سيسيل دوفيل : لأبوظبي تاريخ حافل بالتعاون مع اليونسكو
انطلقت صباح امس الأحد في أبوظبي أعمال ورشة العمل الهادفة إلى بناء القدرات الوطنية العربية في مجال صون التراث الثقافي غير المادي للبشرية? بمشاركة المكاتب الإقليمية لليونسكو و36 خبيرا ومتدربا من دولة الإمارات ومعظم الدول العربية.
وتهدف ورشة تدريب المدربين في العالم العربي? والتي تستمر لغاية يوم الخميس القادم? إلى إعداد كوادر وطنية مدربة على الأساليب الحديثة في جمع وتوثيق التراث الوطني ضمن قوائم جرد خاصة لكل دولة? في إطار استراتيجي?ة تتبناها منظمة اليونسكو لبناء القدرات? وتبادلها بين الدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية 2003 م المتعلقة بصون التراث الثقافي المعنوي.
وافتتح الورشة سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث? حيث رح?ب بضيوف دولة الإمارات في بلدهم الثاني? المشاركين في ورشة تدريب المدربين? التي تشكل رافدا?ٍ جديدا?ٍ للإنجازات المشتركة بين دولة الإمارات ومنظمة اليونسكو? والتي نسعى بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة لتعزيزها? وفتح آفاق جديدة لتطويرها.
وذكر أن اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي? شكلت علامة بارزة في جهود اليونسكو الدؤوبة من أجل حماية التراث الثقافي الحي في العالم? ومنذ هذا التاريخ لم تتوقف جهود قسم التراث غير المادي لبلوغ هدفين أساسيين هما: حث الدول على التصديق على الاتفاقية? واختيار أفضل السبل لتنفيذها. ولعل ورشة العمل هذه هي من بين الوسائل الكفيلة بخدمة هذين الهدفين البارزين.
وأكد أن? غنى وتنوع التراث في العالم العربي? وبخاصة?ُ التراث غير المادي منه? يتطلب من الدول العربية الإسراع?ِ في حصر عناصر التراث وتنظيمها في قوائم جرد?ُ خاصة? ومن ثم تسجيلها في القائمة التمثيلي?ة لعناصر التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو? مع التذكير أن عددا?ٍ كبيرا?ٍ من هذه العناصر تتوزع في دول?ُ عربية?ُ عديدة? الأمر الذي يستدعي ترشيحها لليونسكو على شكل ملفات مشتركة? تبرز الوحدة الجغرافية? والتاريخ المشترك والإنجازات الحضارية للعالم العربي. ومثالنا في ذلك ملف الصقارة الدولي? الذي قمنا بإعداده بالاشتراك مع عدد من دول العالم? أو ملفا العي?الة والتغرودة اللذان ر?ْش?حا في الشهر الماضي باسم دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
وأعرب عن ثقة كبيرة بالجهود التي تبذلها اليونسكو للتعريف بالتراث الإنساني وحفظه لأجيال المستقبل? ورغبة صادقة وأكيدة بتطوير تواصلنا مع منظمة اليونسكو لخدمة أهدافنا المشتركة? وهنا لا بد من الإشادة بالفرص التي وفرتها لنا المنظمة لترجمة صفحة التراث المعنوي على شبكة الانترنت إلى اللغة العربية? وترجمة عدد من الإصدارات الخاصة بقسم التراث غير المادي في اليونسكو إلى العربية أيضا?ٍ بهدف التعريف بالإنجازات الكبيرة التي تقدمها اليونسكو للثقافة الإنسانية? ولدينا الاستعداد الكامل لمتابعة مسيرة هذا التعاون إلى أبعد الحدود في سبيل تحقيق أهدافنا المشتركة.
من جهتها أعربت السيدة / سيسيل دوفيل / عن سعادتها بعقد ورشة العمل هذه في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات? وقالت إن? لأبوظبي تاريخ حافل بالتعاون مع اليونسكو? فالجميع يذكر اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للدول الموقعة على اتفاقية 2003? والذي ع?ْقد في أبوظبي في سبتمبر 2009 ووصف بأنه اجتماع ” غير عادي ” ? وربما هو الاجتماع الأكثر نجاحا ضمن اجتماعات اليونسكو? ونتج عنه الإعلان عن عناصر جديدة في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية.
كما أشارت دوفيل إلى أن? دولة الإمارات كانت عضوا من ضمن 6 أعضاء من مختلف أنحاء العالم? حيث وضع شارك خبراؤها في وضع اللبنات الأساسية للاتفاقية? وكانوا سباقين في هذا المجال? حيث شارك خبراء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في وضع أسس تقييم ملفات الترشيح.
كذلك أثنت السيدة سيسيل دوفيل على دعم دولة الإمارات ممثلة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث? في دعم جهود اليونسكو في مختلف أنحاء العالم? حيث سيتم تنفيذ مشاريع عديدة في مجال صون التراث في عدد من الدول العربية بتبرع من الإمارات.
كذلك فقد أشادت السيدة سيسيل بدعم أبوظبي لمشروع ترجمة مطبوعات اليونسكو إلى اللغة العربية? وكذلك الإشراف على القسم العربي في الموقع الإلكتروني للتراث غير المادي في اليونسكو.
بعد ذلك تناولت رئيسة قسم التراث غير المادي الملامح الرئيسية لورشة العمل م?ْحد?دة أهدافها? والغرض منها? وأهميتها? حيث تتناول أساليب كسب العديد من الدول للتوقيع على اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية. تطبيق الاتفاقية على المستوى الوطني. إعداد قوائم جرد التراث الثقافي غير المادي? وأساليب مشاركة المجتمعات المحلية في ذلك. الترشيح للقائمة التمثيلي?ة للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل. دور المنظمات غير الحكومية في حفظ وصون التراث.
وكان د.ناصر الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقاف