حلب والدور الجديد لتركيا وقطر في المنطقة!!
النصر الكبير الذي حققه محور المقاومة في حلب بدحره للإرهابيين خارج أسوارها أجبر الأميركيين على اتباع خطة عمل جديدة في المنطقة ففي سياق هذه الخطة قام الأميركيون بتبديل أدوار اللاعبين في المنطقة وذلك بهدف خلق حالة من التوتر والقلق في سوريا ولتوفير الأرضية المناسبة لتحقيق نصر سياسي بعد خسارتهم الفادحة على الميدان حيث تلعب كل من قطر وتركيا أحجار الأساس في هذه الخطة الجديدة
وبموجب الخطة الجديدة تقوم تركيا (بأوامر من الولايات المتحدة) بالعمل على خلق شرخ بين محور المقاومة وروسيا وذلك من خلال التقرب من الأخيرة وهذا ما شهدناه من خلال اتفاق الروس والأتراك على إخراج أكثر من 40 ألف إرهابي مع عوائلهم من مناطق حلب الشرقية وأيضا إعلان هدنة وقف إطلاق النار في سوريا من دون علم ايران والحكومة االسورية. كما تهدف الخطة الجديدة إلى تحويل بوصلة الروس عن محور المقاومة وإيجاد حالة من التوتر وخلافات في وجهات النظر بما يخص مستقبل سوريا (وبالأخص مستقبل بشار الأسد) وتسليط الضوء على هذه الخلافات الواهية من خلال الأسطول الإعلامي الضخم الذي تمتلكه الولايات المتحدة في سياق سعيها إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من المجموعات الإرهابية وذلك بعد سقوطها كأحجار الدومينو أمام ضربات الجيش السوري وحلفائه والحيلولة دون إبادة هذه المجموعات بشكل كامل من خلال طرح هدنات لوقف إطلاق النار.
وعلى الضفة الأخرى يظهر دور قطر في الخطة الجديدة فقطر منذ بداية الأزمة في سوريا وهي تعتبر الداعم المالي الرئيسي للمجموعات الإرهابية في سوريا (وبالأخص جبهة فتح الشام) وتعود الآن إلى لعب نفس الدور من خلال تجهيز وترميم القدرات العسكرية للمجموعات الإرهابية لتسترجع قواها من جديد وتحقق انتصارات على الأرض وهنا يأتي دور تركيا مرة أخرى في التلاعب بروسيا في المباحثات السياسية (وبالأخص مباحثات آستانه) وإجبارها على تقديم الكثير من التنازلات.
الجدير بالذكر الخطة الخبيثة التي تتبعها تركيا من خلال تقربها من روسيا واستغلالها للوضع في مصلحتها فهي من ناحية تقوم بالتقرب من الروس وإظهار نفسها بأنها تسعى إلى إيجاد حل سلمي وإنهاء الصراع في سوريا (على الرغم من عدم إعطاء تركيا توضيحات لروسيا حول اغتيال سفيرها في انقرة نجد أن روسيا تشارك تركيا في ضرباتها الجوية ضمن عمليات درع الفرات في الشمال السوري) ، وأيضا تسعى إلى فصل الروس (على الأقل في وسائل الإعلام) عن ايران وسوريا وخلق فجوة بين الأولى ومحور المقاومة. ومن ناحية أخرى استطاعت تركيا أن تخدع القطريين والسعوديين لتطرح نفسها بقوة على الساحة السياسية بعنوان أهم لاعب سياسي هذه الأيام وحتى داخل الأوساط المعارضة للدولة السورية وكانت ناجحة في هذه الخطة إلى أبعد الحدود كما أنها استطاعت أن تقود الأسطول الإعلامي للمعارضين والذي من أهم إنجاراته هو الهجوم على روسيا واتهامها بارتكاب جرائم حرب وجنايات ضد الانسانية في حلب!!!.
والآن لا يسعنا سوى أن ننتظر ونراقب إن كان سعي ايران وسوريا لتنبيه الروس بخطة الأميركيين الجديدة واستغلال الأتراك لها سيصل إلى نتيجة أم لا..