ترامب .. هتلر القرن الواحد والعشرين (الجزء الأول)
بقلم / جميل أنعم
دونالد ترامب رئيس أمريكا من 2017م – 2020م وقد تمتد إلى 2024م زمن ظهور إسرائيل الكبرى حسب تصريحات نتنياهو رئيس حكومة الكيان وليبرمان وزير دفاع الكيان.. والرئيس ترامب وصفه البعض بغورباتشوف أمريكا، وآخرون نعتوه بهتلر القرن، وهناك من وضعه في خانة سايكس بيكو العرب، والجميع والكل على حق بذلك، فترامب هو الربيع الأمريكي بغورباتشوف، وهو هتلر أوروبا بالربيع الأوروبي، وهو السايكس بيكو للعرب، لخمضْ ورج الخارطة السياسية والديموغرافية لأمريكا وأوروبا بالعنصرية اليمينية القومية بالتقسيم لشعوب العالم وتوحيد شعب اليهود والصهاينة كقومية عبرية قوية ودولة يهودية أكبر مساحة وسكان .
وباراك حسين أوباما أختص بالربيع العربي، وترامب سيختص بالربيع الأمريكي والأوروبي، والهدف ماسوني صهيوني لم يعد خافياً على أحد، تلك هي الحكاية باختصار، وبشيء من التفصيل، فإن شرعية ترامب ومن المراحل التمهيدية للانتخابات قد شقّت وقسمت المجتمع الأمريكي أفقياً بالجغرافيا وعمودياً بالشعب بالعنصرية اليمينية المقيتة ضد الداخل والمهاجرين الأجانب خاصة العرب والمسلمين الموصوفين بالإرهاب الترامبي .
عنصرية يمينية أمريكية سرعان ما لاقت صدى واسع في أوروبا بأسرع مما هو متوقع فانتعشت العنصرية اليمينية للجبهة الوطنية الفرنسية والتي تطمح بالوصول إلى رئاسة فرنسا بالعام القادم، وستمتد هذه العنصرية إلى ألمانيا حتى بلجيكا، وبريطانيا سبقت ذلك بالخروج من الاتحاد الاوروبي، وبسيطرة اليمين المتطرف على فرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا، وبالانتخابات الديمقراطية الغربية، ديمقراطية المال والاعلام والماسونية الصهيونية وبانتشار العنصرية سينهار الاتحاد الاوروبي بل ستتفكك دولاً مثل بلجيكا والنمسا وغيرها، وسيترافق ذلك باهتزازات أمنية وقتل وأحزمة ناسفة وتفجيرات وحروب، وبمواكبة مع الربيع الأمريكي بتفكك فيدرالية جورج واشنطن وبانفصال كاليفورنيا أولاً، ثم ولايات الجنوب الأمريكي، ولتبعث من جديد ذاكرة الحرب الأهلية الأمريكية بين شمال وجنوب أمريكي في منتصف القرن التاسع عشر .
وبالإجمال ستكون هناك خارطة جديدة وشرعية دولية جديدة تُشرعن ظهور مملكة يهودا والسامرة، وما بين كل ذلك هي حرب عالمية جديدة بهتلر القرن ترامب، حرب دامية لتصرخ وتزعق وعالياً ومدوياً الصهيونية العالمية بالقول بأن يهود أمريكا خاصة وما تبقى من يهود أوروبا في خطر، والحل بعودة شعب الله المختار إلى أرض الميعاد كما يزعمون، بحيث يتم عودة 2 – 3 مليون يهودي إلى أرض ميعاد القرن الواحد والعشرين من الفرات للنيل، والتي تم تهجير وتطهير أهلها بالدواعش وبني سعود وتحالف الإرهاب العالمي من حرب واحتلال العراق 2003م حتى 2016م .
وأرض ميعاد القرن الواحد والعشرين ستكون بالعاصمة القدس، ومنها سيحكم اليهود العالم بعد تفكك أوروبا وأمريكا بالحروب الداخلية والخارجية، وبحكم اليهود للعالم ومن القدس سيظهر المسيح المُخَـلِّص، حسب الاسرائيليات الصهيونية، وترامب تعهد بنقل عاصمة الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس، ونائب ترامب صرَّح بأن قضية اليهود هي قضيتهم .
وبعد فوز ترامب وقبل تسلمه المنصب رسمياً، أقدم الكيان الصهيوني على بناء آلاف المستوطنات بالقدس ومصادرة 18 دونماً من أراضي الضفة لصالح الاستيطان الصهيوني، ومَـنَـعَ مكبرات الصوت بالمساجد في الاراضي المحتلة من بث الأذان عبرها، وخادم الحرمين الشريفين يرد على ذلك بعقد مؤتمر لـ 59 دولة إسلامية وبمستوى وزراء الخارجية لمناقشة كذبة وافك وبهتان إستهداف أحفاد الأوس والخزرج بقصف مكة المكرمة، وخادم الحرمين الشرفين السابق كان أفضل حيث رد الملك فيصل على إحراق الصهاينة اليهود للمسجد الأقصى عام 1969م بإنشاء صندوق الجهاد لتحرير القدس، والذي تحوَّلَ لاحقاً إلى التحالف العربي ضد اليمن والتحالف الإسلامي ضد إيران .
