ثورة الشباب تنعش سوق الهراوات في اليمن
لا غنى للكثير من اليمنيين عن الصميل بشكل يتماهى في سلوكياتهم اليومية? كرواسب من رواسب الجهل والتخلف في المجتمع اليمني? حيث يظن البعض بأن الصميل يمنحهم القوة ورباطة الجأش والجاهزية والاستعداد للدفاع عن النفس? بهذا السلاح الذي لا يحتاج إلى تصريح حيازة وفقا لقانون حمل السلاح اليمني.
حينما يرتفع الصميل يغيب العقل وتغادر الحكمة? وغالبا?ٍ ما يرجع دون أن يروي ظمأه بدم بشري? ويتم تداول العديد من الأمثال الشعبية حول الصميل? الذي خرج من الجنة? ولسنا بصدد التحدث عن حضوره القوي في الثقافة الشعبية اليمنية? ولكن بصدد حالة الانتعاش التي شهدها سوق الصميل في ظل الأزمة السياسة الراهنة? بحث أصبح الصميل من أهم المعروضات التجارية في المتاجر الشعبية التي تحرص على إظهاره في مكان بارز في واجهاتها.
حيث أكد النجار حسين الغيثي? في سوق النجارة بصنعاء القديمة? بأن جميع النجارين لا يقومون بصناعة الصميل الذي يستخدم في المنازعات? ولكنهم يصنعون ما يسمى بالهراوة التي تستخدم أساسا?ٍ في الأدوات الزراعية التقليدية.
وهذه الصناعة تقدم خدمة الناس وليس الغرض منها القتل والقتال? ولكن البعض قد يستخدم هذه الأدوات كأدوات للقتال? مشيرا إلى أن هناك اختلافا?ٍ في مواصفات الصميل عن الهراوة? فالصميل له شكل خاص يكون نحيفا?ٍ من جهة ومدببا?ٍ من جهة أخرى? لكن الهراوة قريبة في شكلها منه? غير أن الغرض من استخدامها آخر تماما?ٍ? فهي تستخدم للمجارف والمطارق والزبر الحديدية والمفارس الزراعية? وغيرها.
وأوضح الغيثي أن هذه الهراوات مصنوعة من الخشب المحلي اليمني? وأصلها من الشجر الذي يتم تقطيعه بأحجام كبيرة من محافظة مأرب والجوف? ومناطق أخرى في اليمن? ويتم تشكيلها بحسب الأحجام والأشكال التي يتطلبها الاستخدام? مشيرا?ٍ إلى أن أحسن أنواع الهراوات المصنوعة من خشب الأثل أو العلب أو العبس أو العلج? وهي تختلف في أسعارها بحسب نوع الخشب المصنوعة منه وشكلها? وكذلك حجمها? فهناك نوع يباع بـ 150 ريالا?ٍ وآخر بـ200 ريال? وثالث بـ 300 ريال…
ويتم شراء هذه الهراوات بالحبة وليس بالجملة? من قبل المزارعين والرعية في الأرياف? والذين يستخدمونها في الأدوات الزراعية أو لحاجاتهم الشخصية? وهم يشترونها على أساس أنها هراوة وليست صميلا?ٍ.
وهناك عدة أنواع من الخشب المقطع تستخدم كصميل لأنها قريبة من شكله? وقد تكون ضربة الصميل مساوية لطلقة الرصاص? فكلاهما قاتل ويفقد الإنسان حياته.
ونفى الغيثي بيعه لكميات كبيرة أو قليلة من الهراوات التي تستخدم في أحداث الشغب أو لقمع المتظاهرين? وقال لو جاء زبون لشراء كل ما عندي من الهراوات سأبيع له الكمية كاملة? لأني أبيع له على أساس أنها تستخدم في الزراعة وليس لي علاقة فيما سيستخدمها? فهذا شيء يرجع للمشتري نفسه? فهل من المفروض أن أسأله عن استخدامه وما غرضه منها? فبهذا الشكل سيذهب المشتري إلى غيري من النجارين في السوق.
وأضاف الغيثي: الهراوات أو الصمول ليست موادا?ٍ محظورة البيع فالقانون لا يمنع بيعها? وهي ليست موادا?ٍ نووية? ولو تأكدت وأعلم أن المشتري سيأخذها لسفك دماء الناس لا يمكن أن أبيع منه? لأن رزقي لن يكون على حساب إيذاء الناس? وأشار إلى ركود سوق النجارة في هذه الفترة وقلة الطلب عليها وعلى مختلف مواد النجارة من الأبواب والطيقان وغيرها.
أما عاصم الصيرفي وهو أحد النجارين في السوق فيقول أن الجهات الأمنية منعت النجارين من بيع الصمول? لكن إن جاء المشتري لشراء هراوة نقوم بتركيبها له على المفرس أو أي آلة زراعية أخرى مثل الشواكيش وهذه الهراوات لها عدة استخدامات وتختلف في شكلها وطولها ونوعية خشبها? وبالرغم من ذلك فكل قطعة خشب تنفع أن تكون صميلا?ٍ.
وأوضح الصيرفي بأن سعر الهراوة لم يتغير خلال الفترة الماضية? ولو كانت صميلا?ٍ لازداد السعر بحكم الطلب? مشيرا?ٍ إلى أن المخارط تقوم ببيع الصمول وتعتني في صناعتها ونقشها بعدة أشكال وأحجام على أساس أنها صميل وليست هراوة.
من جانبه أحد النجارين طلب عدم ذكر اسمه يقول: جاء إلي? أحد الزبائن قبل عشرة أيام وطلب مني كمية من الهراوات تقدر بألف هراوة? ما جعلني أشك في استخدامها وقد بعت له 300 هراوة وهي الكمية الموجودة أو المتوفرة لدي?? ووفرت له ثلاثمائة أخرى من ورشة جاري? ولم يوضح لي عما ينوي استخدامها? كما أني لم أخفض له السعر بحكم أنه أخذ كمية كبيرة? فقد أخذ 300 هراوة بقيمة 30 ألف ريال? وهي من الحجم الصغير الذي يستخدم للقتال بالأيدي.
وأشار إلى أن هناك صمول خارجية يتم استيرادها من الصين واكتسحت السوق وأثرت على سوق النجارة المحلي وهي تباع في محلات مواد البناء وشكلها يشبه الشاكوش الخارجي المخروط.
محمد الهندي (أحد النجارين في السوق) يوضح أن هناك طلبا متزايدا على الصمول? وقال: جاء أناس كثر لشراء كميات من الهراوات وأعتقد أنها بسبب المظاهرات? ونحن نبيع لهم بسعر 200 إلى 300 ريال للهراوة الواحدة? بالرغم أن الهراوة قبل فترة بسيطة كانت بمائة ريال إلى