وللروح طلاق
بقلم / اشواق مهدي دومان
تسمّى علاقة الحبّ الواهنة الواهية بين الزّوجين: طلاق عاطفي ….
و في اعتقادي من مفهوم الطّلاق الذي يعني الانفصال ؛فالطّلاق يكون لكلّ بعد أو ابتعاد حتّى لو لم يكن بين الزّوجين. والدّليل أنّ سيّدنا عليّ بن أبي طالب (كرّم الله وجهه وعليه ألف سلام ) أعلن طلاقه بالثّلاث من الدنيا …
بمعنى أنّه قد هجر وزهد في الدّنيا وما وجد فيها أمنيته وغايته المنشودة،
وأضيف لأنواع الطّلاق شيئا عِشته، وشعرته وآمنت ُبه ؛ بأنّي قد طلّقتُ كلّ عميل مرتزق مهما جمعتني به من أواصر دم ونسب وقربى وجوار،طلاقا من نوع جديد ،طلاقا مقدسا هو طلاق الرّوح للرّوح ؛ فقد تشبّثت روحي بوطني وقد باع أو تهاون أو برّر( ذلك الذي طلّقته روحي )لمن باع وطني …
قدّستُ الجهاد في سبيل الله ؛ لإعلاء كلمة الله و قدّس(هو) الماسون و جاهد لإعلاء كلمة أمريكا وإسرائيل وبني سعود …
لم أكفّره ولم أمجّسه ولم أهندسه(نسبة للهندوس) ، ولم أسيّخه (نسبة للسّيخ ) وقد كفّرني ومجسني …
جعلني رافضية ولستُ برافضية ؛ ولم أجعله ناصبيا ؛ وقد شكّك وآمن ببعض الكتاب حين أحبّ محمدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(كما يدّعي) وإن لم يأتمر لأمره وينتهي لنهيه وكفر ببعض حين أبعد رسول الله عن عترته وقد قال الرّسول الأعظم ، فيهم :” مَن أحبّني أحبّ آل بيتي” .
ومع ذلك لم أشكّك في حبّه ومقدار ذلك الحبّ لآل بيت النّبوة الشّريف…
سخّر لسانه لخدمة من يقتل ويسفك الدماء ،ويتقاضى أجرة من تلك الدّول المعتدية على تضليله عن العدو الحقيقي وهو العدوان السعو صهيو أمريكي ؛ بينما سخّرتُ لساني في سبيل الله وتبيين أنّ عدوي ليس ابن بلدي الضّحيّة المظلوم المقصوف والمُعتَدى عليه من السعو صهيو أمريكا ، بل عدّوي هو المحتل …
بمعنى أنّ دمه سرت فيه دم الخيانة وسرّت في دمي الحريّة..
بمعنى أنّه انتصر للظالم وانتصرت ُأنا للمظلوم…
بمعنى أنّ روحه في وادٍ وروحي في وادٍ مضاد له …
ومن هنا أليس الطلاق الرّوحي بيننا هو الأبلغ ، والأوجب تسمية ومفهوما ؟
وهو طلاق واجب لكلّ حرّ أن تبرأ روحه من كلّ روح خبيثة ديوثة ؛انتزعت منها الإنسانيّة…
طلاق ليس فيه عدّة فكلّ خيانته وكلّ انضمامه لصف ّالمعتدي قد أخرجه من روح اليمن مِن أول يوم للعدوان على حجرها وترابها وشجرها وصخورها ومائها هوائها؛ فقد حلّل انتهاكها لذلك الغازي وبرّر له وانضربت غيرته كيماني وأصبح متصهينا متسعودا متأمركا ؛ بينما لازلتُ يمانيّة خالصة…
ولهذا فطلاق روحي لروحه هي براءة منه من اليوم إلى يوم الدّين ؛ والله على ما أقول شهيد