هذه أمةُ مُحَمَّـد
بقلم / أحلام عبدالكافي
مشاعرُ جياشة تفيضُ محبةً وإجلالاً لعظمة الرسالة ولعظمة حاملها، هذا هو الزخم البشري وهذا هو الحضورُ الكبيرُ وهذه هي القلوب المحبة.. توافَدَت بل وتسابقت رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً.
إن ذكرى النبوة العطرة هي من حرّكت فينا الرغبةَ الصادقةَ لإحيائها تعبيراً منا بأنَّا أمة مُحَمَّـدية تعشقُ نبيها وتعتز وتفتخر بتعاليمه الربانية وتستشعر المسؤولية المناطة بها كأمة واعية.. يجعلها بحقِّ جديرةً بتحمل أعباء وتبعات الدين الإسْـلَامي دين مُحَمَّـدٍ هذا الدين العظيم الذي يدعو لكرامة البشرية جمعاء من خلال إقامة الحق والعدل والمساواة.. النابع من العزة والإباء التي ترفض الخنوع للظلمة وأرباب الضيم والاستعباد للإنْسَانية من خلال السعي لبناء دولة قوية تستمد قيادتها نهج المبادئ الإسْـلَامية الحكيمة البعيدة كُلّ البعد عن الأهواء والأطماع والارتهان لأعداء الأمة وللتدخلات الخارجية.
لا شك أن الرسالة المُحَمَّـدية ارتكزت على أسس وقيم قوية تسعى لبناء أمة قوية بحجم المتطلبات والظروف المحيطة بها وبحجم التحديات التي تواجه جميع الشعوب في كُلّ زمان ومكان كيف لا؟، فهي تعاليم من خالقها العالِم بما يصلح أحوالها ويضمن لها طريق النجاح والصلاح.
فبلا شك إذا ما ارتبطت الأمة بنبيها فهي بذلك ترتبط بأواصر قوية تمكنها من المُضي في درب الحياة بعزيمة مطلقة فديننا الإسْـلَامي أهتم بجميع الأمور المتعلقة بسر وجود وصلاح وتكوين هذا الإنْسَان.. والتي ستبني إنْسَاناً واعياً متماسكاً (ومشبعاً) بأقوى المكونات الكفيلة بالسير به نحو مواجهة وإدراك كُلّ ما يحاط به كفرد وكأمة ويستطيع من خلالها أن يحدد أولويات ومسار حياته من خلال التعاطي مع الأمور من حوله بمزيد من الوضوح المبني على معرفة حقيقة ومكنون وخبايا ومعطيات المتغيرات على كافة الأصعدة سواء أكانت اجْتمَاعية أَوْ سياسية أَوْ دينية أَوْ حتى اقتصادية. نعم إن كُلّ تلك الإمْكَانيات كفيلة بجعل الإنْسَان المسلم شخصاً لا يهزم ولا يمكن الاستهتار به أَوْ جعله في مرمى العابثين من أرباب الهيمنة الاستكبارِية التي عاثت اليوم بالإنْسَانية بأشد أنواع الظلم والقهر والاستعباد بل وجعلت منه فريسةً ولقمة سائغة بعد أن عملت بكل أساليبها لصرفِه عن تعاليم دينه الإسْـلَامي وبصرفه أَيضاً عن تعاليم نبيه الأكرم وإبداله بدين إرهابي (متطرف.) بعيداً كُلّ البُعد عن العقل والمنطق والرحمة ولربما (داعش) اليوم هي خيرُ دليلٍ على ذلك البديل ودليلٌ على ذلك المُخَطّط الرجعي الذي يحاك ضد الأمة لتظلَّ خانعةً مشتتةً أمام بسط نفوذ وتمدد أعدائها وتطورهم في كُلّ جوانب الحياة.