الكيان الصهيوني ونشر الفوضى في المغرب العربي
احتفل الشعب التونسي بذكرى انتصار ثورة العز و الكرامة ، الثورة التي جعلت تونس ديمقراطية في سياستها و منهجها الإجتماعي
لقد أثبتت ثورة الياسمين للعالم نجاح الإرادة الشعبية في تحدي الإستبداد ، كما أدرك الشعب التونسي معنى الحرية و كيفية بناء مستقبل ناجح في في كل المجالات التي تعيد لتونس الإستقرار و الإزدهار، إلا أن أحلام الشباب اصطدمت ببعض العرقلات التي سعت الحكومة التونسية لحلها مراراً خلال الخمس سنوات الماضية ،
و جاءت أزمة الإرهاب التي عصفت بعدة دول عربية لتؤرق الشعب التونسي و تدخله في صراع جديد لحماية الإستقرار التونسي من هذا الفكر المتطرف التكفيري ،
لقد غادر تونس آلاف الشباب اليافعين إلى سوريا و العراق و ليبيا ، و انخرطوا بتلك التنظيمات الإرهابية ، التي تنفذ المشاريع الصهيونية في المنطقة ، و بدأت المخاوف الشعبية تتصاعد بعد انتصار مدينة حلب السورية على الإرهاب ،
لقد عبر الشعب التونسي و بشكل قاطع عن رفضه لعودة هؤلاء الدواعش الذين تدربوا على قتل الأبرياء و سفك دمائهم الزكية ، و توالت الأحداث إلى مظاهر إحتجاجية تطالب بمنع كل إرهابي من دخول التراب التونسي و ذلك للحفاظ على استقرار البلاد من أية عمليات إرهابية ، لا يمكن أن نغفل عما يحدث الآن من إحتجاجات في بعض المدن التونسية في أيام إحياء ثورة الياسمين المجيدة ، و التي تطالب بتأمين فرص عمل و القضاء على البطالة ، ذاك الداء الذي تسبب بهجرة الآلاف من الشعب التونسي إلى أوروبا ، و ربما يعد أيضاً من الأسباب الرئيسية في انحراف الشباب الذين انضموا مع تنظيم داعش الإرهابي ، لقد عبرت كل الأحزاب السياسية التونسية عن رفضها لكل أشكال العنف و دعت إلى الوحدة الوطنية لمواجهة أي فكر يستهدف تلاحم و تكاتف المجتمع التونسي ،
و قد وعدت الحكومة بإيجاد حلول تخدم الشريحة الشبابية في المجال الإقتصادي ، و خصوصاً بعد الدعم التي تلقته الحكومة من دول عربية و أجنبية لإنشاء مشاريع إقتصادية تخدم مصالح الشعب ، و تحرز تقدما جوهريا في إيجاد فرص عمل كبيرة تحل أزمات كل شرائح المجتمع التونسي ، لا بد من الإنعطاف إلى ما تدبر له الأيادي الصهيونية في المغرب العربي و ذلك بع فشلها في سوريا و العراق و لبنان ، فقد كشفت عدة تقارير حول قيام هذا الكيان المستعمر بنشر جواسيس تم القبض عليها من قبل الأمن الجزائري ، و هذا يشير توجه هذا العدو بسلاحه التخريبي نحو هذه الدول ، و ما صرح عنه الكيان الصهيوني عبر وسائله الإعلامية في سعيه لتفتيت المجتمع الجزائري ، لحرف عقول الشباب عن فكر المقاومة ، كما صرح بأن الجزائر تشكل خطراً على مشروعه الإستيطاني في فلسطين المحتلة ، إذ تعد من الدول الرافضة للوجود الإسرائيلي على الأراضي المحتلة ،
كل هذه الأحداث تبين مساعي هذه الكيان الغاشم في نشر الفوضى في أية دولة تعارض و تقاوم سياسته و منهجه الإستعماري .