الحقيقة وشيخ الخيال …”1″
منذ مدة طويلة وأنا ومثلي الكثيرين نحاول فهم طبيعة العداء الذي استحوذ على قلب وعقل “حميد” الأحمر لشخص الرئيس علي عبدالله صالح وهو العداء الذي بلغ حدا?ٍ غير معقولا?ٍ بل وتجاوز كل الأعراف والأخلاقيات والقيم..
بحثت في المنطقي واللامنطقي في العقلاني واللاعقلاني في الأخلاقي واللاأخلاقي في الممكن واللاممكن لكنني كلما تصورت انني أقتربت او توهمت انني توصلت لتفسير بعض جزئيات هذا العداء, اكتشفت ان الحقيقة التي ابحث عنها تزداد ابتعادا?ٍ وغموضا?ٍ,,
ومابين غموض الاسباب وتناقضات “حميد ” يسقط المنطقي واللامنطقي وتتجلي الحقيقة التي تؤكد أن العداء الذي يحاول “حميد” تغليفه بالمصلحة الوطنية وتجميله بالإرادة الشعبية وترجمته بالثورة الشبابية ليس أكثر من عداء شخصي صنعته طموحات وأوهام وخيالات “حميد” الذي يسعى لاثبات أنه يمتلك مفاتيح كل شئ ويستطيع تغييركل شئ وأنه الافضل والأذكى والأغنى والأقوى قبليا?ٍ وسياسيا?ٍ واقتصاديا?ٍ,
ورغم أن امتلاك مثل هذه المميزات تجعل الإنسان الطبيعي أكثر تواضعا?ٍ وأكثر احتراما?ٍ للاخرين إلا أنها تحولت في فكر “حميد” إلى أسلحة ووسيلة لاختلاق الخصوم والاعداء وافتعال الأزمات بل وجعلته يتوهم إنها ستوهلة لتحقيق الانتصار سياسيا?ٍ وعسكريا?ٍ وتمنحه الحق في اخضاع الخصوم واستعباد المجتمع وإمتلاك البلاد والعباد..
قد يكون من حق “حميد” مثله مثل كل أنسان أن يحلم ويتوهم أنه القادر على الاتيان بمالم تستطعه الاوائل وانه الانسان الفريد من نوعه والرجل الذي لم يولد ولن يولد مثله..
قد يكون من حق “حميد” أن يتوهم كل ذلك لكن ليس من حقه اجبار الأخرين على أن يروا فيه مايراه هو في نفسه ليس لان الناس لايريدون له أن يكون كذلك ونما لأنهم لايعانون ولايشاركونه معاناة الانفصام في الشخصية التي يعاني منها منذ سنوات طويلة..
ليس أكثر من أن نتامل تناقضات الواقع الذي يعيشه “حميد” مع المستقبل الذي ترسمه خيالاته لندرك أن أحلامه تجاوزت أحلام البشر ويحاول إرضاء ضميره وطبيعته البشرية بتخيل عالم أكثر إنسانية وأكثر عدالة ومساواة وأكثر تسامحا?ٍ يتناقض مع عالمه الحقيقي الخالي من كل مايدعو إليه.. لذلك واذا ما عدنا للبحث عن سبب العداء الذي يسيطر على قلب وعقل “حميد” للرئيس علي عبدالله صالح فسنجد أن العالم الوهمي المرسوم في خيالات “حميد” ملئ بالأسباب والدوافع التي توحي لشيخ الخيال بأن وجود الرئيس علي عبدالله صالح يشكل خطرا?ٍ يهدد عالمة الخيالي بالزوال ويدمر كل أساسات الجمهورية الفاضلة المرسومة في أوهام وأحلام “حميد” الذي لم يدرك حتى الأن أنه هو وأمثاله من يشوهون حقيقة الجمهورية التي صنعاناها بالأمس ونعيشها اليوم ويسعون لتدميرها واستلاب ومصادرة إرادة وكرامة وحرية اليمنيين الذين انتصروا لإرادتهم وتجاوزوا فكر وأحلام وتناقضات “حميد” قبل نصف قرن هو عمر ثورة اليمنيين وعالمهم الحقيقي الذي لا مكان فيه للموتورين نفسيا?ٍ والمآزومين سياسيا?ٍ وكل من حولهم من العاجزين والفاشلين والمرتزقة…….يتبع