمح كثيرا إلى توسع نشاط الإرهاب خلال فترة أوباما الذي دعم السعودية وانتهج سياسة الإرهاب كذريعة للحرب والتدمير في سبيل بيع الأسلحة ، وبهذا يمكننا قراءة مستقبل التعاطي الدولي لملف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال العام الجديد على ورقة جديدة تحتفظ بسياسة أمريكا السابقة المتمثلة في حماية مصالحها والهيمنة على الدول وربما ستتضمن تلك الورقة محتوى جديداً في شأن جرائم النظام السعودي في اليمن وارتباط الأسرة الحاكمة بالتنظيمات الإرهابية ، وفتح تحقيقات بشأن دعم الإرهاب وعملياته التي منها أحداث 11سبتمر .
بشاعة الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي وتحالفاته ومرتزقته في اليمن واستخدامه الأسلحة المحرمة دوليا، والتقارير التي ترفع للمنظمات الإنسانية وكذلك الاستنزاف وما نتج عنه من الانهيار الاقتصادي الذي يضرب السعودية في العمق كل هذا يضع المجتمع الدولي أمام خيار واحد هو إيقاف النظام السعودي وتحالفه العدواني عند حده بفرض ضغوطات دولية عليه بإيقاق عدوانه وجرائمه في حق الشعب اليمني ، وربما سيعيد المجتمع الدولي نظره إلى كل الملفات المتعلقة بإدانات آل سعود ؛ ولهول جرائم تحالف العدوان وبسبب المتغيرات التي قد تُحدث اختلالات كبيرة في علاقات النظام السعودي الملكي الرجعي بالنظام الجديد للإدارة الأمريكية المتمثلة في النظام الجمهوري المعارض هو ورئيسه للأنظمة الكهنوتية لكل ذلك ربما تتجه استجابة المجتمع الدولي ومنظماته لمظلومية الشعب اليمني ، وقد تظهر مطالبة عالمية بفرض العقوبات على النظام السعودي ، مع العلم أن الشعوب الغربية من خلال متابعتها لوحشية وحجم جرائم تحالف العدوان السعودي الأمريكي في اليمن أصبحت تلك الشعوب تشعر بخطر الكيان السعودي الإرهابي الذي يجسد الشكل الرسمي للإرهاب والذي ينفذ عملياته الإرهابية زاعماً بشرعية تلك العمليات الإجرامية في حق الإنسان أياً كان .