دايلي تايمز: السعودية على فوهة بركان
شهارة نت – مترجم :
أصبحت السعودية بركانا سياسيا في انتظار الانفجار، ومن الصعب تحديد وقت انفجار البراكين بالضبط، وبالفعل، النظام الملكي السعودي على مستوى عال من الاحتراق السياسي منذ فترة طويلة.
ترى السعودية نفسها حامي الإسلام، وتتبع المذهب الوهابي، متحكمة في السلوك الاجتماعي للناس، وفرض القوانين الدينية الصارمة، ورغم ذلك، لا يشعر العديد من السعوديين بالأمان حتى اليوم، ولا يشجعون على انتشار الوهابية في العالم الإسلامي.
تبحث السعودية اليوم عن الأمن الداخلي والخارجي، فداخليا تفرض النظام الأخلاقي الصارم، وسط مؤشرات من الفساد الحكومي وداخل العائلة المالكة.
تطرقت العديد من المواقع لقضية الوهابية داخل المجتمع السعودي، ويتضح أن السعوديين يتطرقون لتفريغ الطاقة المكبوتة بأشكال مختلفة وسط عدم وجود منافذ اجتماعية وأخلاقية مقبولة، كما يتم منع المرأة السعودية من السفر والعمل والدراسة أو حتى فتح حسابات مصرفية، وفقا لتعاليم رجال الدين الوهابيين، كما تعيش منطقة شرق السعودية الغنية بالنفط في حالة من عدم الاستقرار، وعلى حافة الهاوية.
تولى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الحكم بعد وفاة اخيه، وسط عدم وضوح ملامح مستقبل المملكة، ورغم أن الرياض لا تزال قوة إقليمية مهيمنة، إلا أنها تفتقد قدرتها على ملء مسار الأحداث في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك لعدة أسباب متنوعة، من بينها الاندلاع المفاجئ للربيع العربي، الذي لم يشكل فقط اضطرابا في بلدان المنطقة، لكن الاضطرابات ضربت أيضا السعودية وهددت استقرارها الداخلي، بالإضافة إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والرياض، خاصة بعد إخفاق واشطن في الحفاظ على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الحليف الوثيق للسعودية.
تدخلت السعودية في البحرين لقمع الثورة هناك ومناصرة نظام آل خليفة، وبعد بضعة سنوات تدخلت في اليمن، وبدأت في استهداف الحوثيين، وقادت تحالفا إقليميا لقصف البلد الفقير جوا، وساعدتها واشنطن بالسلاح والاستخبارات وتواجدها البحري القوي في المياه الإقليمية، لكن القصف السعودي الأخير لجنازة صنعاء أحرج واشنطن بشكل كبير.
ورغم أن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية لا تزال قريبة، إلا أن الرياض غير راضية عن الوضع، خاصة بعد اتفاق أمريكا مع إيران بشأن برنامجها النووي، الأمر الذي أدى إلى رفع بعض العقوبات عن طهران.
يتراجع النفوذ الإقليمي للسعودية خاصة مع تراجع أسعار النفط وزيادة إنتاجها، واليوم أصبح الموقف السعودي داخليا وخارجيا محفوفا بالمخاطر على نحو متزايد، وسياستها المتبعة داخليا وخارجيا ستقودها لتدمير نفسها ذاتيا.
دايلي تايمز