5384 جنوبياً بين قتيلٍ ومصاب ومشرَّد خلال 2016م نتيجة الاحتلال
شهارة نت – تقرير / يوسف فارع
منذ أن خرَجَ الجيشُ واللجانُ الشعبية من عدنَ والمدن الجنوبية التي كانوا يفرضون الأمن وتنظيم الحياة الأمنية فيها دخلت تلك المدن في دوامة إرهاب هادي والتحالف وأَصْبَـح دمُ الجنوبيين ينزفُ في كُلّ نهارٍ وليل يمر على الجنوبيين، مستهدفين كُلّ الجنوبيين بمختلف فئاتهم وطبقاتهم دون استثناء حتى من وقف في صفهم وساندهم وانتهت مهمته وصلاحيته كما يفعل كُلّ غازي ومحتل في البلد الذي يسيطر عليه.
أَصْبَـح الجنوبيون وأرضهم وثرواتهم لقمةً سائغة للدول الغازية بعد محاولات عديدة أهمها دعمهم لانْقلَاب 1994م الذي وقفت خلفه مملكة الشر والإرهاب “السعودية” وسبقها تصفية الرؤساء الجنوبيين واحداً تلو الآخر لتجعل تلك الدول الجنوب في وضع عدم الاسْتقرَار خصوصاً بعد أن استطاع الشعب طرد المحتل البريطاني واتجه لبناء بلده واستثماره والنهوض به.
خرج الجيشُ واللجان الشعبية من بعض المدن الجنوبية تاركين ورائهم ثغرة يستخدمها هادي والدول الغازية في صالح الأمريكان لن تسد تلك الثغرة الا بعودتهم ولن تنتهي مطامع تلك الدول الا بكسر هيبتهم على ايدي الجيش واللجان الشعبية وبمساندة الشعب.
في العام الماضي الذي يعتبر السبت31-12-2016م آخر يوم فيه، سقط الآلاف من الجنوبيين بكافة مستوياتهم “قادة ومسؤولين, عسكريين ومدنين, شباباً وشباناً، رجالاً ونساءً” قتلى وجرحى نتيجة الاحتلال الغاشم الذي داهمهم وغزا أرضهم وبلدهم واستوطن بها، مستخدماً في ذلك أساليبه الماكرة بشتى أنواعها “الإرهاب والعمليات الانْتحَارية, الاغْتيَالات والاشْتبَاكات المسلحة, مداهمات قواتهم لمنازل المواطنين, التجنيد والزج بالشباب الجنوبي إلى الجبهات المشتعلة بالرضى أَوْ القوة.. “.
ورغم التداعيات التي اتخذها هادي والدول الغازية من أَجل تهدئة الجنوبيين والاستيلاء على أرضهم وثرواتهم الا أنه مؤخراً ضج الجنوبيين بعد ما حل بهم الويلات والنكبات على ايدي الغزاة والمتآمرين.
نعم يضج الجنوبيين من هادي وَأساليبه التي اتاحت للدول الغازية الفرصة لاحتلال الجنوب لأن من ابرز نتائج هادي والدول الغازية أن قتل ما يقارب 150 جنوبياً خلال عام نتيجة الاغْتيَالات والاشْتبَاكات المسلحة والجثث المجهولة وضحايا لمناصب ومطامع اتباع الغزاة ومن القيادات الجنوبية التي تم تصفيتهم بهذا العام العقيد الجعري والإسرائيلي وعلي صالح اليافعي، والعقيد عيضة الدقيل، والشيخ عبدالرحمن الراوي، والقائم بأعمال مدير شرطة المرور بعدن العقيد (مروان عَبدالعلي).. إلى غيرها من عمليات الاغْتيَالات.
ومن ابرز الجرائم التي تم تصفيتهم من قبل جهات مجهولة ولم يتم الحصول الا على جثثهم مرمية دون معرفة وواقع الجريمة جثتي حسين الوحيشي وشقيقه حيث تم الحصول على جثثهم في المنصورة بعدن, كما تم العثور على جثة أحد افراد النقاط الأمنية الممتدة على طريق صبر بلحج وعدن مرمية بمزرعة واقعة على طريق صبر, وتم العثور3 جثث مرمية بمعسكر الدفاع الجوي بعدن يوم السبت الموافق 27-2-2016م لم يعرف هويتها ولم يعرف مرتكب الجريمة.. وهناك جثث آخرين تم الحصول عليهم أَيْضاً
والاشْتبَاكاتُ المسلحة كان أبرزها اشْتبَاكات المعاشيق الأولى والثانية ومعارك كريتر وخور مكسر وما معارك جولة كالتكس في المنصورة منهم غير بعيد حيث اسفرت تلك المعارك عن سقوط عشرات القتلى وعشرات الجرحى الآخرين.
