حتى لا تتكرر في (صنعاء) الصامدة غوغائية (عدن) الجريحة ..!
بقلم/ طارق مصطفى سلام
(اليوم) في(صنعاء الثائرة) تتقدم(مجددا) العربة على الحصان(تماما) كما حدث (بالأمس القريب) في(عدن الحراكية) .!
اليوم في صنعاء الصامدة تظهر إلى السطح السياسي ملامح خلافات شركاء المصير الواحد وتبرز جليا صراعات رفاق النضال المشترك, عندما تسارع تلك القوى السياسية الوطنية (المناهضة للعدوان) للمزيدات السياسية في تهور غريب وغباء عجيب يؤدي إلى تشق وحدة الصف وإضعاف متانة الجبهة الداخلية, وذلك لا يعني سوى استهتارهم المقيت بمصلحة الشعب العليا وصموده الاسطوري العظيم..
ولعمري, هذا هو النهج المغامر والسلوك المستهجن الذي سيؤدي لهزيمتنا المفاجئة, تلك الهزيمة المنكرة والساحقة غير المتوقعة, وهو أيضا الشأن الخطير والأمر الجلل الذي سينتج عنه التفريط بتضحيات الشعب ودماء الشهداء ومعاناة الجرحى, والاغتيال المبكر لما سطره جيشنا الباسل ولجاننا الشعبية الفتية من ملاحم اسطورية وبطولات عظيمة تسجل بماء الذهب ومواقف الخلود في أنصع صفحات التاريخ الانساني, بل وتدون في سجلات المأثر العسكرية المشهودة ..
نعم, لجوء القوى السياسية الطامحة (ومن خلفها بعض النخب والفئات الاجتماعية التابعة) إلى تحريك الشارع الشعبي في العاصمة الأبية صنعاء هو مثل سلوك ذلك المراهق الصغير المستهتر بذاته وبمن حوله, الذي يلعب بالنار فيحرق جسمه ويخرب منزله ويصيب من حوله بأكبر الاضرار, فيجني على نفسه ويقضي على أسرته العريقة ويهدم داره الكبير (الشعب والوطن).
فاللجوء للقواعد الحزبية الواسعة, وتحريك الشارع الشعبي الصابر في صنعاء الصمود والشموخ (في هذا الظرف العصيب) للتعبير عن وجهات النظر السياسية, لهو أمر ملي بالمخاطر الجمة على الجميع, ومغامرة عابثة غير محسوبة النتائج وغير محمودة العواقب.
نعم, تحريك الشارع الشعبي الواسع, ورفع الشعارات الغوغائية البغيضة لبعض القوى السياسية المغامرة (اليوم) في صنعاء (الصامدة) هو تكرار لذات السيناريو الأرعن (بالأمس غير البعيد) في عدن (المغدورة المغلوبة على امرها)عندما قامت القوى الانفصالية والنخب المغامرة بتحريض الشارع الجنوبي الجريح من خلال التمادي في رفع الشعارات الانتهازية والمبالغة في رفع سقف المطالب الحقوقية, لينتهي الامر بأن تقوم الجماهير الغاضبة بنبذ تلك النخب الانتهازية وعزل القيادات البرجماتية عن قيادة مسار القضية الجنوبية, عندما تقدم الشارع الشعبي المتفاعل (على الرموز القيادية المتكلسة) في طرح قضيته الانسانية والتعبير عن مطالبه الحقوقية, فيما يسمى مجازا بتعطيل الفرامل السياسية, وما يدعى اصطلاحا ب(تقدم العربة على الحصان), وحينها لن ينفع الندم, يوم أن يتجه الجميع للهاوية السحيقة التي تسقط فيها العربة المهرولة ويموت فيها الحصان المتهور, فيسدل الستار على قضية شعب ومصير وطن بحجم اليمن..!
نعم, ما يمكن أن يحدث (اليوم) في (صنعاء الحبيبة) هو تكرار لذات السيناريو الخطاء الذي حدث تماما(بالأمس) في (عدن الجريحة) وفي ذلك الزمن الخطيئة ..
اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد ..
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(46)