أهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
خمسة أهداف تقف خلف التصعيد الاسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة? وارتكابها لجرائم حرب ضد الإنسانية? من خلال استهدافها المباشر للمدنيين الفلسطينيين? وقتلها أكثر من ثمانية عشر شهيدا?ٍ خلال ثمانية وأربعين ساعة? منهم نساء وأطفال وشيوخ? والأهداف الخمس هي:
1- مناورة ميدانية لقوات الاحتلال الاسرائيلي لاختبار القدرات الدفاعية
لنظام القبة الحديدية.
2- استكشاف قدرات حركة حماس العسكرية بعد عامين من حرب الفرقان (عملية
الرصاص المصبوب).
3- محاولة استكشاف المواقف السياسية اقليميا?ٍ ودوليا?ٍ في ضوء الثورات العربية.
4- تفعيل سياسة الردع الصهيونية.
5- حماية الائتلاف الحكومي المتطرف في اسرائيل.
نعم? اسرائيل أدارت عدوانها على قطاع غزة المحاصر لتحقيق اهداف سياسية
وعسكرية? ولكن هل نجحت اسرائيل في ذلك?
فالهدف الأول يتعلق باختبار منظومة القبة الحديدية? فحسب الاحصاءات
الاسرائيلية فقد أطلقت فصائل المقاومة 120 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون?
تمكنت منظومة القبة الحديدية? من اعتراض 8 قذائف صاروخية فقط? أي ما
نسبته 7% فقط? وهذا فشل ذريع لهذا النظام المكلف لخزينة الدولة العبرية?
وقد يكون هذا الفشل مبرر لقيادة الجيش الاسرائيلي للضغط على القيادة
السياسية للذهاب نحو التهدئة لدراسة اخفاقات القبة الحديدية في اعتراضها
للصواريخ والقذائف المحلية الصنع.
أما الهدف الثاني فيتعلق بجهاز الشاباك والذي يرغب في الحصول على معلومات
حول القدرات العسكرية لحركة حماس وفصائل المقاومة? ولم يحصل خلال الأيام
الثلاثة الماضية على ما يريد بل على العكس تماما?ٍ? مارست فصائل المقاومة
سياسة ضبط النفس? وقامت بضرب مواقع عسكرية بقذائف محلية? وهذا أفشل أحد
أهداف اسرائيل التي تقف خلف عدوانها وجرائمها.
والهدف الثالث وهو محاولة استكشاف المواقف السياسية اقليميا?ٍ ودوليا?ٍ?
فخرج الموقف المصري موحدا?ٍ لأول مرة حكومة?ٍ وشعبا?ٍ? فسقط العلم
الاسرائيلي عن سفارة اسرائيل بالجيزة? ووقف عشرات الآلاف أمام مبنى
السفارة يطالبون بطرد السفير الاسرائيلي? وهذا الحال أيضا?ٍ شهدته بعض
العواصم الاقليمية? فوصلت الرسالة لاسرائيل بأن الشعب الفلسطيني بات
اليوم ليس لوحده ولا يمكن لأحد الاعتداء عليه دون ردود أفعال تؤثر بشكل
مباشر على مصالح اسرائيل وأمنها في المنطقة.
أما الهدف الرابع وهو تفعيل سياسة الردع? فهذا الهدف سقط مع سقوط الأهداف
الاسرائيلية في حرب الفرقان? ولم يكترث الشارع الفلسطيني من وراء الجرائم
الاسرائيلية ضده? بل على العكس تماما?ٍ? أصبحت فصائل المقاومة تستمد
عزيمتها وديمومتها من عزيمة واصرار وقوة الشعب الفلسطيني المجاهد.
بينما الهدف الخامس والمتمثل في حماية الائتلاف الحكومي المتطرف في
اسرائيل? اعتقد ان حكومة اليمين المتطرف لم تحقق للمواطن الاسرائيلي أي
شيئ يذكر? سوى مزيد من العزلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية? وبذلك
لم يحقق الائتلاف اهدافه? وقد نكون خلال أسابيع او شهور امام انتخابات
اسرائيلية مبكرة.
هذا الفشل سيدفع اسرائيل إلى الذهاب نحو التهدئة? ووقف عدوانها وجرائمها
ضد الشعب الفلسطيني? والانصياع للرغبة الدولية والاقليمية لتهدئة الأمور
ووقف الجرائم الاسرائيلية? وقبول مبادرات تركيا ومصر وممثل الأمين العام
للأمم المتحدة السيد روبرت سيري? والتي جميعها تركز على وقف العدوان
الاسرائيلي ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني? وهذا الهدوء سيقابل بهدوء من
قبل فصائل المقاومة الفلسطينية? كونها هي ملتزمة بالتوافق الوطني حول
التهدئة.
Hossam555@hotmail.com