وترامب باستراتيجية صهيونية سيطيح بحلفاء أمريكا التقليديين بأوروبا والخليج ولمصلحة حلفاء جدد أكثر صهيونية وتطرف كحلفاء مفترضين لحرب عالمية ثالثة قادمة، فالحلفاء أصبحوا عبئاً على اقتصاد أمريكا بالحماية، والحماية تتطلب الدفع مسبقاً أو الزوال، وكذلك صرح ترامب بتغيير عقيدة الحلف الأطلسي، بل وتجاوز ذلك بأن الادارة الامريكية هي من صنعت القاعدة وخلقتْ داعش والمطلوب التخلص من حلفاء متهمين بالإرهاب والمجازر ومتطفلين بالحماية الأمريكية، فأصبحوا رؤوس يانعة وعفنة وحان وقت قطافها بسيف هتلر أمريكا ترامب الذي وصفه مراقبين بأنه غير سياسي وتاجر عقارات ومتحلل من القيم الدينية ويشجع الاباحية، ومع ذلك سجل فوزاً كاسحاً، وبأغلبية ساحقة بالكونجرس، وبينما كانت الرؤوس اليانعة والعفنة ومن حيث لا تدرك تحفر قبرها بيدها بدعم حملة هيلاري لكلينتون وبمئات الملايين لتعطي مبرراً إضافياً لاقتطاف رؤوسها، كانت الأيادي الخفية تعمل وبصمت بعيداً عن الأضواء والاعلام لمصلحة فوز مرشح الاباحية، ليكون دمية للصهيونية لتغيير خارطة العالم، فالأيادي الخفية كانت في مدن الصفيح بالأحياء الفقيرة حيث العمال والمعدمين توزع الاغاثة والقمح والسكر وبجمع البيانات والوعود البراقة، فاستطاعت تحويل مدن الصفيح إلى صوت انتخابي كاسح تمثلَ أولاً بالإقبال الكثيف وبصورة غير مسبوقة، فتمثل ذلك وبكل بساطة بفوز المرشح ترامب الذي أطاح بكل التوقعات فبَهتَ القوم البائسون الخائبون .
وبالداخل الامريكي مظاهرات ودعوات للاستفتاء بالانفصال، وقد نشهد انقلاب عسكري تمثيلي على غرار إنقلاب “جينادي ياناييف” في موسكو الذي أظهر “بوريس يلتسين” كبطل روسي قومي حطم الاتحاد السوفييتي، او على غرار إنقلاب “فتح الله غولن” في تركيا الذي أظهر “أردوغان” بطل سيحطم تركيا لاحقاً .
وخارجياً تداعى الاتحاد الاوروبي للاجتماع الطارئ، ومنظمة العفو الدولية تدعو ترامب للكف عن الخطاب العنصري، وعربان الخليج بوجوه مسودّة تنتظر موعد القطاف والحصاد المر، فقد أعطت مبرراً إضافياً لقطفها بدعمهم هيلاري، وبوتين روسيا يرحب بترامب حليف قوي لمحاربة وسحق داعش القوقاز في سوريا قبل عودتها إلى روسيا، وإيران تعلن بانها ستقاوم حتى آخر نفَـس، وكوبا تعلن عن بدء مناورات عسكرية، والكيان الصهيوني يستثمر بمصادرة الأرض العربية للمستوطن اليهودي الجديد ومنع الأذان بالمكبرات، واليمين الأوروبي يستعد بالوصول للحكم بالقومية العنصرية، وشعوب فيدرالية أمريكا للشوارع ضد ومَعَ .. وكل ذلك وهتلر أمريكا لم يتسلم منصبه بعد، وهناك كوريا الشمالية التي يرحب بها ترامب كصديق ليطلقها على كوريا الجنوبية واليابان المارد الاقتصادي المنافس لأمريكا .
وبالأخير هناك تساؤلات مشروعة هي هل ستسمح الصهيونية بظهور صين الشرق الأوسط إيران وتفوقها عسكرياً واقتصادياً في مواجهة إسرائيل؟ أم أن خيار قمعها قد تم إدراجه على رأس ملفات البيت الأبيض مع تسلم حصانها الجامح المفاتيح مطلع يناير وهو الذي توعد بإلغاء إتفاق إيران النووي؟ ومن يكبح جماح الصهيونية وحصانها إذ ما قررت الصهيونية انتشال إسرائيل من الغرق بأمواج الصمود السوري وانتعاش حلف المقاومة ؟.. وهل سيأتي الرد على ذلك الجنون من الداخل الأمريكي أو الأوروبي أو العربي أو الاسلامي، أو كلاهما وبتحالفات جديدة عالمية واقليمية … ويبقى المؤكد أن العنصرية اليمينية القومية ستجتاح شعوب العالم بالتقسيم وتوحيد شعب اليهود والصهاينة كقومية عبرية قوية ودولة يهودية أكبر مساحة وسكان بتهجيرهم إلى أرض الميعاد، وكل ذلك بنظر قادم الأيام والأشهر والسنوات الأربع حتى الثمان سنوات .
ولمواكبة هتلر القرن الواحد والعشرين نحن على موعد مع الجزء الثاني والثالث حسب المتغيرات والأحداث بمشيئة الله تعالى .