دفة بلا ربان
– من منا لم يصدم! ابتداء بالموت سارق الأحبة وانتهاء?ٍ بمن خطط لحلمه فسقط مخططه ذاك ليزهق مستقبله مرورا?ٍ بمن حب ولم يطل شيئا?ٍ.
– الأزمات بصدماتها تفعل فينا احد أمرين : إما أن تقتلنا بأشكال متعددة وإما أن تبرز أفضل ما فينا .
– قد يتساءل القراء ما لذي حدا بي أن استهل مقالي بكلام محبط? ولأصدقكم القول لو كنت اقرأ هذا المقال لأحدكم لفعلت ? ربما لكون التغيرات التي أصبحت تطرأ علينا على صعيد الفرد والجماعة والوطن والمواطن أصبحت كثيرة ومتنوعة وسريعة فإنها تحتاج لحلول تشبهها من حيث التعقيد والتنوع لكنها أكثر مرونة كتلك التي يمتاز به العمر وهو يتسلل من بين أيدينا حلول يقودها ربان حاذق.
– عندما نمر بأي شارع من شوارعنا ونجد شاب قد لفظه عقله ليفترش الطريق في هيئة رثة أو عندما نسمع أو نقرأ عن شباب وشابات ينهون أعمارهم وهي لازالت في بدايتها إما بالانتحار أو بالإدمان ?بالتطرف أو حتى بالتعاقد مع الشيطان فان سؤال أوحد مهما اختلفت صيغه هو الذي يجمعنا – مع أننا عرب قلما نجتمع- ما الذي دهى هؤلاء أو ما الذي أفضى بهم إلى هذا المآل? وكما أن السؤال كان موحد ومؤكدا?ٍ فان الإجابة شبه المؤكدة هي سوء إدارة الأزمات لدى هؤلاء. هم في الحقيقة ضحايا للأسر التي أهملت مع اهتمامها بتوفير المطعم والمشرب والمسكن أهملت إطعام أبنائها معنى الحياة وقيمتها ? أهملت تلقينهم أن الطريق ليست معبدة دائما وان الزهور دائما ما تحمل الأشواك المدمية ?أهملت تلك الأسر الاستفادة من كل موقف يمر بها أو بغيرها مهما كان صغيرا وبكل أزمة مهما كانت كبيرة لتعليم أولادها من خلال المواقف الكيفية الواقعية لتعامل مع أزمات حياتهم.
– هؤلاء الشباب والشابات هم ضحايا قصور النظم التعليمية التي اكتفت بتلقين هؤلاء كيفية جمع ما يفضلون دون أن تعلمهم أن هناك دائما ما يطرح أرضا هذه الفضليات ?علمتهم أن القسمة لابد أن تكون عادلة في كل الأحوال ضاربة باحتياجات السوق الفعلية للأيد العاملة الحرفية والتخطيط الأمثل عرض الحائط.
– هؤلاء الشباب والشابات هم ضحية تقصير الخطاب الديني لدى بعض العلماء. فقد أوغل البعض منهم في زرع الأمل دون الأخذ بالأسباب حتى أصبح الشباب مؤمنين بان قيام الليل والاستغفار فقط دون عمل ولا تخطيط ولا جهد كفيلان بان يجعلا السماء تغدق في عطائها.
– و أولا وأخيرا فان هؤلاء الشباب والشابات هم ضحايا أنفسهم لأنهم أصبحوا ابنائنا.
– همسة:
– جداتنا الأوائل كلهن بدون استثناء يمارسن التوليد بكل جدارة وربما بدون كل وربما لذلك كن? أكثر تقدير?ُ منا لقيمة الحياة فمن منا نحن جيل البنات أو حتى الحفيدات تستطيع توليد غيرها ولا أقول نفسها? وربما لذلك لم نسمع أن إحداهن قد أقدمت على الانتحار.