لماذا تكره اليمنيين يا مروان؟
بقلم / هايل المذابي
في عالم التسويق و البزنس بديهيات منها أن الإنسان الساخر هو الشخص الوحيد الذي لن يشتري منك سلعتك و لن تتمكن من إقناعه بأي وسيلة من الوسائل بجودة منتجك..
لا يختلف الأمر في عالم الكتابة كثيراً فالكتاب الساخرون على مر التاريخ لم يقنعهم شيء في هذه الحياة بجودته إلى حد يجعل برنادشو يقابل جائزة نوبل بالرفض و السخرية و يجعله يقول ” سر النجاح أن تهاجم أكبر عدد ممكن من الناس”..
السخرية لدى الكاتب الساخر غاية و ليست وسيلة؛ هكذا يعتبرها الكثير لكن أن يأتي من يعتقد في مقولات مفطوري القلب الذين يقابلون كل شيء بسخرية حتى لا يموتون حزناً و كمدا فهذه مصيبة أكبر..
عندما قرأت ما يبعث لي كتابة هذا المقال و هو مقالة لمروان الغفوري نشرها منذ يومين و نصب نفسه قاضياً و أخذ يحاكم الناس و يضعهم في الميزان بطريقة ساخرة ..
فكرت بجدية في إمكانياته و سيرته الفنية العظيمة و وضعها تحت المجهر ذاته الذي أخذ من خلاله يقيم الناس..
يعتبر مروان التكبر فضيلة و مبرر جيد لترويج المنتوج العلمي و الفني و هذه فضيلة الشيطان الوحيدة..
يعتبر اليمني يعاني من عقدة نقص فيهاب المطارات و الوقوف على خشبات المسارح فيتعثر و يتصبب عرقاً.. لكنه لا يفهم أن إعطاء حقنة لمريض أسهل جداً من خوض هذه التجربة..
يهاجم النساء مروان بطريقة حداثية تعبر عن حسد للنساء و لعل هذا شذوذ نفسي و ربما جسدي لا أعرف لكن إن لم يكن كذلك فهو تعبير عن آخر اختراعات التيار الثالث الديني الذي لا يعتمد اللحية في الشكل و لكن يعتمدها في الفكر.. فكرته بدت هكذا في المقال بشعة و لها لحية غير نظيفة و تتأبط ساطوراً..
أقول ذلك لأنها بدت ناقمة على سهى الطيبة صاحبة الصوت الجميل و الروح الأجمل و التي حتما يفتقر إليها لكن و إن نازعته نفسه على تقبل ذلك أو قوله فاللحية الفكرية لن تمنحه أدنى فرصة لفعلها .. لأن صوت المرأة عورة و ملعونة إن علا و رفعت أذاناً فكيف إذا غنت..
ماذا حقق مروان في حياته غير روايات مونودرامية لشخصية يتمية تعبر عنه و عن أفكاره فقط و هي أضيق مثل حياته من تقبل رأي آخر و أظلم من ليلة صومالية في صنعاء ..
مروان يغفل عن أن المونودراما فن مسرحي و ربما الشعر أيضا يقبل ذلك لكن كرواية فذلك ما يبطل الفكرة التي يجب أن تقوم عليها..
لم نعرفك إلا ساخطا ناقما على الوطن و أهله و لو كنت أنثى لاعتبرت حبوب منع الحمل سببا في هذه العصبية و حقا لا أعرف سببا لذلك..
من تتحدث عنهم في مقالاتك ثم تضيف قصتك مع الحوثيين حتى لا يجرؤ أحد على الرد عليها حتى لا يظن الآخرون أنه حوثي طريقة فيها إرتزاق و ابتذال بوضوح..
لكن أقول أن ساعة الصفر ستبدأ عندما تتوقف نفاياتك الفكرية عن تلويث الشارع الثقافي و الصحفي في اليمن..
عليك أن تفهم أن سر النجاح هو أن تحب أكبر عدد ممكن من الناس و ليس أن تهاجمهم..