السلفية المدخلية تغزو مساجد الجزائر امام صمت المعنيين
شهارة نت – استطلاع / الجزائر :
رغم أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، ومنذ مجيئة إلى الوزارة الوصية، كان قد توعد ”السلفيين المدخليين” بحرب قادمة وتصفيتهم بسبب الخطر الذي يمثلونه من زرع للفتنة وهدم للمرجعية الوطنية ــ حسب تصريحاته ــ إلا أن هذا الوعيد لم يمنع أصحاب الفكر من النشاط جهارا نهارا في بعض مساجد الوطن، خاصة بالعاصمة وهو ما يثير تساؤلات كثيرة عن عمل الوزارة رغم تلقيها تحذيرات ورسائل من قبل رواد المساجد.
تؤكد مصادر على صلة بالملف أن مخاطر انتشار طائفة ”المدخلية” التي تحمل ولاء لدول مشرقية بعين ذاتها تعود على الجزائريين بالسلب بزرع الفتنة، مما يجعل خطر الانسياق ورائها أكثر من وارد من قبل الجميع، دون استثناء حتى أئمة الوزارة، بسبب غياب التشخيص الموضوعي والآليات الناجعة لمواجهة هذا الخطر الطائفي الذي دمر دولا بأسرها.
إمام مسجد بالعاصمة يهدد المصلين بالشتم ويستقدم أشخاص سلفيين للتأثير
وحسب رسالة موجهة إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى وصلت ”الفجر” نسخة منها، فإن تصرفات أحد أئمة العاصمة ممن ينتهجون المذهب ”المدخلي السلفي”، خرجت عن المألوف وبات الإمام مصدر قلق وإزعاج للمصلين، حيث يشير أصحابها إلى أن الإمام يتغيب عن الصلوات الخمس ولا يأتي إلى المسجد إلا يوم الجمعة، وكل من يخالفه يلقي درسا حوله، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك من خلال شتمه ويخاطب المصلين على المنابر بالقول ”أنتم ضد السلفية وضد المدخلية”. وتقول الرسالة ذاتها أن الإمام تسبب في تقسيم المسجد إلى عدة طوائف، والأدهى والأمر من ذلك أنه يأتي بأشخاص من خارج المنطقة يساندونه في منهجه، ويقول جهارا نهارا ”الشعب معي ويساندي في اتباع منهج السلفية”. ولذا يطالب المعنيون الوزير بالتدخل واتخاد الإجراءات اللازمة ضد هذا الإمام خاصة، ”وأنكم حاربتم الفكر في كل منابركم منذ قدومكم إلى الوزارة، وهذا رغم الرسائل المتكررة التي أرسلت إلى المعني بالأمر، تقول الرسالة. وإذا كان عامة الجزائريون يرفضون الطوائف المختلفة التي تراقبها أجهزة وسلطات الدولة بحذر شديد في ربوع الوطن، فإنها اليوم محيطة بلفيف من الطوائف التي يتسارع انتشارها يوما بعد يوم، وهو ما يجعل زرع الفتنة في المجتمع الجزائري أمر واقع مخيف، خاصة إذا وجدت هذه الطوائف من الجهلة من يساعدها في تحقيق أهدافها المنشودة.
فلاحي: ”المدخلية” أخطر من السلفية وأتباعها يسعون للانتشار أكثـر
ويؤكد المستشار الإعلامي السابق بوزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، أن عودة انتشار الطائفه أمر خطير جدا وحساس، حيث كشف بأنه تلقى نسخة من الشكوى التي أُرسلت للوزير، وطلب منه أصحابها التدخل عبر وسائل الإعلام للتحذير من هذا التيار السلفي المتطرف.
كما أبرز، فلاحي، أن خطورة المسألة تكمن في دعوة الشيخ المخلي مؤخرا، لإعلان الحرب على الإخوان، هؤلاء المهيكلين في حركة مجتمع السلم، وهو ما يعني محاولة زرع الفتنة والبلبلة بين الجزائريين، مشيرا أن هذا الأمر دفع بالوزير الوصي إلى الخروج عن صمته، حين استنكر ما تدعو له هذه الطائفة من باب زرع الفتنة داخل الجزائر، لاسيما وأن أتباع هذه الطائفة يخدمون علماء والخليج. كما أكد المسؤول السابق بالوزارة، بأن هؤلاء يحرمون العمل السياسي والنشاط النقابي والإضراب المكرسين في الدستور والقوانين، وهو ما يعني محاربة الجزائريين من خلال ضرب القانون، مشيرا أن هذا التحريم هو ما يفرقهم عن السلفية، بالرغم من أن هذه الأخيرة لا تقبل بمنكر إلا أنها أخف ضررا من الأولى، ليؤكد في الأخير بأن أتباع المدخلية متواجدين ويسعون لانتشار أكبر، وهو ما يهدد استقرار الجزائر المختلفة عن دول المشرق التي تعتد بالطوائف، رغم أنها تسببت في خراب دول بأسرها.
ويقود هذا الأمر إلى التساؤل هل بمقدور الوزير تحريك العدالة ضد الأئمة السلفية الوهابية والمدخلية الذين يطاردون الأئمة من مساجدهم ويحتقرونهم ويسفهونهم ويجهلونهم ويطعنون في عقيدتهم؟.
هذه هي المدخلية
المدخلية هي طائفة من السلفية الوهابية من أتباع الشيخ الدكتور ربيع المدخلي ظهرت خلال الفترة التي اجتاح فيها صدام حسين واحتل الكويت ومن أهم أفكارها عدم الخروج على الحاكم وتحريم المظاهرات والمسيرات والعمل الحزبي والنقابي وتكفير كل من يخالف منهجها في تفسير العقيدة الإسلامية ولكنها في الفترة الأخيرة أعلنت الحرب على الإخوان المسلمين في كل مكان لأنهم يرون بأن الإخوان يزاحمونهم في السلطة والنفوذ وفي المرجعية الدينية.