أما العمليات الانْتحَارية فقد سادت الساحة الجنوبية وفتكت بالأرواح حيث أسفرت عن مقتل وجرح أَكْثَر من 500 جنوبي خلال هذا العام كان أبرزها العمليات الانْتحَارية الثلاث التي نفذت في معسكر “الصولبان” في عدن التي صار ضحيتها ما يقارب 140 مجند جنوبي وجرح أَكْثَر من 200 آخرين.
ومن العمليات أَيْضاً تفجير معسكر راس عباس في البريقة بعدن حيث راح ضحيتها نحو 14 جنوبياً وجرح 61 آخرين، وأسفرت العملية الإرهابية التي استهدفت معسكر النجدة بالمكلا عن مقتل ما يقارب 50 جنوبياً وجرح العشرات الآخرين كما سقط 14 جنوبياً و31 جريحاً إثر انفجارين إرهابين استهدفا نقاط أمنية في المكلا حيث تمت مهاجمة نقطة الغبر بسيارة عازلة مفخخة وكذا تم مهاجمة نقطة بروم بباص مفخخ
واستهدفت سيارة مفخخة يقودها أحد الانْتحَارين تجمع لمجندين أمام بوابة مدرسة السنافر بحي السنافر في عدن حيث انفجرت في تجمعهم مسفرة عن سقوط أَكْثَر من 60 قتيلاً وعشرات الجرحى الآخرين, كما سقط 4 قتلى و14 جريحاً في مدينة الحبيلين بلحج إثر انفجار سيارتين مفخختين للقطاع العسكري الغربي بالمدينة.
وسقط أَمَـام منزل اللواء عبدالله الصبيحي ما يقارب من 45 مجنداً وجرح العشرات الآخرين في تفجير انْتحَاري استهدفهم اثناء تجمعهم لاستلام مرتباتهم.
ومن ابشع الجرائم التي ارتكبت بحق الجنوبيين أَيْضاً اسْتهدَاف دار المسنين بمدينة الشيخ عثمان محافظة عدن أدى إلى مقتل 16 منهم بينهم 5 ممرضات هنديات يقمن بخدمتهم حيث هز صدى الجريمة اليمن بأكمله وشهد استنكاراً واسعاً في أوساط المجتمع.
وحمى الضنك قد لعب دوره في الجنوب فقد رصد ما يقارب 1620 حالة مصاب بينها 17 حالة وفيات في محافظة شبوة بينما تعاني المستشفيات من نقص الأدوية بل انعدامها احياناً لهيمنة الغازي على المنافذ ومنعه التجار ومستوردي الأدوية من توريدها تركيعاً وإذلالاً للجنوبيين.
وأثار تجنيد الغزاة للشباب الجنوبي والزج بهم في القتال ضد الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات منها مارب ونهم والجبهات الحدودية غضب الجنوبيين، حيث أوشك الجنوبيين على حمل سلاحهم ومواجهة هادي والغزاة وصار ضحية التجنيد ما يقارب 3100 جنوبي بين قتيل ومشرد وجريح، حيث جندت الدول الغازي بدايةً 1600 جنوبي وتم الزج بهم إلى جيزان ونجران ومأرب بقيادة جنرال الحرب علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح والفكر الوهابي التكفيري، كما تم تجنيد 3000 جنوبي آخرين لكن رفض 1500 جنوبي الذهاب لقتال الجيش واللجان الشعبية بينما اختفى الـ1500 الآخرين الذي من المحتمل الأَكْبَر أن يكون تم الزج بهم في قتال الجيش واللجان الشعبية خلال التصعيدات العدوانية الأخيرة
هذه الخسائرُ في الجنوب خلال هذا العام فيما يخص الضحايا البشرية ولكن لا ننسى اسْتهدَافَ الثقافة والفن والمعالم التأريخية من قبل الدول الغازية؛ لأنها في نصب عينهم وتزعجهم حضارة اليمن وتقدمه، فقد شوّه بصهاريج عدن وسرق كرسي الملكة “إليزابيت” من عدن وهدمت القباب التأريخية في حضرموت ولحج.
رغم الظروف التي يمر بها اليمنيون في ظل العدوان السعودي الأمريكي عليهم الا أن نضالهم وتضحياتهم مستمرة لطرد الغازي وكسر شوكته ففي العاجل القريب سيتم طرد المحتل من جنوبنا وسيعود حراً كما كان حراً وسيحاكم كُلّ الخونة والعملاء.