مولدُ نورٍ ومشروعُ هَـــدْيٍ
شعر / علي محمد النعمي
مَقَـــامٌ عظيمٌ لا تفيه المشاعِـــرُ
وحَضْرَةُ هَـــادٍ في حَــشَى القلبِ حاضِـــرُ
ومشروعُ هَـــدْيٍ وانطلاقةُ رحمةٍ
ومولدُ نورٍ عانقته النواظرُ
ويومٌ تهاداه الزمانُ بشائراً
وزفته للدُّنيا العُلا والمفاخرُ
وذِكْـــرَى ختامِ الأنبياءِ تلخَّصَتْ
رسالاتُهم في هَـــدْيِهِ والمآثرُ
رسالتُه القرآنُ نورٌ ورحمةٌ
أضاءتْ به أبصارُنا والبصائرُ
تعاليمُه الأخلاقُ والقيمُ التي
بها تعمرُ الدنيا وتحيا الضمائرُ
ومشروعُه الإسلامُ عَـــدْلٌ وعِـــزَّةٌ
فمَـــن رام ديناً غيرَه فهو خاسرٌ
هَدَانا به الرحمنُ بعد ضلالةٍ
وعيشٌ رهيبٌ كلما فيه حائرُ
وألَّـــفَ بالإسلامِ بين قلوبِنا
وشرَّفنا بالدينِ فالحظُّ وافرُ
تسودُ به روحُ التراحُـــمِ بيننا
ونحنُ أشداءُ لمَن هو كافرُ
فكان رَسُـوْلُ اللهِ أعظَمَ نعمةٍ
مَـــنَّ اللهُ للإنسان لو هو شاكرُ
وما قيمةُ الإنسانِ لولا مُحَمَّدٌ
لما عَـــزَّ مسكينٌ ولا قام عاثرُ
فيا عالماً كالغابِ قد غاب وعيُه
كراماتُه في كُلّ يوم تصادَرُ
ويا أُمَّــةً في كُلِّ شعبٍ تحيَّرتْ
وفي كُلِّ بيداء ذرتها الأعاصرُ
قفي عند ذِكْـــرَى خاتمِ الرُّسْـــلِ وقفةً
نصحِّحْ بها أوضاعَنا ونبادرُ
تعالوا إلى حيثُ افترقنا فقد نأت
مساراتُنا واستهدفتنا المخاطرُ
لذكراه في الدنيا مُحِبٌّ ومبغضٌ
عميلٌ باسمِ الدينِ فيها يكابِرُ
ولكن شعباً شامخاً قد تعمَّقت
روابُطُه بالمصطفى والأواصرُ
يعايشُ من ذكرى النبوةِ واقعاً
ويُصغي لها إحساسُه والمشاعرُ
وإنَّا لَصُـــبُـــرٌ في الحروبِ وإننا
لَصُـــدُقُ اللقا ما أرعبتنا الطوائرُ
لئن عاد وضْـــعُ الجاهلية ثانياً
وصرنا لأُخراها الأشدِّ نعاصِـــرُ
فابشر بنا يا سيدَ الكَونِ ثانياً
وأنت الهُدَى والنورُ أنت البشائرُ
نصرناك في الأولى على كُلِّ كافرٍ
وما قصرت منا السيوفُ البواترُ
وقد عادت الأخرى فعُدنا ولم نَزَلْ
على العَهْـــدِ مهما حاربونا وحاصروا
وما زادنا العدوانُ إلّا تمسُّـــكاً
وحباً وتسليماً كأنك حاضِـــرُ
ونحن لدِيْنِ اللهِ والعرب أولٌ
ونحن له في آخرِ الدهرِ آخرُ
نلبيك رغم الكُفر في كُلِّ مولدٍ
وأنت إلينا كُلَّ عام تهاجِـــرُ
نلبيك من مِيدي وقد ماد بالعِدا
زنادُ الشياكي والليوثُ الكواسرُ
نلبيك من لحجٍ وكهبوب والمخا
وتأتي تعز من حماها وصافِـــرُ
نلبيك من عُمق البحار وصيدنا
بوارجُ أمريكيةٌ وبواخرُ
نلبيك من نهم وجوف ومأربٍ
وفيها على الباغي تدورُ الدوائرُ
نلبيك مِن خلف الحدود وخلفها
ممالكُ إجرامية تتطايَـــرُ
يلبيك منا جيشُنا وسلاحُنا
وشعبٌ عظيمٌ صابرٌ ومصابرُ
تلبيك أرواحٌ لنا في أكفنا
بها في سبيل الله دوماً نتاجرُ
هجوماً وزحفاً واقتحاماً فخُضْ بنا
غمارَ المنايا نحن شعبٌ مغامرُ
يلبيك زلزالٌ ونجمٌ وصرخةٌ
يلبيك بركانٌ وتوشكا وقاهرُ
يلبيك أوسٌ آخرون وخزرجٌ
كآبائهم آووا وضحّوا وناصروا
وفي نَكَفٍ تأتي قبائلُ شعبِنا
شباباً وَشِيْـــباً والنساء الحرائرُ
يلبيك منّا بذلُنا وعطاؤنا
قوافلُنا أموالُنا والذخائرُ
مدارُسنا طلابنا جامعاتنا
مسيراتنا وقفاتنا والتظاهرُ
تلبيك منّا ثورةٌ مستمرةٌ
فلا عاش طاغوتٌ ولا ذَلَّ ثائرُ
يلبيك جرحانا وحَـــبُّـــك بلسمٌ
يلبيك أسرانا الأُباةُ الأكابرُ
يلبك منا موكبٌ بعد موكبٍ
بكل شهيد للخلود يسافرُ
تلبيك من أيدي الشظايا نفوسِنا
ومِن تحت أكوام الركام المجازرُ
وأشلاء أطفال يناجيك صمتُها
كأوراقِ قُـــرآنٍ هنا تتناثرُ
وشعبٌ تحدّى الموتَ وهو قنابلُ
وجسّد معنى الجود وهو محاصَرُ
وأرضٌ عليها كُلُّ شيءٍ مقدَّسٌ
وتحت ثراها للغزاة مقابِـــرُ
هنا كُلُّ شيءٍ يفتديك وينتمي
إليك بصدقٍ وهو لله شاكرُ
هنا يمنُ الإيمانِ يا كُلَّ كافرٍ
هنا نفَسُ الرحمنِ مَن ذا يفاخِـــرُ
أخيراً .. إلى العُدْوَانِ منا رسالةٌ
مدوية يصغي لها وهو صاغِـــرُ
غرورُك منكوسٌ وأنفُك راغِـــمُ
وحشدك مهزوم وحَظُّـــك عاثِـــرُ
لكم أمريكا وهي في الضعف قشةٌ
ونحن لنا رَبٌّ قوي وقاهرُ
ومَن هي أمريكا أمامَ مُحَمَّدٍ
وأتباعه ماذا تكونُ الطوائرُ
إذا سجَدَ المستضعفون لربِّهِم
فقد سقط المستكبرون الجبابرُ
سلامٌ على الأنصار في كُلِّ جبهةٍ
ويا حِـــلْـــفَ أمريكا عليك الدوائرُ
وصلى عليك اللهُ يا خيرَ مُرسَـــلٍ
مع الآلِ ما حَـــنَّـــتْ إليك المَـــنَـــابِـــرُ