هل تملك الدول الخليجية رؤية لحل المشكلة اليمنية?
هذا السؤل يتبادر إلى ذهن المتابعين للشأن اليمني منذ أن أعلنت الدول الخليجية عن مبادرتها التي لم تصرح بها حتى الآن فقد قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الأمارات العربية المتحدة أن دول الخليج هي في مرحلة جس النبض وأن المبادرة الخليجية لم تتبلور حتى الآن نج ان رئيس وزراء قطر الذي هو وزير خارجيتها أيضا يصرح بأنهم يبحثون عن آلية تنحي علي عبد الله صالح هكذا وكأن الأمر مفروغ منه وكأن المبادرة قد تم الاتفاق عليها ولم يبقى على الآلية التي سوف تضمن تنفيذها أما بقية الدور فلا زالت صامته وحسنا فعلت لأن ما يظهر على السطح لا يبشر بخير ولا يتناسب مع التفاؤل الذي شعر به المواطنون اليمنيون عن الإعلان عن المبادرة .
إن دول الخليج معنية قبل غيرها بالشأن اليمني ولها الحق في أن تشعر بالقلق مما يجري فيه لأن أي قلاقل ستؤدي إلى حصول اختراق أمني لا شك فيه لدول الخليج وخاصة السعودية التي تملك حدود واسعة جدا مع اليمن وهي تخشى من أن تؤدي القلاقل في اليمن إلى امتدادها إليها خاصة وأن سكان الحدود السعودية اليمنية غير متجانسين مع نسيج المجتمع السعودي وهذا يؤدي إل سهولة التأثير عليه وجعله يتعاطف مع امتداده القبلي في اليمن وبالتالي خلق جو من عدم الأمن والاستقرار في السعودية وهذا الأمر يجعل من السعودية محور ارتكاز للمبادرة إلى أن يبدوا أن تصارع المصالح ولرؤى بين دول الخليج يجعل الرؤية الخليجية ضبابية بل ومفككة وغير متجانسة وكأنه خرقة تم رقعها بأكثر من خيط ويبدوا أن هناك عدم توافق بين الرؤية القطرية التي تبحث لها عن موطئ قدم في اليمن وبين الرؤية السعودية التي يفترض أنها الأكثر فهما وإدراك للوضع اليمني الهش القابل للتمزق والتشرذم فإذا كانت قطر غير مهتمة بوحدة وسلامة اليمن كونها بعيده عنه ولن تصلها شظاياه فغن الوضع السعودي مختلف تماما وهي سوف تكتوي بالنار اليمنية فيما لو أنفجر الوضع لا سمح الله .
إن اليمن بحاجة على تضافر جهود الأشقاء في موضوع إيجاد حل يرضي جميع الأطراف ولا يمكن أن يكون هناك حلا دون الجلوس إلى طاولة المفاوضات وبحث كل المواضيع ذات الصلة بالأزمة اليمنية وبدون وجود حوار وطني شامل يجمع جميع أطراف المشكلة اليمنية سيكون مصير أي مبادرة الفشل الذر يع إذا لم تلامس الواقع وتنطلق من رؤية واضحة لما تريد ان تصل إليه على أن تتفق مع القوانين والدستور اليمني الذي يجب أن يشكل مرجعية لجميع الأطراف.