أوباما يحرق آخر أوراقه في سوريا
شهارة نت – متابعات خاصة :
فجر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، مفاجأة بشأن الأزمة السورية، حيث نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين، ما مفادة أن الرئيس باراك أوباما أمر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بالعمل على إيجاد وقتل قادة الجماعة المتصلة بالقاعدة في سوريا «جبهة النصرة»، وقال المسؤولون في الإدارة: إن ذلك يعكس قلق أوباما من أن تتحول أجزاء من سوريا إلى قاعدة جديدة لانطلاق عمليات لتنظيم القاعدة، ووفق الصحيفة، فإن الأوامر الصادرة عن أوباما، تعطي القيادة المشتركة للجيش الأمريكي وقيادة العمليات الخاصة المشتركة، سلطة أوسع وموارد إضافية لجمع المعلومات الاستخبارية لملاحقة قيادة النصرة، وليس فقط قدامى المحاربين من تنظيم القاعدة أو المتورطين مباشرة في التآمر الخارجي.
وتابعت الصحيفة أن مساعدي أوباما يقولون، إنه محبط من عدم بذل وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات مزيدًا من الجهد لقتل قادة تنظيم القاعدة، رغم التحذيرات التي تلقاها من كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب عن التهديدات التي يمثلها هذا التنظيم،
وأوضحت أنه في الخلاصات اليومية التي يتلقاها أوباما من الاستخبارات، التي تعد الأكثر سريّة، قيل له مرارًا وتكرارًا خلال الصيف، إن النصرة كانت تسمح لقادة تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان، بإيجاد ملاذ في شمال غرب سوريا، هو الأكبر منذ 11 سبتمبر عام 2001، وحذر المسؤولون أوباما من أن النصرة قد تحاول ملء الفراغ الذي سينشأ بعد تنظيم داعش.
يرى مراقبون أن الخطوة المفاجئة التي اتخذها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، بتوجيه أوامر لاستهداف قادة التنظيم تعتبر محاولة منه لحرق آخر أوراق اللعبة التي كان يستخدمها لإشعال الساحة السورية، حيث كان يتخذ أوباما جبهة النصرة كرأس حربة له يستخدمها أينما يشاء ووقتما يشاء، ويطلق عليها شعار المعارضة المعتدلة لتجنيبها ويلات الصواريخ والهجمات الروسية والسورية، لكن مع قرب انتهاء حقبته الرئاسية التي لم يبق منها سوى ثلاثة أشهر، وانتخاب الرئيس الجديد، دونالد ترامب، للولايات المتحدة، واتضاح أن سياسة ترامب ستكون مختلفة كليًّا عن سياسة أوباما في سوريا، اختار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته أن يحرق آخر أوراق لعبته في سوريا حتى لا تنكشف سياسته على يد ترامب ولا يظهر أنه كان داعمًا أساسيًّا للإرهاب وتنظيم القاعدة، الأمر الذي يدفع إلى القول بأن أوباما بات مدركًا لحقيقة أنه لن يكون هناك ضغط كبير على الأسد في الفترة المقبلة، خاصة إذا تعاون ترامب مع بوتين في سوريا وباتت المصالح واحدة، وفق ما أعلن ترامب.
في الشأن ذاته، بات أوباما وإدارته يدركان جيدًا أن دونالد ترامب سيعمل بنصائح مستشاره الجنرال، مايكل فلاين، الذي كان مديرًا للمخابرات العسكرية الأمريكية في عهد أوباما حتى 2014، ونصح الرئيس بالتنسيق مع روسيا في سوريا، لكنه قدم استقالته بعدما فشل في مسعى إقناع أوباما بذلك، ويحث الجنرال فلاين على ضرورة التنسيق مع روسيا في مكافحة تنظيم داعش؛ لأنه عدو الجميع، ويقول هذا الجنرال، إن سياسة واشنطن غير الرصينة قد تسببت في ظهور هذا التنظيم المتطرف.
المراوغات والمماطلات والعناد والمكابرة السابقة من قِبَل الولايات المتحدة تجاه مطالبات روسيا لها بفصل المعارضة عن التنظيمات الإرهابية، والإعلان في هذا التوقيت قبل خروج أوباما من البيت الأبيض عن بداية استهداف قادة النصرة، وتزامن ذلك مع انطلاق تصريحات ترامب بشأن سياسته في سوريا، كل هذا يطرح تساؤلًا مهمًّا قد يشرح أسباب اتخاذ أوباما تلك الخطوة في ذلك الوقت، فبدون شك لو كانت المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون، هي التي فازت في الانتخابات الرئاسية ما كان أوباما أقدم على هذه الخطوة.