رمتني بدائها وانسلت
بقلم / حمير العزكي
مثل عربي قديم يضرب لمن يعير الاخرين بعيب هو فيه فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به ليبرأ نفسه وأصل المثل.. أن سعد بن زيد مناة بن تميم كان تزوج رهم بنت الخزرج وكانت من أجمل الناس، فولدت له مالك ابن سعد وعوفاً وكان ضرائرها إذا ساببنها يقلن: يا عفلاء -العفل : شيء مدور يخرج بالفرج ولا يكون في الأبكار ولا يصيب المرأة إلا بعد أن تلد – فقالت لها أمها: إذا ساببنك فابدئيهن بعفال
فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها فقالت رهم : يا عفلاء
فقالت ضرتها (رمتني بدائها وانسلت )
ومن هنا نبدأ..
فعندما تعثرت مشاورات الكويت وضاقت بالمتحاورين ونفقاتهم حكومتها وأعلنت عن اسبوع اخير من ضيافتها بصورة غير لائقة في محاولة للضغط على الطرف الوطني – لان عنده احساس ولايقبل الاهانة – من اجل توقيع اتفاق السلام -وثيقة الاستسلام –
بعد فشل تلك المساعي دخل المسار السياسي في حالة الجمود وبالمقابل ارتفعت حرارة الجبهات حد الاشتعال وتكبد العدوان ومرتزقته ومنافقيه خسائر فادحة فقد على إثرها عقله فشن سلسلة من الجرائم كان ابشعها جريمة الصالة الكبرى التي هزت – بقدر لابأس به – الضمير الانساني
عندها تحركت الأفعى الامريكية وحركت معها ذيلها الأممي وتوجه ولد الشيخ اولا وتلاه كيري بمبادرات ومشاورات ووووو
فمن اجل من كانت هذه التحركات ؟؟؟ ولإنقاذ من بذلت كل هذه المساعي؟؟
أولا :تضع امريكا مصالحها في مقدمة اهداف تحركاتها
فبعد مجزرة القاعة الكبرى رأى العالم بأسره إرهاب داعش الأم داعش السعودي والذي لايختلف عن ارهاب داعش الأبن وداعش البغدادي وأمريكا تدعم الاول وتدعي محاربة الثاني فكانت مجزرة القاعة الكبرى الرياح التي كشفت سوءة أمريكا وكشفت لمواطنيها عن قبح وجهها وانتهازيتها فهي تنفق اموال دافعي الضرائب في محاربة الارهاب كما تدعي ولكنها ترعى الارهاب السعودي
كيري الديموقراطي الخارج من السياسية الامريكيةمهزوما لم تحقق ادارته اهدافها فهي ترعى الارهاب بدلا من محاربته ولاتصنع السلام الذي وعدت الناخبين به
لذلك كانت مبادرته عملية التجميل الاخيرة لفترته القبيحة وإن لم تنجح فيكفي انها حولت انظار العالم من الارهاب السعودي الى السلام الامريكي المزعوم
ثانيا : تلتزم امريكا حماية حلفائها التقليديين (السعودية – الكيان الصهيوني) وتعتبر أمنهما جزءا من أمنها القومي لذلك عندما اصبح النظام السعودي مهددا بالملاحقة امام القضاء الدولي بجرائم الحرب التي ارتكبها بحق المدنيين في اليمن واصبحت حدوده الجنوبية ساحة انتصارات للجيش اليمني ولجانه الشعبية ومحرقة لآليات العدو ومدرعاته ودباباته التي تعتبر فخر الصناعة الامريكية عندها تحرك كيري وفي توقيت الزيارتين يظهر اتجاه بوصلة الدبلوماسية الامريكية فالأولى جاءت بعد عملية نجران والثانية بعد عملية جيزان …
كما أن منافقي العدوان لم يتمكنوا من تحقيق اي تقدم ميداني في كافة الجبهات ناهيك عن الخسائر البالغة التي لحقت بهم بشريا وماديا ومعنويا عند صد زحوفهم البائسة في بعض الجبهات وتقدم الجيش واللجان في جبهات اخرى
كما أن أمريكا تدرك جيدا حجم الخسائر الاستراتيجة التي لحقت بالنظام السعودي وستلحق به اذا طال أمد العدوان لن تتمكن امريكا من تلافيها او انقاذ النظام السعودي من الانهيار جراء تداعياتها فقد اتضح للعالم بأسره عبثية هذه الحرب وعجز التحالف عن تحقيق اليسير من اهدافها مابالك بحسمها فكان لزاما على كيري وادارته التحرك بسرعة و بجدية لإنقاذ ربيبتها المترفة
فمن أجل من جاء كيري ؟؟وفي مصلحة من تصب مبادرات ولدالشيخ ومفاوضاته؟؟!!
لقد دفعت الحالة الانسانية المتردية التي وصل اليها الشعب اليمني الصامد جراء الحرب والحصار ونقل البنك المركزي بالمكونات الوطنية الى تقديم التنازلات والقبول بالمبادرة انصافا لصمود الشعب ووفاءا لتضحياته وإقامة للحجة على العدوان أمام الله وأمام الداخل والخارج
فأيهما يستحق النقد والسخرية والتوبيخ والتشهير..
من يتفاوض مع العدو من اجل الحفاظ على الوطن وكرامته وسيادته واستقلاله؟؟
أم من يتحالف مع العدو ويتأمر معه من اجل تدميرالوطن واخضاعه وإركاعه؟؟!!
مالكم كيف تحكمون؟؟
فبأي حديث بعده يؤمنون!!