سؤال ـ متى انتصر الجيش السعودي؟
بقلم / أحمد الحباسى
غبى و لا يصدر إلا عن صبى سعودى غبى، هذا ما جاء على لسان كبار المتابعين بعدما استمعوا لتصريح غبى من ممثل نظام المافيا السعودى فى الجامعة العربية او ما تبقى منها مستهزئا متسائلا فى استهزاء حقير و غبى : متى كانت اخر انتصارات الجيش السورى ؟ فى سنة 1967 على ما أظن …هكذا قال الغبى السعودى الذى نتعفف حتى عن ذكر اسمه، طبعا من الواضح أن الغباء موجود بالوراثة فى العائلة السعودية الحاكمة و من الواضح أنه لا أحد من هذه العائلة المسخرة متفوق على الاخر إلا بمزيد من الغباء ، فهذا الاهطل لا يقرأ التاريخ و هى عادة عند أمراء ال سعود و لا يفهم الواقع و هى عادة غباء مستعصية عند أبناء العائلة الحاكمة ، أولا لان تاريخ السعودية لا يحمل إلا الأصفار و حكايات الخيانة و الركض وراء العمالة للصهاينة و الانكليز ، ثانيا لان تاريخ سوريا و جيشها كله تاريخ انتصارات ، صحيح أن حرب 1967 لم تكن نصرا لكنها لم تكن هزيمة للجيش السورى فالخيانة المصرية الغير المتوقعة و تداعيات القرارات العسكرية الخاطئة التى تمت على كل جبهات القتال المصرية اضافة الى خيانة الملك حسين و سرعة سقوط الجبهة الاردنية قد حملا الجيش السورى أكثر من طاقته فى ظرف وجيز و جعل القدرات العسكرية الصهيونية المتطورة و الهائلة تركز على الجبهة السورية فقط و تنتزع شبه انتصار رغم المقاومة و الرد العنيف و البطولى للجيش السورى .
من الواضح ان انتصار الجيش السورى فى حلب لم يكن متوقعا حتى بالنسبة لأكبر و اكثر المتفائلين فى الخليج ، بطبيعة الحال هذا الامر منطقى لان النظام السعودى لم يقدر على انتزاع انتصار فى اليمن رغم عدم التوازن بين الجبهتين المتصارعتين ، فالنظام يملك ترسانة حربية مرعبة تواجه بعض الثوار المتسلحين بما يشبه الاسلحة البدائية و مع ذلك عجز الجيش السعودى و حلفائه القتلة عن الصمود و قهر الارادة الشعبية اليمنية و هذا لأكثر من عام من بداية الضربات الجوية السعودية فى اليمن فى حين تحقق الانتصار السورى فى أقل من شهر و هو ما شكل معجزة عسكرية ستدرس فى الكليات العسكرية فى حين سيدرس الفشل السعودى فى اليمن فى الكليات الخليجية المتعودة على الفشل و الهزائم.
المثير فى الموضوع أن النظام الفاسد فى السعودية يظن أن بمقدوره مجابهة القوة الايرانية و بمقدوره أن يهاجم سوريا و هو عاجز مثل هذا العجز المثير للسخرية فى اليمن ، بطبيعة الحال لم يتفطن النظام الى ارتدادات الفشل فى اليمن و لا الى ارتدادات انتصار الجيش السورى فى حلب لأنه نظام لا يفكر و لا يتعقل رغم عديد الصرخات المتعقلة التى صدرت عن بعض الامراء من حاشية النظام نفسه و التى طالبته باتخاذ قرارات مؤلمة بعدما لاحظت حالة الفشل التى تعيشها الدبلوماسية السعودية فى كل المجالات اضافة الى فشل الحروب التى تخوضها المملكة العميلة خدمة للصهيونية العالمية و التى تسببت فى عجز غير مسبوق فى الخزانة السعودية .
من الممكن و بل من المؤكد ان هزائم الجيش السعودى فى اليمن لا تأخذ حظها فى الاعلام العربى و العالمى نتيجة ما تسلطه المملكة من ضغوط و من رشاوى دفعتها الى شركات اعلامية كبرى لتلميع صورتها و التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة اليها و بالأساس فى خصوص جرائم الحرب و الجرائم ضد الانسانية التى ترتكبها القوات السعودية ضد المدنيين فى اليمن لكن الجميع اليوم يتحدث عن ما لحق هذه القوات من اهانات و ضربات مذلة بعد ما تم اختراق قواعد هذه الجيش و تنفيذ عمليات موجعة داخل الاراضى السعودية مما اجبر الجنود و الضباط على الهروب منها ليبقى السؤال لماذا يتكتم النظام على هذه الضربات الجراحية التى انهكت معنويات قيادته العسكرية العميلة للصهاينة و اربكت تنفيذ المخطط الصهيونى المرسوم لليمن؟ لماذا لا يوفر على نفسه مزيدا من الضربات و الهزائم اليومية التى تزيد من سقوط هيبته و عزلته داخل محيطه الخليجى الاسن نفسه ؟
مصادر عسكرية أجنبية تتحدث عن حالات فرار للجنود و الضباط من مناطق القتال و حالات استسلام غير منتظرة تحاول القيادة السعودية التعتيم عليها بكل الوسائل حتى لا تثير الرأى العام الداخلى الذى يتساءل من البداية عن جدوى هذه الحرب و عن طولها و استمرارها كل هذا الوقت رغم ما تطلقه وسائل الاعلام السعودية من وعود بقرب نهايتها .
يتفق الملاحظون أن الجيش السعودى هو من أضعف الجيوش العربية لأنه لا يملك عقيدة قتالية و لم يخضع للتدريب الكافى الذى يؤهله لمواجهة اى خطر و بالذات تنفيذ السياسة العدوانية للمملكة، يسترجع البعض الذاكرة ليقول ان هذا الجيش لم يكن قادرا على قيادة حرب ضد سوريا لفرض ما سمى بالمنطقة العازلة رغم كل الضجيج الاعلامى الذى اطلقه العميل الراحل سعود الفيصل و هذا دليل على ان هذا الجيش هو مجرد جيش استعراضات موسمية لا يستطيع الخروج من دائرة جيش المناسبات الداخلية، يعانى هذا الجيش كغيره من الجيوش الخليجية الفاقدة للحس الوطنى و العربى من هشاشة على المستوى النفسى تمنعه من تنفيذ واجباته القتالية و لذلك تم انشاء مركز صحى تابع للقوات المسلحة لترميم معنويات الجنود الفارين من اليمن او الذين تعرضوا الى صدمات بفعل الضربات النوعية التى ينفذها الشعب اليمنى ضد القوات السعودية الغازية، بل هناك من يقول أن ” النجاح ” الوحيد الذى سجله الجيش السعودى هو نقله للحرب من اليمن الى داخل الاراضى السعودية المتاخمة للحدود بينه و بين جاره اليمنى بما سيشكل بؤر توتر متواصلة ، فى النهاية يتفق الكثيرون فى السعودية ان النظام قد قاد جيشه المتواضع الى محرقة خاسرة لم يتحقق فيها اى هدف سوى انهاك الخزانة السعودية و تهاوى الجيش المهزوم تحت الضربات الموجعة للقبائل اليمنية الغاضبة و بالنهاية يقول مغرد ان الجيش السعودى محكوم عليه ان يحفظ فى مكان بارد بعيدا عن أشعة الشمس اليمنية حتى لا يتحلل ، و السؤال ، متى سينتصر الجيش السعودى .
بانوراما الشرق الأوسط