وسائل اعلام عربية: تعزيز الدعم الروسي الصيني لأنصار الله
شهارة نت – وكالات :
في الوقت الذي تشتعل فيه الساحة اليمنية، وتتعنت الأطراف المتنازعة على طاولة المفاوضات، وتعجز القوى الدولية عن الوصول إلى أي توافقات سياسية تُخرج السعودية من المستنقع اليمني، تحاول الأطراف اليمنية وخاصة حركة أنصار الله الحصول على دعم دولي، يكون في مواجهة الضغوط الأمريكية الأوروبية المتوافقة مع الموقف السعودي في اليمن، فلم تجد أفضل من التوجه إلى المعسكر الروسي الصيني.
استقبل مبعوث الرئيس الروسي الخاص بالشرق الأوسط ودول إفريقيا، ونائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، في موسكو، وفد حركة أنصار الله اليمنية برئاسة، محمد عبد السلام، وضم الوفد عضوي الحركة البارزين “حمزة الحوثي” و”مهدي الشماط”، حيث أجرى الوفد سلسلة لقاءات مع المسؤولين الروس.
ونقلت صحيفة البديل عن مصادر مواكبة للزيارة إن الحوار ركز بشكل أساسي على الأزمة السياسية الداخلية في الجمهورية اليمنية، وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إنه لوحظ أن التوصل لتطبيع الوضع في الجمهورية اليمنية ممكن فقط بالطرق السلمية، من خلال حوار وطني واسع، يأخذ بعين الاعتبار اهتمامات الأطراف السياسية الأساسية جميعًا. وخلال اللقاء أكد “بوغدانوف” دعم بلاده للحل السياسي وجهود المبعوث الاممي، كما جدد موقف بلاده الرافض للحل العسكري.
وفي ذات الإطار أشار بيان وزارة الخارجية الروسية إلى أنه حصل نقاش مفصل تناول أفق التوصل لتسوية على أساس خارطة الطريق التي وضعها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتم التشديد خلال اللقاء على أهمية اتخاذ التدابير العاجلة؛ لضمان وقف إطلاق نار طويل الأمد، ومعالجة الوضع الإنساني، وكذلك النضال الفعال ضد المجموعات الإرهابية العاملة على أرض الجمهورية اليمنية.
من جانبه قيّم وفد أنصار الله المقاربة الروسية المناسبة، ودعوا روسيا لمواصلة جهودها الحثيثة الموجهة باتجاه حث المشاركين في الصراع اليمني للتخلي عن المواجهة العسكرية، ومعالجة المشاكل الحادة الأخرى التي يواجهها اليوم اليمن وشعبه، وأكد رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، أن اللقاء كان مهمًّا ومثمرًا.
تأتي هذه الزيارة بعد أقل من أسبوعين من زيارة مماثلة أجراها وفد أنصار الله أيضًا للصين بدعوة من قيادتها، ففي مطلع ديسمبر الجاري عقد وفد أنصار الله برئاسة ناطقها الرسمي، محمد عبد السلام، وعضوية مهدي المشاط وحمزة الحوثي، مباحثات مع عدد من المسؤولين الصينيين في العاصمة بكين، وفي مقدمتهم مدير عام دائرة شؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، دنغ لي، الذي أقام مأدبة عشاء على شرف الوفد، وتناولت المباحثات حينها عددًا من المواضيع والقضايا ذات العلاقة، خاصة ما يمر به اليمن من ظروف صعبة خلال المرحلة الراهنة.
وخلال الزيارة تم التطرق إلى الجوانب الإنسانية والعسكرية والسياسية في هذا الشأن، وفي مقدمتها المسار التفاوضي والمستجدات والتطورات التي يمر بها مؤخرًا، كما عرض الوفد الوضع الإنساني والسياسي ومسار المشاورات منذ لحظاتها الأولى، وما رافقها من تعقيدات وإرهاصات وتحولات، وصولًا إلى اتفاق مسقط وخارطة الأمم المتحدة التي قدمها مبعوثها الخاص إلى اليمن، ومواقف دول العدوان التصعيدية على المستويين الإنساني والاقتصادي. وأكدت مصادر مواكبة للمفاوضات، أن اللقاءات والمباحثات كانت إيجابية ومثمرة، وأن اللقاء كان وديًّا وإيجابيًّا للغاية.
وحينها عبر وفد أنصار الله عن شكره للقيادة الصينية على ما تبديه من اهتمام ملحوظ بالاستقرار في اليمن وتعزيز العلاقات الثنائية وتحسين علاقاتها بالشعب اليمني بكل مكوناته وفئاته، وكذلك بشعوب المنطقة العربية والإسلامية، من خلال سياستها التنموية والاقتصادية، بعيدًا عن الأجندة العسكرية والهيمنة وفرض النفوذ والتدخل في شؤون بلدان المنطقة.
إجراء الزيارتين في نفس الشهر، وفي الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات اليمنية، ويعجز فيه المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن الوصول إلى أي من الحلول السياسية أو تفعيل أي هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، رأى فيه مراقبون أنه محاولة من وفد أنصار الله للتقارب مع روسيا والصين، اللتين تملكان حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، وكذلك نفوذًا واسعًا في المنطقة، خاصة أن الدولتين تتبنيان مواقف متشابهة أو ربما نفس المواقف بشأن الأزمة اليمنية، الأمر الذي عده مراقبون يفتح الباب أمام دخول صيني روسي على خط الأزمة اليمنية في القريب العاجل، خاصة أن حركة أنصار الله سبق أن طالبت روسيا بالتدخل في اليمن؛ لمساندتهم ضد عمليات التحالف السعودي، أسوة بموقفها في سوريا، وذلك خلال زيارة مماثلة أجراها وفد “اللجنة الثورية العليا” لروسيا في أكتوبر 2015، اجتمع خلالها مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، وحينها بعث الوفد برسالة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يطالبه فيها بالضغط لوقف عمليات التحالف ورفع الحصار.
وعلى الرغم من أن الصين وروسيا تحاولان الحفاظ على حياديتهما في الملف اليمني، إلا أن مواقفهما أقرب إلى دعم حركة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة، علي عبد الله صالح، حيث سبق أن أظهرت روسيا تأييدها للمجلس السياسي الذي تشكل لإدارة اليمن بموجب اتفاق حوثي صالحي، فقد أعلن القائم بأعمال سفارة روسيا الاتحادية بصنعاء حينها تأييد بلاده للمجلس السياسي، وهو ما شكل ضربة للتحالف السعودي وداعميه والرئيس هادي، وأثار قلقًا سعوديًّا إماراتيًّا من محاولات المعارضة اليمنية حشد الدعم الدولي المؤيد لموقفه في اليمن.